صفحة الكاتب : علي عبد السلام الهاشمي

حوار مع الشاعر ابراهيم مصطفى الحمد
علي عبد السلام الهاشمي




يعرف كيف يمتطي المدى،
يتقن العزف على اوتار الجمر،
يدخل للقلب بدون ان يطرق ابوابه
هو شاعر يتقن فن الشعر بكل شعرية وشاعرية وخيال واسع
جلسنا معه
فجلست حروفه على ورقتنا كفراشة وراحت تداعب الحبر
هو ابن صلاح الدين بل ابن العراق
هو الذي ينسج من نزفه عباءة للارامل واليتامى والوطن والغزل
هو الذي يسقي من نبضه وردة الجداول
ويكتب للعاشقات وللاطفال
فهو اذن شاعرنا الجميل ابراهيم مصطفى الحمد
لم نعرِّفه بعد بل تركناه يعرّف عن نفسه ويدخلنا في بيته الشعري ويفتح لنا ابوابه مغلقة




س1/إن كنت في تحقيق شعري وطلبوا بطاقتك الشعرية فماذا سيسطر لنا قلمك؟
أقول ببساطة إني الشاعر إبراهيم مصطفى الحمد أسكن منطقة الشعر مرتديا الضوء شفافا كصفحة ماء الينبوع،الشعر قدري وأنا مؤمن به،أحلم دائما بقصيدة لم تأتِ بعد.

س2/إبراهيم الشاعر وإبراهيم الإنسان ،هل ثمة فرق بينهما ؟وما هي أوجه الشبه والاختلاف فيه؟
لو لم يكن الإنسان لما كان الشاعر والعكس صحيح أيضا لأن كليهما ينبوعا محبة، لكن الشاعر إذ يحلق بخياله فهو يؤسس لبيئته يتمظهر فيها سلوك إنسانه الأثيري،فيختزل بذلك مساقط الضوء ،وذلك بعضٌ من نرجسيته على ما أعتقد.



س3/أراك مملكة في الشعر لكن لست رئيسها،فكيف أنت ترى نفسك؟
لحظات الإشراق الشعري توهمك كشاعر بأنك نبي أو إمبراطور مملكة الشعر واللغة،لكنك تعود فتجد نفسك إنسانا عاديا في أوقات أخرى.

س4/أنت عنيد في الشعر لماذا؟
ليست المسألة عنادا،بل  هي قراءة الزمن والواقع والمرايا العاكسة تولد لدي قناعات ورؤى لا يمكنني التنازل عنها.

س5/نرى الشاعر ذا النفس الطويل شعريا يرتدي العمود ،فهل تعتقد إن الذي لا يكتب العمود يتهرب منه؟
يا صديقي،إن من يمتلك الموهبة الحقيقية في الشعر فعليه أن يبرز في الشعر العمودي أولا ثم يمارس الكتابة في الأشكال الشعرية الأخرى ،أما أن يبدأ الشاعر بقصيدة النثر ولا يمتلك ناصية الشعر العمودي فلدي تحفظ على كونه شاعرا لأن تركيبة لغتنا العربية تنطوي على كثير من الموسيقى التي يعد الوزن الشعري أحد مظاهرها ومن لم يتمتع بحساسية هذه الموسيقى فكيف يمكن عده شاعرا؟

س6/اذا أغلق الشعر أبوابه في وجهك فإلي أي باب تتجه؟
إلى الشعر حتما.
س7/لماذا أنت تمتطي ظهر الحزن ؟ويفوح التراجيدية من أشعارك؟
لا يمكن أن تكون غارقا في البحر وتبدو يابسا ،الحزن يا صديقي خبزنا،ألم تقرأ لي:
الحزن بيت العراقيين ما وجدت       أرضٌ لأرضِ العراقيين تحسنه


س8/الحزن ملح الشعر،هل بإمكانك الاستغناء عنه؟
بل لا يمكنه الاستغناء عني لأنه أعطاني نايه منذ الآف السنين.



س9/إبراهيم الذي مثل محافظة صلاح الدين في أكثر المحافل الشعرية في القطر،هل مثلت العراق؟
نعم مثلت محافظتي في مهرجانات عديدة وحصلت على جوائز قيمة ومراكز متقدمة أما خارج العراق ،فلم أشارك بأي فعالية سوى على الانترنت لكني حصلت على المركز الثاني في الشعر العربي في مسابقة مجلس الصحافة العالمي في لندن عن قصيدتي(رصيف الموت).



س10/عندما تجلس فراشة المعنى على يدي شعرك كيف تمسكها؟
يا صديقي أنا لا اخطط لقصائدي أما المعاني فما أكثرها،إذ هي مطروحة في الطريق كما يقول الجاحظ،غالبا ما تباغتني القصيدة وتملي عليَّ فما عليّ إلا أن اردد ما تقول بما يشبه الغيبوبة، أصحو في النهاية على فيض من الفرح وشيء من التعب اللذيذ يتخلل عروقي،ثم أجري بعض التشذيب وذلك ربما يكون بعد أيام من كتابتها.
س11/يقول شاعر فرنسي
(البيت الأول هبه من الله والباقي هو صناعة الشاعر)هل تعارضه أم أنت معه؟
أعتقد انه (فاليري) وأنا معه تماما،لكني غالبا ما تنثال عليّ القصيدة كلها مرة واحدة فما عليّ حينها إلا مراجعتها وتقويمها كما قلت لك.

س12/كيف تعرف الشعر والشاعر؟
لا يمكن تعريف الشعر يا صديقي لكن لنتحرش ونقول انه صفاء اللغه مشفوعا بصفاء الروح أو هو السفر في المجهول أ, هو السفر بين حقيقة الوهم ووهم الحقيقة بتوصيف أن الوجود عبارة عن وهم كبير وربما يكون هذا الوهم هو الحقيقة الوحيدة فيه، أما الشعر فهو ذاك المغامر الذي آمن بقدرته على أن يعيد صياغة الأشياء والموجودات على نحو مثالي يستجيب لتطلعاته ورؤاه.

س13/الساحة الأدبية امتلأت بالمتلونين كألوان القوس قزح فما لونك الخاص؟
فسيفساء الشعر تشكل ميثيولوجيا الجمال في خضم واقع مكتس ومتلفع بالسواد ،لكن تزاحم الألوان غالبا ما يحول دون التميز أتمنى أن أكون قد امتلكت لونا مميزا ،لكني أميل إلى التجريب والاستكشاف دائما.
س14/إن كانت خيول صمتك تركض في ساحات الندم،فهل أنت نادم على شيء؟
ليس لدي حيز أو مساحة للندم في ماراثون الإبداع،العمر يجري بأسرع ما تظن ورقاص الساعة شيء مخيف.

س15/إلامَ تلجأ إن لم يسعفك الشعر؟
إلى التأمل ،إلى الشعر مرة أخرى.


س16/نرى تجاعيد الزمن على وجه قصائدك وانكسار الظل فيها فهل تجري لها عمليات تجميل؟
هذه التجاعيد تحمل معها عمرا يمتد سبعة الاف عام من القهر والهزيمة والانكسار والضياع،وانكسار الظلال يمثل عمليات التجميل إذ يبتعث مجد البحث عن إكسير الخلود وهو يصطدم بيقين كلكامش في خلود من نوع مختلف.

س17/كتابك النقدي (فضاءات التشكيل في شعر عبد الله رضوان ) لماذا اخترت هذا العنوان وهذا الشاعر الفلسطيني بالتحديد وهل تعتقد انك وفقت فيه؟
العنوان يمثل عتبة الدخول إلى المتن وأرى إن هذا العنوان يمثل بوابة مناسبة لكتابي أما اختياري لهذا الشاعر فسببه إنني أحاول أن احرث في الأرض البكر والشاعر عبد الله رضوان لم يدرس دراسة أكاديمية سابقا وهو شاعر متميز له حضوره على المشهد الشعري العربي.

س18/الان أنت تحضر بحثك للدكتوراه ،هل نستطيع أن نقول  أن طموحك وإصرارك في الحصول على الدكتوراه جاءت متأخرة؟ولماذا؟
نعم؛ لأننا كما قال الشاعر حسن النواب جيل صفعتنا الحرب في بداية حياتنا وأنا كنت خريج دار المعلمين الابتدائية ولم يتم تعيني إلا بعد إن قضيت سبع سنوات في الحرب العراقية الإيرانية كخدمة إلزامية،وبعد ذلك بدأت أكمل دراستي الجامعية البكالوريوس ثم الماجستير ، المهم أن الطموح لم يتبدد كما تبدد نصف العمر.
س19/لو أعطيتك الفانوس الشعري كيف ستشعله ؟ وإن أتيحت لك الفرصة على أن تطلب ما تشاء فماذا تطلب؟ ولماذا؟
يا صديقي،الفانوس الشعري لن ينطفئ يكنه يضيء إلا لمن يخلص له أما هذه اليتوبيا التي تطرحها عليَّ فسأطلب أ، يتحول الناس كلهم شعراء لكي يسهم خيالهم في رتق ما تصدع من بهاء الحياة.

س20/(الشباب وراية الشعر) من أثارك من الشباب في صياغة وإتقان الشعر والإخلاص له ،هل لك أن تذكر لنا بعض الأسماء الشابة على الساحة العراقية؟
الشعر يبقى عراقياً كما يقول الناقد الكبير الدكتور محمد صابر عبيد وكثيرة هي الأسماء الشعرية الشابة التي بدأت تتألق في سماء الإبداع الشعري في العراق وأنت حتما منهم.

س21/تترجل الأمنيات فينا جميعا،فكيف تجلس على رصيف كلماتك؟
متأملاً،صامتاً،حزيناً.

س22/في حال لم يطعك فانوسك الشعري فبأي كلمات تختم حوارنا هذا؟
بل يطيعني فأقول:

              وجع القصائد في دمي
                                مـطــر خرافـي الــرنـينِ
             حيث الحروف ضلالتي
                               حطت على ورق الجنونِ
             لا زلتُ أرتكب الغيـومَ
                               أَنُثُّ فـــوقك يـا ســمـيني
             وأدوزنُ الغبشَ المغردَ
                               فــوقَ أقمصـــةِ الغصونِ

استمع لناياته/علي عبد السلام الهاشمي
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي عبد السلام الهاشمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/12/27



كتابة تعليق لموضوع : حوار مع الشاعر ابراهيم مصطفى الحمد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net