“ نيوزويك ”: إجراءات بن سلمان عملت على تقويض أسس الحكم السعودى

نجت العائلة المالكة السعودية من موجة الاحتجاجات الجماهيرية التى شكلت الربيع العربي، من خلال زيادة القمع ضد مجموعة واسعة من النقاد والنشطاء والاسلاميين وافراد من نفس العائلة،  على النقيض من التكهنات التى سادت في تلك الفترة بان الانتفاضات العربية ستصل الى الرياض، ولكن هذا السناريو قد لا يحدث ثانية مع ولى العهد السعودى، محمد بن سلمان ، الذى يقف في قمة الهرم .

والسبب كما قال الكاتب مضاوي الرشيد في مقال رأى نشرته مجلة “ نيوزوويك ” ان الرجل فقد الكثير من القواعد التى تسمح له بالحكم دون اللجوء الى القوة المباشرة، وهذا الوضع غير مستدام، بل انه خطير للغاية، لان هناك تأكل خطير في شرعية النظام قد يؤدى الى انفجارمن الداخل.

واوضحت المجلة ان أحد التدابير الاولى التى قدمها بن سلمان عندما اصبح وليا للعهد في عام 2016 هو تقويض أيدلوجية الدولة القائمة على الوهابية، على الرغم من انها كانت تقدم الاساس المنطقى لحكم ال سعود على غيرهم من سكان شبه الجزيرة العربية ، واضافت ان بن سلمان نأى بنفسه عن هذا التقليد الدينى وقام بتجاهل الفتاوي،ووضع المدافعين عن النظام الدينى في السجن.

وهكذا، اسفرت اجراءات بن سلمان عن احداث فراغ في الرواية الوطنية ، لا يمكن ان يتم ردمه سوى بالقمع المباشر، ووفقا لما قاله الرشيد، فقد احتجز بن سلمان الاسلاميين المتطرفين والاسلاميين المعتدلين لانه كان يخشى من ردة فعل عنيفة قد تهدد اصلاحاته ، وفي الواقع،  لا يعترض العديد من المعتقلين على قيادة النساء للسيارات او تقديم السينما ولكنه كان يخشى من نقدهم العميق الذى يقوض حكمه .

ولاحظ الرشيد ان بن سلمان قد حاول الحصول على شرعية جديدة على أساس إصلاحات اقتصادية، مثل برامج السعودة وخصخصة الأصول والخدمات الحكومية مع وعد بتجربة اقتصادية جديدة يعثر فيها الشباب السعودى على فرص عمل في حقبة ما بعد النفط.

وتأجج خيال الشباب السعودى بالنجاحات مع الوعود بالازدهار والمشاريع الفائقة ليكتشفوا لاحق اان الامر اقرب للوهم ، وان البطالة تنتظرهم بدلا من الوظائف المريحة ، إذ اضطر بن سلمان للعودة عن معظم اصلاحاته الاقتصادية وتراجع عن فكرة الاكتتاب العام لشركة ارامكو ، ولجأ بن سلمان للاقتراض من مصادر خارجية في عملية كانت قريبة من الهوس حيث تم اقتراض 12 مليار دولار من السندات الحكومية.

وجاء في المقال “ان الاجماع الملكى القديم قد تحطم الى الابد بسبب استبعاد بن سلمان لابناء عموميته، لذلك سارع لتعزيز قبضته على السلطة ووكالات الشرطة التابعة للدولة خشية تهديدات داخلية محتملة ، ولا تزال مسرحية فندق (ريتز كارلتون) التى تم فيها احتجاز أكثر من اثنى عشر من الأمراء ،أفضل مثال على التدابير الوقائية ضد انقلاب محتمل لان قصة مكافحة الفساد غير مقبولة ، وانتج بن سلمان مزيدا من الاعداء بين أقاربه ، وليس من الواضح كيف يمكنه شفاء الصداع دون مزيد من القمع ”.

ولفت مضاوى الرشيد  في مقال“ نيوزوويك ” الى ان بن سلمان قد بحث في وسائل جديدة تمنحه الشرعية بعد فشله في تأمين الجبهة الداخلية، وقد وجد ضالته  في السياسة الخارجية العدوانية ضد ايران لكى يظهر على صورة محارب صحرواي، كما قام بمغامرة في اليمن، كان يعتقد بانها ستكون سريعة، ولكن الواقع كان مختلفا تماما .

قيما قال كاتب في صحيفة “التايمز” أن “الهوة بين الضجيج الإعلامي حول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وحقيقته أصبحت جلية للغاية”.

وكتب مايكل برلي في مقال له بعنوان: “أيام الأمير السعودي الشاب معدودة: الآمال المعقودة على الأمير محمد بن سلمان كمصلح يداوي جراح المنطقة لا تسفر عن شيء”. “بداية الأمر جاء الضجيج الإعلامي، مع إهدار الملايين على شركات العلاقات العامة وجماعات الضغط للترويج للجولة الدولية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مارس/آذار الماضي، الذي ينظر إليه على أنه الرجل السعودي القوي رغم عمره البالغ 32 عاماً”.

ويؤكد برلي أنه “بعد مرور ستة أشهر، يبدو احتمال صعوده أقل تأكيداً، حتى أن والده العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بدأ يبدي بوادر تشككه في الأمر”.

ويشير برلي إلى أن سياسات الأمير محمد بن سلمان “أضرت بالسياسة الخارجية للسعودية، فالحرب في اليمن المجاور، التي دخلت عامها الثالث، مستنقع من صنع ولي العهد”.

ويرى برلي أيضا أن محاولة ولي العهد السعودي لعزل قطر لدورها المزعوم في دعم الإرهاب باءت بالفشل. وأدت إلى تدمير مجلس التعاون الخليجي لصالح الثنائي “السعودية والإمارات”.

ومع هذه المعطيات يقول برلي إنه “لم يبقَ إلا القليل من مزاعم ولي العهد للتحديث، حيث يستمر في قمع شيعة السعودية في الإقليم الشرقي للبلاد. كما يعتقل الناشطات السعوديات اللاتي يبحثن عن صور أخرى من الحرية”.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/09/15



كتابة تعليق لموضوع : “ نيوزويك ”: إجراءات بن سلمان عملت على تقويض أسس الحكم السعودى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net