صفحة الكاتب : عبدالاله الشبيبي

الاسلام محمدي الوجود حسيني البقاء...
عبدالاله الشبيبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


مقولة مشهورة في أوساط المؤمنين لا يُعرف قائلها، وأياً كان قائلها فقد أجاد وأحسن فجزاه الله خير الجزاء، وهذه المقولة ليست إلا تعبيراً عن حقيقة ثابته من جانب، وتفسيراً لقول الحبيب المصطفى حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط، من جانب آخر، حيث أن الحسين (عليه السَّلام) نهض في وجه الانحراف والظلم والفساد، وثار في وجه المحاولات الخطيرة التي قام بها بنو أمية للقضاء على الاسلام فضحى بنفسه واهل بيته وأصحابه من أجل بقاء الاسلام والحفاظ على تعاليمه. المصدر: مركز الاشعاع الاسلامي.
اما كون الإسلام محمدي الوجود مما لاشك ولا ريب فيه ومن البديهيات المتفق عليها عند كافة أهل الإسلام، وغيرهم من بقية الأديان السماوية وغير السماوية، أما القول ببقاء الإسلام واستمراريته بسبب الحسين وتضحيته فهذا مما يحتاج إلى دليل وبرهان.
فيا ترى هل ما يعتقده المؤمنون من أنه لولا الإمام الحسين ()، ولولا مواقفه وشهادته في كربلاء لما بقي من الإسلام إلا اسمه ومن الدين إلا رسمه، ولكان الإسلام اليوم كبقية الأديان السماوية الأخرى ـ اليهودية والمسيحية ـ ليس لها تطابق مع دين الكليم موسى والمسيح عيسى عليهما السلام إلا في الاسم ودعوى الانتساب إليهما.
فهل هذه الكلمة الإسلام محمدي الوجود، وحسيني البقاء، كلمة حب وعاطفة أطلقها عشاق ومحبي الإمام الحسين ()، أم أنها كلمة لها واقع حقيقي؟.
إذ لعل إنسان يتساءل ويقول: كثير من المذاهب الإسلامية لا تنظر إلى الإمام الحسين () على أنه إمام مفترض الطاعة، كما ينظر إليه المؤمنون، ومع ذلك فإنها متمسكة ظاهرا بالدين وبدستور الاسلام الخالد القرآن الكريم فالإسلام مستمر وباق حتى لو لم يقتل الإمام الحسين في كربلاء، بل حتى لو لم يولد الإمام الحسين ().
إلا إنا نصرّ ونقول: انه لو لم يكن الإمام الحسين ()، ولو لم تكن واقعة كربلاء لكان الإسلام إسمه موجود وحقيقته مفقودة، ولأصبح كبقية الأديان السماوية الموجودة الان ليس له من الحق إلا الاسم، وأن مقولة الإسلام حسيني البقاء لها واقع حقيقي ملموس ممتد من قوله(ص): حسين مني وأنا من حسين. المصدر: الاسلام محمدي الوجود... حسيني البقاء، الشيخ أحمد الماحوزي.
أما المفهوم الآخر الذي ينطوي عليه هذا الحديث فهو: أن وجود النبي، ورسالة النبي قد تواصلت في ظل وجود أبي عبد الله، وليس المراد من ذلك التواصل الجسدي فحسب، بل أن حارس دين المصطفى هو الحسين الشهيد. وكانت ثورته واستشهاده سبباً لبقاء دين رسول الله. فالقضية ليست ذات بعد عاطفي مجرد، وإنما تعكس حقيقة اجتماعية وتاريخية.
نعم فثورة الحسين هي التي أحيت دين النبي، وقد بيّن أبو عبد الله هدفه وغايته من هذه الثورة بقوله: إنّما خرجت لأسير بسنة جدي، وآمر بالمعروف وأنهي عن المنكر، وأقوّم الانحراف ليستقيم هذا الدين.
وما قولهم "أنّ الإسلام محمّدي الوجود، حسيني البقاء" إِلاّ إشارة إلى أن أحياء دين النبيّ قد تحقّق بفعل ثورة عاشوراء. وهذه الحقيقة عبّر عنها أحد العلماء بالقول: "أنّ إحياء ذكراه إحياء للإسلام، وعبارة "أنا من حسين" المرويّة عن النبيّ، معناها أنّ حسين منّي، وأنا أحيا به.
وهذا إنّما يعني أنّ التشيّع روحه ثورة الاِمام أبي عبدالله الحسين عليه السلام وبقاءه مرهون ببقائها في الاَذهان، وكفانا أن نعيد تلك الذكرى كلّ سنة عشرة أيّام حتّى تتجدّد في نفوسنا عزيمة الثورة لمقاومة أنظمة الاستكبار والجور والطغيان.
فان الذكرى اذا لم تجدد واذا لم يتعهدها المخلصون بالسقي والرعاية واذكاء الاوامر، فأنها سوف تبلى وتضمر وتذهب حيويتها من النفوس، في حين لابد لثورة كثورة الحسين الكبرى ان تبقى حيةً في داخل كل نفس مؤمنة متيقظةً في كل ضمير، تؤثر اثرها وتنشر نورها وتزرع ثمارها ومبادئها في ربوع النفس، ليكون كل مؤمن ومؤمنة في كل عام وكأنه يعيش مع الحسين واصحاب الحسين في يوم مقتلهم، ويحس بإحساسهم ويشعر بشعورهم ويقتبس من موقفهم ذلك، الموعظة البالغة والرشاد. المصدر: اشراقات فكرية، ج1، ص208.
وبذلك يضمن بقاء ثورة الحسين خالدة المغزى، حية المعنى على مدى الاجيال في قلوب المؤمنين، لا تستطيع ان تذهب بجدته الايام، ولا ان يبليها الزمان، ليبقى المسلمون على ذكر من المغزى العظيم الذي ثار لأجله عليه السلام ولأجله ضحى وجاهد، ليكون القدوة الحسنة لكل جيل من الاجيال. نفس المصدر السابق.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبدالاله الشبيبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/09/17



كتابة تعليق لموضوع : الاسلام محمدي الوجود حسيني البقاء...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net