سؤال : صفاتك الاخلاقية كيف تكملها ... ؟
حارث العذاري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كثير منا يبحث عن الصفات الاخلاقية التي تكمل ذاته والتي من خلالها يستطيع العيش بأفضل صورة مع الاخرين كالكرم والعفة و الشجاعه والصبر والوفاء ! والتسامح والتواضع وغيرها ، وبالتجربة العملية فإننا احيانا ننجح في تكميل صفاتنا واحيانا نفشل ومن هنا تبرز العقبات الحياتية وتتلاشى النجاحات ونبتعد عن الحق جل شأنه .
هناك عدة طرق لتكميل الذات بأجمل الصفات الاخلاقية وضعها علماء الاخلاق لعل ابرزها وسار عليها معظم المريدين للكمال و هي التأسي بالأولياء السابقين ( سلام الله تعالى عليهم جميعا ) الذين حازوا تلك الصفات الساميه وهذه الطريقة أوضحها القران الكريم وبين لنا اعلى مستوياتها حينما جعل سيد المرسلين اسوة لتخلق الخلق بالأخلاق .. حيث انه عمليا تأسي بصفاته العظيمة صلوات الله عليه واله الطاهرين, ولكن هناك طريقة اخرى اعتمدها بعض اكابر الاولياء ( صلوات الله تعالى عليهم جميعا ) لعل كثير من البشرية غفلت عنها أما جهلا او اهمالا وهي اشرف الطرق واعلاها وانقاها وهي :
تكميل صفات الذات بالأخذ من منبعها الحقيقي وهو الباري جل شأنه وهذا جانب واسع ولعله اعمق مما نتصور او يتصوره بعض اهل المعرفة او يدركه امثالي من اهل الغفلة ، ولكن لنا ان نشير هنا الى اسلوبه الابسط و الاوضح فنقول وبالله تعالى السداد :
العلاقة بالله جل جلاله والارتباط به اثبت طريقه لتكميل صفات الذات الاخلاقية بأطهر الصفات ، فان اردت ان تكون قويا فمالك الا ان تعزز ارتباطك بالقوي لتتطهر من الضعف وان اردت ان تكون كريما بحق الكرم فمالك الا ان ترتبط بالكريم وتتطهر من البخل وان اردت ان تكون متواضعا فارتبط بالمتكبر ! لكي تعرف قيمتك امام عظمته وتتطهر بالاعتراف بالعجز تجاهه جل شأنه وان اردت ان تكون شريفا نزيها فما لك الا ترتبط بالقدوس لكي تتنزه عن الدنائة والحقارة , وهكذا تكتسب صفات ذاتك من منبعها الحقيقي وهو ارتباطك بالله جلت قدرته لان اي ارتباط ينتهجه العبد بالله سبحانه له قابلية التأثير والتطهير تلقائيا من حيث يعلم العبد او لا يعلم ...
اذن افضل سبيل لتكميل صفات العبد من خلال التوجه بالذات بكل ماله من وجود نحو توحيد المعبود تبارك اسمه .. ودون ذلك يبقى تكميل ناقص مهما كان منبعه ...
وله الحمد والفضل وحده لا شريك له ....

الموضوع السابق فكروا بعيداً عن الصخب المجتمعي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat