شجون المنتخب الأولمبي
خالد جاسم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

واجب الأشارة هنا ومن وجهة نظر شخصية أتمسك بها كثيرا الى ان المنتخب الاولمبي هو بحاجة الى الأهتمام والرعاية وأحاطته بكل اسباب الديمومة والارتقاء نحو الأفضل أكثر من أي منتخب اخر بما في ذلك المنتخب الوطني الأول، ذلك ان المنتخب الأولمبي وكما هو معروف ووفقا لما هو سائد في بلاد الله التي تنتهج اسلوب البناء والتخطيط المتدرج لمنتخباتها الكروية يكاد يكون أشبه بالحديقة الخلفية للمنتخب الأول أو ما يمكن تسميته بالمنتخب الرديف سيما نحن حريصون على عدم منح تجربة المنتخب الرديف قيمتها واستحقاقها ومداها الزمني المناسب، طالما أن كل تجربة لتشكيل هذا الرديف تاتي تلبية لحاجة طارئة أو أنسجاما مع ضرورة تقتضيها الحال, ودوام الحال هو من المحال بالطبع في واقعنا الكروي المزدهر.
نعم .. يجب أن يبقى المنتخب الأولمبي بمنأى عن المتغيرات في الأمزجة والتحول في الرؤى والتبدل في القرارات ليس لأن هذا المنتخب يفترض بل ويجب أن يكون ضرورة لتوفير رافد مريح ومضمون للمنتخب الأول الذي أقتربت معظم عناصره من درجة عدم الصلاحية مع أصرار معظم المدربين في الأبقاء على ذات الوجوه المستهلكة تحت بند الخبرة والحاجة التي هي أم الأختراع في منتخبنا الوطني دائما, بل ولأن ما مدرج من أستحقاقات تنتظر هذا المنتخب تتطلب منا المناشدة بصيرورته وعدم العبث بمحتوياته لأمد لا يقل عن سنة واحدة ولا أقول السنتين، وتقف في مقدمة الأستحقاقات التصفيات الاولمبية حيث الجميع سيطالب المنتخب الاولمبي برد الأعتبار للكرة الاولمبية العراقية واستعادة ماضيها التليد. وأمام ذلك ومع توفر الخامات الجيدة فنيا والمناسبة من ناحية الأعمار في الدوري المحلي خصوصا بعد ألغاء المشاركة في دورة الألعاب الاسيوية الأخيرة في أندونيسيا تحت ضغط التمسك بالأعمار الصحيحة، برغم أن الغياب عن منافسات الاسياد قد حرم المنتخب الأولمبي من فرصة مثالية للأحتكاك والتباري مع المنتخبات الاسيوية المتقدمة التي شارك معظمها بالمنتخبات الأولمبية بما في ذلك منتخبا كوريا الجنوبية واليابان صاحبا الوسامين الذهبي والفضي في مسابقة كرة القدم، كما هو الحال كذلك مع منتخبي الامارات وفيتنام صاحبي المركزين الثالث والرابع, وأمام هذه المترادفات التي فوتت على المنتخب الأولمبي فرصا ممتازة للتحضير والإعداد بعد عاصفة التلاعب بالأعمار وتزويرها وأضطرار اتحاد الكرة الى أعادة فلترة منتخبات الفئات العمرية ومنها المنتخب الأولمبي الذي يحتاج تحت ضغط الوقت وأقتراب أفتتاح الموسم الكروي الجديد الى وضع أجندة زمنية ومكانية جديدة متضمنة كل التفاصيل الدقيقة التي توفر له مقومات التحضير الجيد لمعترك التصفيات الأولمبية، حيث تكمن أهمية هذا الحدث عبر سعي منتخبات الدول المشاركة نحو تسجيل الحضور في مسابقة كرة القدم الاولمبية في ظل إفتقار بعض هذه الدول ومنها العراق الى كثافة العدد ونوعية المشاركة في الفعاليات الرياضية الأخرى في الاولمبياد, ناهيك عن إهتمامها بمنتخباتها الاولمبية وتهيئة كل مقومات إعدادها وتحضيرها للتصفيات من خلال المعسكرات التدريبية الممتدة لشهور والإستعانة بأفضل الكفاءات التدريبية وخوض الكثير من المباريات التجريبية, ولا مجال للمقارنة بين ما توفر لها وبين ما تمت تهيئته لمنتخبنا الاولمبي برغم ان اللجنة الاولمبية العراقية لم تقصر في توفير مستلزمات الاعداد لفريقنا الاولمبي الذي صار أحد المرشحين الأقوياء لتجديد قطع تذكرة غالية من بين التذاكر الثلاث المخصصة للقارة في مسابقة الكرة الاولمبية. وبالتأكيد فإن من بين مسببات تركيز الدعم والاهتمام بالمنتخبات الاولمبية هذه ليس فقط ما ذكرناه من عوامل وأسباب موجبة, بل ولأن هذه المنتخبات قد مرت بالتدرج الفئوي أو العمري الصحيح في عملية البناء الكروي وصار يفصلها عن التحول الى مرتبة المنتخبات الوطنية الأولى فاصل زمني لا يتجاوز العامين، وبالتالي فهي أقرب ما تكون بمنتخبات الظل أو ما نسميه بالمنتخبات الرديفة التي يتم التعاطي معها بمنتهى العناية والحرص على إستمرارية إعدادها وتهيئتها ومدها بكل مقومات التطور لتكون جاهزة في المدى الزمني المنظور، وقد صارت العناوين الوطنية الأولى في كرة القدم. وفي هذا الجانب وعندما نذكر منتخبنا الاولمبي الذي يقوده المدرب القدير عبدالغني شهد وبرغم وجود عدد من لاعبي المنتخب الاولمبي الحالي مع قائمة المنتخب الوطني إلا ان إستمرارية هذا المنتخب بغض النظر عما ستكون عليه نتيجة حصاده في التصفيات الاسيوية تبدو على درجة كبيرة من الأهمية من خلال تطعيم صفوفه بالوجوه المتألقة في مسابقة الدوري وإمكانية إقتصار قائمة لاعبيه على من هم دون 23 عاما ليكون في المدى القريب هو المنتخب الرديف قبل أن يتجسد حضوره بعد مدة من الزمن ليكون المنتخب العراقي الأول, وهو أمر في ما لو تم التعاطي معه بجدية كونه ينسجم مع مبدأ التدرج الكروي السليم من جهة ومستوعبا للمواهب الشبابية المهملة محليا من جهة ثانية، فسوف يخلصنا من مأزق كبير بشرط أن توضع للمنتخب الاولمبي خطط قريبة وبعيدة المدى تمنحه الإستمرارية في الإعداد والتحضير الصحيح ليكون منتخب المستقبل بحق.

السطر الأخير

* تبيض الدجاجة بيضة واحدة رخيصة الثمن فتملأ الدنيا صراخا وتضع السمكة آلاف من بيض الكافيار غالي الثمن وهي صامتة.. دع إنجازاتك تتحدث عنك أو بيّض وانت ساكت.!
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خالد جاسم

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/09/10



كتابة تعليق لموضوع : شجون المنتخب الأولمبي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net