صفحة الكاتب : رحيم الخالدي

مرجعية النجف إرشاد ورد حاسم
رحيم الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

رجال الدين في العالم، وحسب الطائفة والمعتقد لهم خصوصية، فالبابا في الفاتيكان يطل يوم بالأسبوع، تنتظره جماهير غفيرة، مع بزة جميلة مزكرشة مصنوعة من أرقى أنواع الأقمشة في العالم، يخيطها أمهر الخياطين، مع حاشية خدمة تلبي كل ما يرغب به البابا، وهنالك في موطئ آخر شريحة تعبد الحيوانات، والهندوس الذين يعبدون البقر مثال على ما يناله كبيرهم من حفاوة وتبجيل، مع التعارض لبقية الديانات في الهند، وهي مشهورة بتنوع الأديان لكن هنالك إحترام كبير وليس مقارنة بمرجع العراق والعالم الاسلامي، الذي يعيش في بيت مؤجر، وحالة من التقشف مع لباس يلبسه منذ مدة طويلة يرفض إستبداله .

حوزة النجف الأشرف، ومنذ تولي الشيخ الطوسي ولغاية يومنا هذا، لم تتعرض كما تتعرض له اليوم من هجمة منظمة، تبغي التسقيط وعزلها عن جمهورها الذي يأتمر بأمرها، مع التنوع الديني والطائفي في العراق، لكن هنالك مقبولية كبيرة من قبل باقي الأديان والطوائف، كون الخطاب الديني الذي يطرحه السيد السيستاني يمثل الإعتدال الذي تمتاز به حوزة النجف مع الإشادة من قبل المنظمات الإنسانية العالمية، فضلاً عن المحلية، وكلمة "انفسنا" كان لها التأثير في نفوس العراقيين في المنطقة الغربية وباقي مقترباتها، ولا ننسى كيف كان المراجع أيام حكم البعث، تعيشون العزلة عن العالم الخارجي وكتم الانفاس والتصريحات.

إستعمال طريقة الدفاع بالهجوم أسلوب خبيث، إستعملهُ فاقد التأييد من المرجعية، التي وصل بها الأمر وصرحت من على منبر الجمعة، "بُحَتْ أصواتنا" معلنة أن هذه الحكومة ليس منها رجاء! والذي ترأس حكومة لفترتين إنتخابيتين، خرب كل ما من شأنه بناء دولة رصينة، وبذل الأموال لقاء قبوله باقياً على كرسي لعين، ونتيجة تلك الاخطاء نشط الإرهاب في العراق أكثر من بداية القاعدة وباقي أقطابها، والمحصلة إستيلاء داعش على ثلث مساحة العراق، وسقوط ثلاث محافظات، تُضاف لها جريمة العصر "سبايكر"، التي يندى لها جبين الإنسانية مع الخيانة الواضحة لكبار قيادات الجيش، وإصدارهم أوامر بترك المعدات والإنسحاب! وكان بالإمكان إرجاع داعش لمكان إنطلاقها، لكن الأوامر كانت واضحة بتسليم كل ذلك للإرهاب، بغية سقوط المناطق التي ذكرناها سابقاً .

من يتهم شخصاً بالتقصير، ومحاربته بواسطة جيوش الكترونية! مدفوعة الثمن وممولة، كان الأجدى طرح نتاجه والمنجزات التي من خلالها توضح الصورة، وليس كما يراه العراقيين من تقصير متعمد تجاه المواطن، وسرقة أمواله نهاراً جهاراً، ووهبها لمن لا يستحقونها، وهذا حصل بالفعل، ومن لا يتذكر نذكره بفدائيي صدام وقيادات البعث، الذي عفا عن كثير منهم، والطامة الكبرى أنه أرجع بعض منهم لمصدر القرار، ليتحكموا بمقدرات الشعب العراقي، والميزانيات الإنفجارية التي كان يتباها بها، تم صرفها على المشاريع الوهمية، وسرقات بالجملة، وهبات لمجرمي الإرهاب، وما هروبهم من سجن أبو غريب الاّ صفقة تمت تحت جنح الظلام، لتكملة باقي السيناريوهات .

المرجعية ليست جهة حكومية، وليس لها ممثل تحت قبة البرلمان، ولا تملك السلطة بل هي جهة واعظة وموجهة بتسديد الهي، وليس كما يتصورها البعض ممن انخرط مع المطبلين والمهولين، ومن لا يعرف أن هذا برنامج إستهداف سعودي أمريكي إسرائيلي، للنيل من المرجعية التي أفشلت أكبر مشرع إستيلاء وهيمنة على مقدرات المنطقة العربية ونهب ثرواتها، كذلك هنالك جهة أخرى المتمثلة بذيول البعث والملحدين، الذين برزت لهم لمعة في الساحة، من خلال اللافتات التي خرجت في التظاهرات الأخيرة، والتي تتهم المرجعية بالفشل الملحوظ للأداء الحكومي! وكان من المفترض توجيه ذلك الإتهام للحكومة والوزراء ذوو الإختصاص المعنيين .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحيم الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/08/23



كتابة تعليق لموضوع : مرجعية النجف إرشاد ورد حاسم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : عبود المالكي ، في 2018/08/23 .

بعد متابعة لما كتبه الكاتب سابقا وهذا المقال ...
كل الكتل كان لديها وزراء في الحكومة حتى الكتلة التي يمثلها الكاتب .. والذي حاول ان يرمي الفشل الحكومي جميعه على فئة معينة مبتعدا الى اقصى اليمين عن توجيه الاتهام ولو بشعره الى نفس الكتلة التي يمثلها واتحداك ان تذكر وزير لهم بسوء او تذكر محافظ البصرة السابق الذي كان السبب بخرابها ..






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net