صفحة الكاتب : منتظر سعدي الخفاجي

النقد إحسان وليس انتقام
منتظر سعدي الخفاجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إن انتقاد المقابل هي طريقة لتقويم قول أو فعل المقابل، وإضافة ما يتم به فائدة فعله أو قوله، وليس هو التقصي والبحث عن هفوات المتكلم لكي نوجه له الضربة الأكثر إيلاما، أو نبين له مواطن خلله بأسلوب صارخ، وهذا ما نراه في أكثر المنتقدين، والذي يدعو الكثير ممن يريد الكتابة أو الاجتهاد في عمل جديد الى ترك ذلك العمل والابتعاد عنه كابتعاده عن الخطأ، لأن المرتكز في ذهنه أن الانتقاد هو أسلوب جارح مسببٌ لألمٍ هو في غنى عنه. والإنسان بطبعه يتجنب أسباب إيلام نفسه.

علماً أن الانتقاد هو أسلوب من أساليب الإحسان، هو نوع من أنواع الصدقة، لكن الخلل الذي جعل النقد بهذه الصورة يعود إلى نظر الناقد والذي ينظر غالباً بعين واحدة والتي يرى بها مواطن الخلل والنقص في فعل أو قول المقابل ، فيحاول بما استسقاه من نظره أن يوضح ذلك الخلل بأجلى الصور وأوضح العبارات، ويتعامى عن النظر إلى الألم الذي سببه انتقاده إلى ذلك المقابل، يتعامى عما خلفه انتقاده من آثار سلبية في صدر أخيه، ولو أنه وقف على حجم الألم الذي يخلفه في قلب المقابل من جراء انتقاده لتوقف أو لصاغ كلماته بحيث يكون أقل إيلاماً وإحراجاً لمن يريد انتقاده .

إن النقد بأسلوبه المتبع ضره أكبر من نفعه، فهو يولد الجفاء بين المنتَقد والناقد، بل قد يولد الكراهية الحقد، إن أغلب المنتَقَدين –الذين يقع عليهم النقد- لا يقفون على فائدة الناقد لما ينتابهم من غضب واحتقان من أسلوب الناقد والذي يحجبهم عن رؤية الفائدة - إن كانت هنالك فائدة- بل ترى المسكين يفكر برد ينتقم من خلاله من المنتقد ويحفظ به ماء وجهه، فانحرفت هذه العملية من عملية احسانية إلى عملية انتقامية.

لذلك وجب على الناقد اللبيب أن ينظر إلى مقدار الألم والضرر الذي يسببه أسلوبه النقدي لدى من ينتقده ، ويكون هو مقياسه في صياغة عباراته وكلماته النقدية، وأن تكون غايته إفادة المقابل وليس بيان لعلميته وأفضليته ، فكما أن الرياء يقع في الصدقة المادية ويفسدها كذلك يقع في الصدقة المعنوية ويفسدها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منتظر سعدي الخفاجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/08/23



كتابة تعليق لموضوع : النقد إحسان وليس انتقام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net