صفحة الكاتب : علي التميمي

زينب بنت علي ..منارة الثورة الحسينية
علي التميمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

باتت ثقافة الحوار أمرا ضروريا وهاما لأستمرار المجتمعات الانسانية، وهي ليست وليدة اليوم وإنما هي امتداد لعقود طويلة من التواصل الاجتماعي بين الشعوب، وظهر للمرأة نصيب ودور بارز من تلك الثقافة، بأعتبارها عنصر اجتماعي فعال، فكانت ولابد ان تكون صمام أمان له، من حيث إبداء رأيها بكل شفافية، ولتكون أداة ووسيلة فعالة للحوار البناء، والمبني على القيم الدينية والاجتماعية ودور التعليم ظهر بارزا في هذا المجال، فالمرأة المتعلمة تكون أصوب رأيا وأحكم قولا من غير المتعلمة .
بما ان المجتمع بحاجة الى ان ينعم أفراده بثقافة متنوعة، خاضعة لمفهوم الدين لا الى مفهوم العولمة الغربية، فبات على كل امرأة متعلمة ان تخضع ثقافتها لمعيار الدين والشريعة، لتنعم بأفضل فرص الحوار الفكري والاجتماعي الفعال، ولتساهم في رقي مجتمعها وموطنها الذي تعيش فيه، فهي الام و الاخت والزوجة والمربية الفاضلة في المدرسة، والمسلمة هي الاسوة الحسنة للنساء، وهي نفسها التي تربت في بيئة اجتماعية عربية اصيلة، ومع التعليم توفرت لها الارضية المناسبة التي تظهرها بأبهى رأي وأسداه .
في وقفة تحليلية واعية ومنصفة لتاريخ المرأة في عصر الاسلام، لا بد من الوقوف عند السيدة زينب عليها السلام، حيث ساهمت في ثورة الحق التي قادها اخيها الامام الحسين عليه السلام، وشاركت في جميع ملاحمها وفصولها مشاركة ايجابية وفاعلة، وكانت ذلك الضوء الذي أنار ظلمة ثورته سلام الله عليهما، وجاهدت جهادا لم يعرف التاريخ له مثيلا في مرارته وأهواله، وتبنت جميع مخططات هذه الثورة وأهدافها، وهي التي ابرزت قيمها الاصيلة في خطبها التاريخية، بدءا من كربلاء أرض الشهادة مرورا بالكوفة وإنتهاءا بالشام موطن السبي .
كان الموقف في قصر الامارة بالكوفة يتطلب من السيدة زينب سلام الله عليها، ممارسة دورها الرسالي في الدفاع عن ثورة الامام الحسين عليه السلام، وتمزيق الهالة والقوة التي أحاط بها أبن زياد نفسه، فوقفت سلام الله عليها بوجهه عندما أراد أن يتشفى بها بقوله (كيف رأيت صنع الله بأهل بيتك؟)، حينها أفشلت محاولته وانطلقت وبكل بسالة وشجاعة، تخاطبه وهي بذلك قد تجاوزت بإرادتها وبصيرتها النافذة، كل ما أحاط بها من آلام المأساة ومظاهر قوة العدو الظالم، وواجهته بالتحدي وجها لوجه أمام اعوانه وجمهوره، معلنة انه لا ينتابها اي شعور بالهزيمة والهوان، وما حدث شيء جميل بالنظر للرسالة التي تحملها ثورة الامام الحسين عليه السلام، وإستجابة لأمر الله تعالى الذي فرض الجهاد ضد الظلم، وهي واثقة من إن المعركة بدأت ولم تنته .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي التميمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/09/22



كتابة تعليق لموضوع : زينب بنت علي ..منارة الثورة الحسينية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net