من يصدق ان اول من حلم بالعصر الذهبي هم سكان وادي الرافدين..؟ من يصدق ذلك لولا ان النصوص اجتازت خمسة الاف سنة وعاد علماء الآثار اليها، حضروها واعلنوا للحضارة المعاصرة ان حكماء العراق القديم هم اول من كتبوا قصيدة حب واول من تخيلوا الفردوس واول من شرعوا القوانين واول من وضعوا حكماً ديمقراطياً واول من اسسوا مدرسة، واول من كانت لهم ابحاثاً في الفضاء والزراعة والري والكيمياء وصهر المعادن.. الخ
من يصدق ذلك لولا ان عدداً من علماء الاثار الاجانب، علماء اوروبا، نبشوا الارض، وكشفوا لنا عنها..؟ وفي مقدمتهم عالم الآثار الانكليزي الشهير "س.ن. كريمر" الذي نشر سلسلة من الكتب حول اصالة حضارة وادي الرافدين، واعلن: هنا بدأ التاريخ!
ولا نريد ان نتوقف عند القرون المظلمة قبل انهيار بغداد وبعدها، حتى.. يومنا هذا، فهي متشابهة ومتماثلة كأستنساخ مسودة خالية من الاضافات، أو التعديلات!...
اذاً لنصدق كلمات كريمر وهي الكلمات التي دونها سكان وادي الرافدين قبل خمسة الاف عام بخبرة وحكمة واناقة، مازالت لاتقارن الا بآيات الابداع عبر العصور كافة لنصدق ان هؤلاء كانوا يمتلكون هذا الافق الواسع من الخبرة والمعرفة والعدالة.. كي يصوروا مفهوم العصر الذهبي وليس قروناً متعاقبة من الظلمات!.. لنقرأ هذا النص الذي ترجمه كريمر عن المسماريات السومرية وترجمته ناجية المراني عن النص الانكليزي:
كان ما كان!
فترة من فترات الزمان
لا وجود بها للافاعي ولا للسباع
لا وجود بها للكلاب المتوحشة ولا الذئاب
لا وجود بها للخوف والرعب
لا منافس بها للانسان
كان ما كان
فترة من فترات الزمان
امن وسلام في ارض سومر
ارض الشرائع السماوية!
كان العالم كله يعيش في وحدة.. الخ
فالسومريون، هم اول من عرف ان سكان الارض كانوا يتكلمون جميعهم بلسان واحد، وانهم اول من تحدث عن الفردوس! وهم اول من كتب: قصائد الحب!
شكراً لهؤلاء العشاق! الحكماء!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat