صفحة الكاتب : عبد الخالق الفلاح

طفح الكيل ومثل ما رحتي اجيتي
عبد الخالق الفلاح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعد ان شهدت أروقة الاحزاب والكيانات السياسية في العراق حراكا سياسيا واسع النطاق من أجل تشكيل الكتلة الأكبر التي ستدخل البرلمان العراقي المقبل، وتتولى تسمية رئيس الوزراء الجديد وعلى ما يبدو أنه حتى اللحظة لم تتضح معالم التشكيلة الكبيرة بإستثناء ما تردد في وسائل الاعلام وفشلت للوصول الى اطر محددة في الراي ويدور الخلاف بين جميع الكتل السياسية حول حسم المرشح للمنصب رئاسة مجلس الوزراء الذي ترشح جميع التيارات اسماء مقربة منها وكذلك مجلس النواب ،والكتلة الأكبر ليس بالضرورة أن تحصل على نسبة معينة لوحدها لكي تكون الاكبر، بل ممكن أن تكون من عدة كتل حتى تستطيع تشكيل الحكومة بحصولها على النصف زائد واحد، وهو 165 مقعداً، ويجب التفريق بين الكتلة النيابية وبين التحالفات السياسية، حيث إن هناك إساءة فهم واضحة لذلك، وكل الكتل النيابية تكاد لا تخرج عن المكون الذي تنتمي إليه، إن كانت شيعية أم سنية أم كردية، مع التأكيد على نوع مما يمكن وصفه بالظاهرة المرحلية ، بمعنى الكتلة الشيعية تضم 2 أو 3 سنة، وكذلك الكتلة السنية يمكن أن تضم عدداً من الشيعة وتنتهي بالانسحابات بعد الجلوس في مجلس النواب ،

و تحاول البعض من الكتل في الوقت الحالي وتبذل المساعي من اجل التوجه للعمل على جمع الاطراف والكتل لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر؛ بعد ان ذهبت المحصلة باتجاه ” تشكيل محورين رئيسيين ، محورالنصرو يقوده رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي وسائرون والحكمة والوطنية وجهات كوردية معارضة مثل التغيير والجماعات الاسلامية وجماعة برهم صالح واخرين رغم عدم اعلنها رسمياً بذلك ، والمحور الاخر يقوده الفتح ودولة القانون وأغلبية أعضاء النصر والمحور الوطني والحزبيين الكورديين القريبين منهم وآخرين لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر بهدف انتاج حكومة قوية وحازمة للنهوض بمهامها المستقبلية" كما تدعي " وحل مشاكل المواطنين في العيش بحرية ورخاء وتقديم الخدمات لهم والحقيقة المخرجات توحي الى ان تجمع القوى السياسية على ان تشكيل التحالفات هي عملية شاقة لكنها ليست بالمستحيلة، فالحراك ساخن وعلى اشده بين الكيانات الفائزة لتشكيل الكتلة البرلمانية الاكبر ومن ثم التفاهمات الاخرى ... ومن هنا يظهر ان نقاط التلاقي في المصالح والرؤى الكتلوية في القضايا المشتركة مقدمة على نقاط المصالح والرؤى السياسية الوطنية عند اكثر الساسة و تبرز صفة المخاطب السياسي حيث التقاطع ينقسم إلى تقاطع بمواقف أو أفكار أو ثوابت إستراتيجية للبلد لا يمكن المساومة عليها أو وضعها في أي ميزان فهي العقيدة والفكر الغائبين عندهم وهي الأساس لأي تنظيم ،وإذا وجد هنالك تقاطع بين الاطراف في المواضيع الإستراتيجية واقتصار التحالف على الموضوع الذي أقيم من أجله وتحديده بالنطاق الذي يحقق أهدافهم وغاياتهم يعمل عليه كي لا تتوسع وتفسد الكتلة .

كما ان المشكلة تقع في غياب التوصيف القانوني والسياسي الواضح للكتلة الأكبرمما جعلت الكتل السياسية أمام سيل من المواقف المتناقضة في التصريحات والمهاترات اليومية وأضف لذلك الإدراك السلبي للسياسيين لمبادئ الديمقراطية و”الحكم الرشيد”، و”التعددية”، بسبب عوامل عدة، منها الاستخدام السلبي لتلك المبادئ من جانب الحكومات التي شكلت سابقاً بشكل عمق الشكوك حول مصداقية التزام الحزب الحاكم والأحزاب السياسية التقليدية بتلك المبادئ، ورغم أهميت الموضوع في تسيير العمل السياسي بمجمله إلا ان حتى المحكمة الاتحادية ايضاً تبقى ساكتة دون ان تخبرمن يفسر دون واهمة بالمعنى السياسي والقانوني لمصطلح “الكتلة البرلمانية حسب مزاجه مما سوف يساعد الكثير من النواب الحراك العشوائي الذين يسمح لهم بالتنقل والقفز من كتلة الى أخرى قبل وبعد مباشرة الدورة البرلمانية العمل بحسب مصالحهم مهدرين بذلك الاساس الذي اصبحوا بموجبه نواباً، اذ ينتقل النائب الذي لم يحصد إلا بضعة أصوات ودخل البرلمان بفضل أصوات كتلته الى كتلة مناوئة لتحقيق أحلام جديدة وهو يحاول اقناع نفسه بامتلاكه شعبية أهلته لدخول البرلمان بينما هو مجرد تابع يبيع ولاءه بسهولة ويبقى صمت الكتلة الأم على تصرفات النائب مثيراً للاستغراب وكأنها تخشى منه، الكتلة الفاشلة في ضبط نوابها وملاحقتهم إعلامياً بعد انقلابهم عليها هي كتلة فاشلة وفاسدة حتى لو حملت رايات الإصلاح وهذا ما شاهدناه طوال مراحل البرلمانات السابقة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الخالق الفلاح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/09/02



كتابة تعليق لموضوع : طفح الكيل ومثل ما رحتي اجيتي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net