صفحة الكاتب : د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

النهضةُ الحسينيةُ  الإلهيةُ  الكبرى  وتغذيتُها  بالأباطيلِ  والأساطير
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  قال اللهُ تعالى: {{ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كونوا قَوّامينَ بِالقِسطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَلَو عَلى أَنفُسِكُم أَوِ الوالِدَينِ وَالأَقرَبينَ إِن  يَكُن غَنِيًّا أَو فَقيرًا  فَاللَّهُ أَولى بِهِما فَلا تَتَّبِعُوا  الهَوى أَن تَعدِلوا وَإِن تَلووا أَ و تُعرِضوا فَإِنَّ اللَّهَ كانَبِما تَعمَلونَ  خَبيرًا }} [النساء/١٣٥]. 

     هذا النصُّ القرآنيُّ لم  يترُك فسحةً ضيقةً للنقاشِ والتأويلِ ؛ فَقُولُ  الحقِّ لا مجاملةَ فيه. ولا يجوزُ إرضاءُ خواطرِ بعضِهم بتحريفِ  الحقيقةِ عن أساسِها  من جهةِ  تأييدِ الذين يكذبون في ميدانِ كذبِهم.  إنَّ الإمامَ الحسينَ (عليهِ السلامُ) خرج على الظلمِ والظالمين بوقوفِه  ضدَّهم وهو يحملُ الأمانةَ الكبرى التي تسلَّمَها  عن جدِّه رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله)  ، ثم عن والدِه أميرِ المؤمنين (عليهِ السلامُ) وأمِّه فاطمةَ الزهراءِ (عليها السلامُ)  ، ثم عن أخيه الإمامِ الحسنِ (عليهِ السلامُ). وهي  الرسالةُ السماويةُ الإصلاحيةُ الكبرى للعالَمِ كلِّه  والتي قِوامُها (لا إِلَهَ إلا اللهُ ، محمدٌ رسولُ اللهِ)  ، وأعمدتُها (التوحيدُ والنبوةُ ، والإمامةُ ، والعدلُ ، والمعاد) ، وركائزُها (الصلاةُ ، والصيامُ ، والحجُّ ، والزكاةُ ، والأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عَنِ المُنكَر، وصلةُ الرحِمِ ، والثباتُ على الحقِّ ،  وإعطاءُ الناسِ حقوقَهم بحسبِ  مراتبِهم وأدائهم ...). 

    وهذا المنهجُ الإلهيُّ الإصلاحيُّ لم يرُقْ للحكامِ الطغاةِ ، ولا لرعيتِهم التي تعبُدُهم على حرْفِ إغرائِهم وتخويفِهم ؛ فعمِد (الأُمويون ، ثم العباسيون ، ثم من جاء بعدهم حتى مجيءِ العثمانيين الذين حكموا بِغَيْرِ أمرِ اللهِ تعالى) إلى الحدِّ من نموِّ الوعيِ الإصلاحيِّ عند المجمتعِ العربيِّ  والإسلامي ، وإلى ردعِ  كلِّ خاطرةٍتجولُ في ساحةِ  الإصلاحِ الحسيني وطلبِ ثأرِ الإمامِ الحسينِ (عليهِ السلامُ) ؛ فكان  لهم أن شوَّهوا هذه النهضةَ  الإصلاحيةَ بتجنيدِ العملاءِ المأجورين  والساذجين من الموالين غيرِ المحصَّنين  ؛ ليُدخِلوا في أعمالِ إحياءِ النهضةِ  الحسينيةِ ما يجعلُها تقرُبُ  من الأساطيرِ ، وتزخرُ بالأباطيلِ  والأكاذيب ؛ لينحرفوا بالنهضةِ الحسينيةِ من محورِ (ولقد كرمنا بني آدَمَ) إلى محورِ (إهانةِ بني آدَمَ وتوهينِ المذهب).

     وهذا الأمرُ بقي ضمن حدودٍ ممكنةٍ  للتوهينِ حتى جاءت طلائعُ  الاحتلالِ البريطانيِّ فغذَّتِ هذا الإنحرافَ عن منهجِ النهضةِ الحسينيةِ الإلهيةِ الكبرى بالخرافاتِ والأساطيرِ والأعمالِ الدمويةِ الحيوانيةِ التي نَسَّقتل نقلها عن عاداتِ الأممِ والأديانِ (الوضعيةِ) الساذَجةِ  الأخرى ، وهي تتخذ من الحكامِ المسلمين العملاءِ ، ومن المحسوبين  على التشيعِ من الذيولِ التابعين  يدًا قويةً تُقنِعُ  بها الجماهيرَ بلزومِ  إقامةِ هذه الأعمالِ الدخيلةِ .وبهذا تتحقق غايتُهم التي أخبرنا بها اللهُ تعالى  بها مُحذِّرًا في قولِه: {{ وَلَن تَرضى عَنكَ اليَهودُ  وَلَا النَّصارىحَتّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم قُل إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الهُدى وَلَئِنِ اتَّبَعتَ أَهواءَهُم  بَعدَ الَّذي جاءَكَ  مِنَ العِلمِ ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنوَلِيٍّ  وَلا نَصيرٍ}} [البقرة/١٢٠].

  فهم يتحينون الفرصَ لينتقموا من الدِّينِ الذي صحح مناهجَهم ، وردعأباطيلَهم ، وكشف أكاذيبَهم ، وحرَّم اتباعَ أديانِهم ومللِهم ونِحلِهم. 

     واليومَ ونحن في العامِ (١٤٤٠ هـ/ ٢٠١٨) نعيشُ تجديداتٍ تُستَحدَثُ لهذه الأباطيلُ يُحاولُ صُنَّاعُهاومنفذوها  زجَّها في (موسمِ) إحياءِ واقعةِ الطف كثيرةٍ  يعرفُها القاصي والداني لا تحتاجُ تفصيلًا لها بالعرضِوالتقييم.

     وإنَّ أكبرَ تجديدٍ مستحدَثٍ لهذه الأباطيلِ والأساطيرِ والعاداتِ الدمويةِ المنكَرة أنَّ المسلمين بعامةٍ يسخرون من الشيعةِ بخاصةٍ ،  وأنَّ الشيعةَ أنفُسَهم يشتُمُ ويلعَنُ بَعْضُهُمْ بعضًا ، ويُكفِّر بَعْضُهُمْ  بعضًا ، بليقتُلُ بَعْضُهُمْ بعضًا عند تقاطعِ  منهجِ أَهْلِ الإنحرافِ والتحريفِ مع منهجِ  أَهْلِ الإحياءِ الحقِّ.

     بعد تفضلكم بالقراءةِ  تأملوا في قولِه تعالى: {{ ولقد كرَّمنا بني آدَمَ}} وفِي قولِ الإمامِ الحسينِ موجزًاعلةَ  نهضتِه: (( إنما خرجتُ لطلبِ الإصلاح)). فهل يصِحُّ  أن تكونَ هذه الإنحرافاتِ الباطلةَ في ميدانِ (التكريمِ الإلهي) ،  و(الإصلاحِ الحسيني) ؟

     ونبقى بتوفيقِ اللهِ تعالى مع إمامِنا المصلحِ الحسين (عليهِ السلامُ)  ننصحُ وننتهجُ محاورَ نهضتِه. والسلامُ على الحسين ، وعلى أخيه أبي  الفضلِ العباس ،وعلى عليٍّ بنِ الحسين ، وعلى أولادِ الحسين ، وعلى أصحابِ الحسين.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/09/23



كتابة تعليق لموضوع : النهضةُ الحسينيةُ  الإلهيةُ  الكبرى  وتغذيتُها  بالأباطيلِ  والأساطير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net