كاريزما الكلمات- كاريزما الكتابة في سلسلة كتابات عبقرية، مقالات لماء الذهب، مقالات النخبة:
باسل عباس خضير
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
باسل عباس خضير
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كما للرجال في حلبة الرجولة والشجاعة كاريزما خاصة ، كذلك للكلمات بأسلوب كاتبها ، وسحر تلاعبه المجدي في الألفاظ والمعاني والقوافي والسطور كاريزما خاصة به ، الكاريزما الكتابية شبح كتابي مهيب ، تراه في صورة ملك طل عليك من أعماق التاريخ البعيد ، فيشدك اليه بحسن طلعته ، وجلالة مهابته ،وتفرد هندامه ،وتناسق رونقه ، فيجبرك بسحره ان تذوب فيه ذوبانا فيه رشفة من الخوف والانفعال والعجب والدهشة ، فهو ليس كما نقول ونكتب – معشر الشعراء والكتاب الدارجين- انما هو كما هو!
كاريزما الكتابة لاتمر عليك مرور الكرام، بل هي تحدث في طياتك زلزالا وجدانيا ، فتشعر انك في حال لاتميزفيه بين حشر الكلمات ، وحشر القارعات!
كاريزما الكتابة تقف خلف جدارها عدة كاريزمات متفاوتة ، فهي إمبراطورية كتابية مترامية الأطراف ضمتها نفس الكاتب ، ليس بإمكانك ان تستدركها عند غيره 0وهي تدلل على ان الكاتب نجح في نقل حنكته الى الورق ، دون الوقوع في مستنقعات الجبن الكتابي التي تقيد البعض وتجعلهم يفضلون رضا السلطان على جبروت العنفوان!
كاريزما الكتابة نبية كتابية خفية آثرت ان تكون رسالة للبعض دون البعض الآخر ، فأصبح بإمكان مميز الشبهات ان يميز جلال وحي الكاريزما فيعرف لمن هذه الكاريزما في مدعياتها من صور الانتحال الأخرى ، وحسبك ان تكون من قراء أنفاس أهل المقال ، ليمكنك أن تهتدي بو حي الكاريزما لتعرف لمن هذا ولمن ذاك من غير شبهة او لبس0
كاريزما الكتابة تحتوي على تسلسل مراتب ، فكما هنالك مراتب عسكرية كذلك هنالك مراتب الكاريزما ، تبدأ بأول رتبة وتنتهي بآخر رتبة في الكون الكتابي 0
كاريزما الكتابة ، غير قابلة للسرقة والانتحال ، لأن منتحلها لايعرف أسرار عالمها العنكبوتي المعقد ، فلابد من ان يعثر فيسقط ، ثم يظهر وجهه من تحت القناع ، مذؤوما مدحورا ، مفضوحا !
كاريزما الكتابة هي زميلة راجحة ، كانت وراء تحول المتنبي إلى ( مالئ الدنيا وشاغل الناس) ، وتحول طه حسين الى عميد الأدب العربي ، وتحول المنفلوطي إلى نابغة زمانه ، وتحول علي الوردي إلى أسطورة زمانه ! وو00الخ0
ان عملة الكاريزما إبداعيا تقوم على الندرة ، فكما انك في الواقع تعجز عن صنع رجل مهاب من رجل اخذ الله تعالى نوره ( كما يقال عاميا قرطت ملحته ) وهوى ، كذلك يستحيل عليك ان تصنع للكلمات كاريزما ، مالم تكن مشكلة أصلا ، بحبكة ، وحنكة ، ورصانة ، فتبنى على امارة الكلمة ، لاعلى مستنقع من حضيض، القرآن الكريم كله كاريزما اعجازية ، لايمكن لي ان انتخب شيئا من شيء ، فأمضي من أحسنه وابلغه إلى أحسنه وابلغه ، لكني استأذن الله تعالى بأخذ هذه الآية شاهدا كاريزميا عظيما : " أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا" ( 9- الكهف)
وقول الحسين ع مدويا بالكاريزما: " لاارى الموت الا سعادة ،والعيش مع الظالمين الا برما)
وقول المتنبي الكاريزمي:
وفؤادي من الملوك وان كا
ن لساني يرى من الشعراء
حاول المزيفون والدخلاء والأنصاف ،ان يصنعوا لما يكتبون كاريزما من وحي أفكارهم ، فكانت النتيجة التي توصلوا لها: كاريزما الصنم ، والخزعبل ، والهباء الكتابي ، والناعق الكتابي ، والتهميش والإقصاء ، فتبين أنهم في دولة بعيدة عن دولة الأدب والاقناع0
([1]) تكرار لفظة الادباء ، معيار يبحث عن العقلاء
([2]) للكاتب لائحة اقوال وآراء ومقالات وقصائد ومصطلحات ينفرد بها عن غيره
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat