صفحة الكاتب : سيد صباح بهباني

لغة السباب والتهجم والتجريح لا تعطي نتيجة ...!!!
سيد صباح بهباني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أعيد نشرها لأن الكثير من النساء والرجال الغير عراقيين ومن أصول لبنانية وغيرها يريدون أن يشعلوا فتيل الفتنة الطائفية بين الشعب .لا نحن كلنا أخوة عراقيين لا فرق بين عربيا أو عجمي إلا بالتقوى . والكل عراقيين أخوة وأن علماء الطائفية من الطرفين هم سبب الفتنة ودعاتهم .اتحدوا يا عراقيين بوجه كل من يريد أن يوقع بينكم . وأن للأسف اليوم يوجد ألف قرضاوي وغيره المرجو يا عراقيين تفقهوا في دينكم ولا تحتاجوا لمن يوقع الفتنة ..أنظر إلى قوم نبي الله يونس عندما سأله أهل بلدته كيف يقبل الله التوبة .فعلمهم وعلمهم ماذا يفعلوا عندما ينزل العذاب وعندما علمهم تركوه وبعد أن جاء العذاب تابوا إلى الله وغفر الله لهم وذهب النبي يونس مغاضباً والكل يعرف قصته في القرآن
" وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين * فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين " 87 ـ 88.
هذه القصة مذكورة هاهنا وفي سورة " الصافات " وفي سورة " ن " وذلك أن يونس بن متى ، عليه السلام ، بعثه الله إلى أهل قرية " نينوى " ، وهي قرية من أرض الموصل ، فدعاهم إلى الله ، فأبوا عليه وتمادوا على كفرهم ، فخرج من بين أظهرهم مغاضبا لهم ، ووعدهم بالعذاب بعد ثلاث . فلما تحققوا منه ذلك ، وعلموا أن النبي لا يكذب ، خرجوا إلى الصحراء بأطفالهم وأنعامهم ومواشيهم ، وفرقوا بين الأمهات وأولادها ، ثم تضرعوا إلى الله عز وجل ، وجأروا إليه ، ورغت الإبل وفصلانها ، وخارت البقر وأولادها ، وثغت الغنم وحملانها ، فرفع الله عنهم العذاب ، قال الله تعالى : ( فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين ) [ يونس : 98
ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا)
الكثير من الناس قد يزوره الشك بين الحين والأخر وخاصة البعيدين عن الحقيقة القرآنية بالروح أو بالفهم . واليوم يجب أن نتضرع الكل إلى الله ونتوب ونطلب من الله الرحمة وأن يزرع الحب بيننا ويقوينا ويثبت أقدامنا وأن أرض العراق مقدسة يا أخوان من جنوبه إلى شماله وشرقه وغربة وأن أكثر أنبياء الله هم من العراق أو من جوار العراق وأن آدم وحواء هبطوا في العراق وأن سفينة نوح رست في الجودي في شمال العراق ..يا أخوان اتقوا الله واتحدوا وأبنوا الوطن ولا تدعوا أي عنصر غريب يفرق بينكم.. والمرجو من كل فرد عندما يرى عنده فراغ أن يتوضأ ويتقرب إلى الله ويصلي ركعتين  ويلتجأ إلى الله وبعدها يساعد أولاد جارهم في الواجبات المدرسية وغيرها تعاونوا تحابوا وإنشاء الله يرفع الغمة .
 
بسم الله الرحمن الرحيم 
﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ  ) آل عمران/103 .
رسالة عتاب إلى الشيخ القرضاوي
عزيزي الدكتور القرضاوي أن من مثل هذه المقالات والتصريحات، توقع العامة من الناس في الشق والشجار وأن أكثر أبواق الذين يحثون الناس على شق وحدة الصف يروجونها حسب ما يتمكنوا لتوسيع رقعة الطائفية .يجب علينا بالحب والتسامح نحافظ على وحدة النسيج الديني والاجتماعي
 
لكسر شوكت الذين يريدوا أن يوقعوا بين المواطنين الأخوة و أن يجعلوا الفتنة قائمة ما بين المسلمين فوضى كما في بعض البلدان التي تعاني من رموز من مثل أمثال حضرتكم مصممين لوقوع المسلمين في صراع وتنافر ، وسؤالي يا حضرة الدكتور القرضاوي أن السنة والشيعة هل هم من أصحاب الشهادتين ؟ أم لا ؟ وطبعاً السنة والشيعة هم من أصحاب الشهادتين ، إذن لا فرق بين السنة والشيعة .وارى فيك روح الشقاق وتذكرني أقولك لزمن مضى في نهاية الخمسين وبداية الستين بالخطيب والجبهان ، الذين أرادا إشعال فتيل الطائفية ولولا سماحة الإمام محمود شلتوت طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه وبعض المشايخ في الأزهر أوقفوا هذه النعرة الطائفية . واليوم أنت تريدها عوجاً لماذا ؟ يا شيخ ما هو وزنك العلمي مقابل فطاحلت الفقه والمنطق والاستنباط والأصول والبلاغة يا شيخ القرضاوي ، أنت رجل دين حسب ما أعرف وأن الإمام علي كرم الله وجهه ورضوان الله عليه يقول : يا طالب العلم ، إن العلم ذو فضائل كثيرة : فرأسه التواضع ، وعينيه البراءة من الحسد ، وأذنه الفهم ، ولسانه الصدق ، وحفظه الفحص ، وقلبه حسن النية ، وعقله معرفة الأشياء والأمور ، ويده الرحمة ، ورجله زيارة العلماء ، وهمته السلامة ، وحكمته الورع ومستقره النجاة ، وقائده العافية ، ومركبه الوفاء ، وسلاحه لين الكلام ، وسيفه الرضا ، وقوسه المداراة ، وجيشه محاورة العلماء، وماله الأدب ، وذخيرته اجتناب الذنوب ، وزاده المعروف ، وماؤه الموادعة ، ودليله الهدى ، ورفيقه محبة الأخبار. وشخصياً لم أوضح لكم مجمل ما قاله الإمام ومقصوده من العلم لا يتحقق بدونه ،فالعلم المنفك عنه التواضع والمتصف بصفة الكبر والتجبر ليس بعلم حقيقة بل الجهل أشرف...! يا دكتور ولعلمي لا يصعب عليكم فهم ما هو بالعربي ،ولذا أوضح لكم فقط باب( لسان الصدق ) سمى الصدق لسانا لأن الصدق غايته أو لأنه شبه صدق العلم بمعنى مطابقته للواقع باللسان ‘. لأن صدقه ينفع ويفيد كاللسان أو لأن صدقه سبب لزيادته إذ العلوم الحقة تتكامل بحسب تكامل الاستعداد ويتسبب بعضها لحصول بعض آخر كما أن اللسان سبب لزيادة الاقتدار بالوعد والوعيد والأمر والنهي. إذن الصدق وحسن النية هم أساس الخلوص وإذا لم يكون للصدق ونية العمل بمبدأ الروحاني المبلغ يفسد العلم لفساد نيته وعدم خلوصها لأن الذي يفرق وحدة وصف المسلمين هو فاسد ومبدأه النفاق ويريد أن يوقع العداوة والبغضاء بين الأخوة . إذن نصيحتي لكم يا حضرة الدكتور القرضاوي أترك مرض الجهل وأذكر الله وقل الحق وأصلح بين المسلمين وتذكر قول الله تعالى في درجات العلم : ﴿ فوق كل ذي علم عليم ﴾ إذن عليك أن تذخر اجتناب الذنوب لأن الإنسان لا بد له من ذخيرة ليوم حاجته يوم الفقر والفاقة وهو يوم القيامة يا دكتور؟.
أن الذي تقوله اليوم ( حول الشيعة ) هذا استخفاف بحق وحدة الصف الإسلامي ، هذا الذي تقوله يا جناب الشيخ القرضاوي مؤلم وممزق .. لوحدة الإسلام التي يسعى العلماء الإعلام المنصفين 
من المثقفين والوزارة المختصة في جميع الدول بالإضافة للحوزة والمجمع الإسلامي والأزهر الشريف وغيرهم من الدول الإسلامية أنهم جميعاً يسعوا لتوحيده. وبهذه الخزعبليات والتصاريح الطفيلية تسعى حضرتكم للتمزيق وحدة الصف .وحقيقة يجب أن تتعلم أكثر لأن العلم بحر والعوم في البحر يكون سبب لغرق المبتدأ . وأن الإنسان مهما وصل لدرجة في هذه الحياة هو لم يكتمل بالعلم لقوله تعالى : ﴿ فوق كل ذي علم عليم  ﴾ .والسر في أن جوع العاقل في تحصيل العلم لا يسكن هو أن مراتب شوقه غير متناهية مثل مراتب العلم يا عزيزي الدكتور،فكلما وصل إلى مرتبة من مراتب العلم واستضاء قلبه بنور تلك المرتبة وكمل به واستشرق ، رأى فوقها مرتبة أخرى أكمل منها وأنور فيسوقه الشوق إليها ويستضئ بنورها هكذا إلى ما شاء الله ومن هنا ظهر أن للعاقل في كل آن ترقيات وفي كل زمان انتقالات وابتهاج و كل تلك الترقيات حقيقة تسمى معراج النفوس .عزيزي الشيخ الجليل (الذل أحب إلى المؤمن وأن يكون مع الله ) أليس ذلك؟ التجاوز عن حدود الشريعة تمزيق . فالإنسان المؤمن الذي يكون مع الله يكون عزيزا لا ذليلا لقوله تعالى : ﴿ ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ﴾  ولكن المنافقين لا يعلمون . والتحمل لهذا المنال صعب لا الذي هو متعارف عليه اليوم عند الناس ... أعني الرفعة فيما بينهم وعدمها يعني إذا كان المماشاة مع الناس موجبا لرفعة القدر فيما بينهم عزيزي الدكتور أحب أن أذكر لكم أنني في ضيق لحالة المرض وأزاول 5 ساعات عمل يومياً وطلبوا مني رؤوس الضلالات أن أكتب لهم في مثل هذه الحقول ولي ما أشاء من المال النفيس .. ولكن فضلة السير في سبيل الله والتمسك بحبل الله والتمسك برسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أصحابهم السلام الذين بهم يستجاب الدعاء خير من دنس الدنيا والآخرة ، عزيزي جناب الشيخ القرضاوي قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وعلى أصحابه السلام : إنه لا ينبغي لأولياء الله تعالى من أهل دار الخلود الذين كان لها سعيهم وفيها رغبتهم أن يكونوا أولياء الشيطان من أهل دار الغرور الذين كان لها سعيهم ، وفيها رغبتهم . ثم قال : بئس القوم قوم لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر ، بئس القوم قوم يقذفون الآمرين بالمعروف والناهيين عن المنكر ، بئس القوم قوم لا يقومون لله تعالى بالقسط ، بئس القوم قوم يقتلون الذين يأمرون الناس بالقسط في الناس ، بئس القوم قوم يكون الطلاق عندهم أوثق من عهد الله تعالى ، بئس القوم قوم جعلوا طاعة إمامهم دون طاعة الله ، بئس القوم قوم يختارون الدنيا على الدين ، بئس القوم يستحلون المحارم والشهوات والشبهات . قيل : يا رسول الله فأي المؤمنين أكيس !! قال : أكثرهم للموت ذكرا، وأحسنهم له استعدادا أولئك هم الأكياس . وتذكر يا شيخنا القرضاوي آيات الله إذ قال تعالى :﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ﴾ البقرة /260 . وقوله تعالى : ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴾ البقرة /219. وقوله تعالى :﴿  زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ ﴾ البقرة / 212. وقوله تعالى :﴿ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ  ﴾البقرة /169 . وقوله تعالى :﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ﴾ البقرة /103. وقوله تعالى : ﴿ أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴾ البقرة /77. وقوله تعالى : ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ﴾ البقرة /44 . وقوله تعالى : ﴿ وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ البقرة / 42. وقوله تعالى : ﴿ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ البقرة / 27. وقوله تعالى : ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ  ﴾الصف /7 . وقوله تعالى : ﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ ﴾ الصف/8. والعاقل 
هو الذي يحب الذل ويختاره على العز لعلمه بأن في هذه الرفعة مفاسد غير محصورة ، وأنها رفعة دنيوية وذلك الذل رفعة أخروية ، والرفعة الدنيوية مثل الدنيا داثرة داحضه ، بخلاف الرفعة الأخروية ، فإنها باقية أبدا. ووصيتي لكل الشباب الناشئ أن يجعل تقوى الله أصل عمله ونهجه رصيده طاعته ،والتواضع لله على الشرف والرفعة لأن الله سبحانه وتعالى عظيم القدرة والجلال والكمال قدرته على جميع المقدورات وشدة استيلائه على الجميع. ويقول سيدي ومولاي أمير المؤمنين وإمام المتقين الإمام على بن أبي طالب كرم الله وعليه السلام بقوله (( إنه لا ينبغي لمن عرف عظمة الله أن يتعظم)). ويقول الإمام الصادق عليه السلام ((( إن في السماء ملكين موكلين بالعباد فمن تواضع لله رفعاه ومن تكبر وضعاه))) ويقول الإمام علي كرم الله وجهه وعليه السلام ((( لا حسب كالتواضع ))) يعني في إيجاب الرفعة هذا حال التواضع لله سبحانه وتعالى وأما التواضع للفقراء والصالحين فمن شعب تواضعه لله تعالى شأنه لأن من أحب أحد وتواضع له فإنه يجب أن يحب محبوبية ويتواضع لهم على أن التواضع لهم يوجب ازدياد المودة. وقال الصادق عليه السلام (التواضع درجات منها أن يعرف المرء قدر نفسه فينزل منزلتها بقلب سليم لا يحب أن يأتي إلى أحد إلا مثل ما يؤتي إليه ، إن رأى سيئة درأها بالحسنة ، كاظم الغيظ عاف عن الناس والله يحب المحسنين) وينبغي أن يعلم شبابنا الناشئ اليوم أن الأولى والأحسن بحال الفقراء أن يتركوا تواضع الأغنياء ويعتزلوا عنهم ويتكلوا على الله سبحانه كما قال أمير المؤمنين كرم الله وجهه وعليه السلام : ((( ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء طلبا لما عند الله وأحسن منه تيه الفقراء على الأغنياء اتكالا على الله))) . سيدنا الجليل قال تعالى : ﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ الزلزلة /7 ـ 8 . وقوله تعالى : ﴿ قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ﴾ البقرة /263. وقوله تعالى : ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ المؤمنون /1. وقوله تعالى : ﴿  بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِن دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ ﴾ المؤمنون /63. وقوله تعالى : ﴿ أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ المؤمنون/72. وقوله تعالى : ﴿ وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً ﴾ الأعراف /205 . وقوله تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ العنكبوت /69. وقوله تعالى : ﴿ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ الحشر /21. وقوله تعالى : ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ﴾ البقرة /44. وقوله تعالى : ﴿ وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ  ﴾الحجرات /12. وقوله تعالى : ﴿ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ﴾ الإسراء /36.
يا عزيزي الدكتور .. أن الأبدان في هذا العالم المحسوس يطرأ عليه الضعف والكلال بتوارد الأمراض البدنية والأسقام الحسية فيمنعها عن الأفعال المخصوصة بها والحركات الناشئة منها ، ولا بد لتعديلها وتصحيحها وتقويمها وإرجاعها إلى الصحة من معالجات طبية واستعمال أغذية وأدوية مناسبة كذلك النفس طرأ عليها في السير إلى الله والوصول إلى حضرته والفوز بكرامته والبلوغ إلى الغاية المذكورة كلال وملال وأمراض مانعة لها عن تحصيل هذه المطالب بعضها ينشأ من استشعارها ألم الجهل وبعضها من استشعارها ألم الخوف . عزيزي الدكتور القرضاوي من طرائف الحكمة أن تدرك أنك من أصحابين العمة  والجبة ..ويجب أن تعطي مقام الحكمة لهذا اللباس من المواعظ والنصائح ، وقيل فطوبى لمن جعل الموعظة والنصح مفتاح قلبه ومصباح لبه وويل لمن اتخذها ظهريا ونبذها من ورائه نسياً منسياً ، يعني ارتياح النفس بطرائف الحكمة وبدائعها ـ إذا كانت النفس قابلة للعروج إلى المقامات العالية مستعدة لاكتساب الفيوضات الإلهية متحلية بحلية العلوم والفضائل متخلية عن الشرور والرذائل فإنها إذا كانت بهذه المنزلة تلتذ بإدراك طرائف الحكمة وحقائقها ونيل لطائف العلوم ودقائقها ، وأما النفوس المعطلة الخالية عن شوائب الفضيلة كنفس الأوباش والأوغام فإنها تستنكف من أستشمام نسائم العلوم ويأخذ أنف نفسه من ريح شمائمها بل يزداد مرضها أو تموت فجأة لو استمع إلى الخير خبر صحيح واثر صريح ، ولو أردت أن تحييها فاقرأ على سمعها زخارف الأقاويل وقبائح الأباطيل وحكايات السارقين وروايات الفاسقين والأقوال الواصفة للدنيا وبإبطيها التي تنفر عن الآخرة وتجذب عن الأفق الأعلى فإنها تستريح بها وتستمع إليها وتنشط منها كنشاط العطشان من شرب الماء وتهتز كاهتزاز الأرض من مطر السماء، فالمرجو يا شيخنا الجليل سماحة القرضاوي أن لا تنسى قوله تعالى : ﴿ والله بكل شئ عليم ﴾ . وقوله تعالى : ﴿ كل شئ هالك إلا وجهه ﴾. ولا تكن مبتدع قصدك وتروجه على العوام ومن لا يعرف شروط الأدلة وكيفية استخراج الحكم وتهول عليهم بقول هذا نص قال الله وقال الرسول !!.. وكلنا نعرف لا فرق بين سني وشيعي الاثنان تجمعهم الشهادتين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله .ويجمعنا كتاب الله ولا فرق بين عجمي وعربي أو سني أو شيعي يجمعنا كتاب الله وهو حبل الله المتين وأحد الثقلين والأصل الأول للشريعة ، وعقيدتنا هي التوحيد ـ في ظاهرها وباطنها ، في سرها وإعلانها ـ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ـ رست قواعدها على العقل السليم ، ومنطق الحق والوجدان الكامل ، نمت أصولها على طاعة الله ـ تعالى ـ وطاعة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وعلى أصحابه السلام وسجدت لله رب العالمين . وعقيدتنا ـ هي الإسلام برسالتها الخالدة ـ هي القرآن بأحكامه وتعاليمه ، هي السنة المحمدية الغراء ، تمحضت عن شريعة الله ، فجاءت على أحسن خلق وأكمل صورة ، فباركها الله في منزل النبوة ومهبط الوحي (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها أسمه ).. فجاءت على مستوى الحق والعدل والفضيلة ، والحق لا تفترقان ، استمدت إيمانها من وحي الله ـ تعالى ـ وأخذت تعاليمها وأحكامها عن السنة وعن أهل البيت والصحابة الكرام ، وأن الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، نقلوا الصحيح حتماً عن المبعوث رحمة للعالمين البشير النذير خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وعلى آله وعلى أصحابه السلام فترفعت عن المساومة بشي من !.. وأن الله ـ تعالى ـ قال في سورة التوبة 32 : ﴿ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ التوبة . والدين الذي اختاره الله ورضيه لعباده ، الدين الكامل الذي أتم الله به نعمته على المؤمنين ، وختم به الديان كلها ، ودين الإسلام دين احتضن كل الفضائل ، وجمع الخير للفرد وإعطاء ه كل الكرامة ، وكفل للمجتمع هناءه وسعادته ورقيه ، وفشل الضلال في تشويه صورته وانحراف مبادئه بكل ما أوتي من حول وقوة ، فصمد كالطود الراسخ والأشم لا تزعزه عواصف الضلال ، هذا هو القرآن . وهو الأصل الأول في التشريع لجميع المذاهب ، لا يختلف السني مع الشيعي الجعفري في الأخذ بسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وعلى أصحابه السلام ـ بل يجب أن يتفق المسلمون جميعاً . وأن الخلافات بين مسلم وآخر في أن قول الرسول وفعله وتقريره سنة ، لابد من الأخذ بها ، إلا أن هناك فرقاً بين من كان في عصر الرسالة ، يسمع عن الرسول ـ صلى الله عليه ـ ، وبين من يصل إليه الحديث الشريف بواسطة أو وسائط . فإذن لتصفوا القلوب ، وتتوفر على حب الآل وحب الصحابة ، والتراضي عنهم ، وأن نستغفر للجميع كما علمنا الله ـ تعالى ـ حيث يقول في سورة الحشر : ﴿ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ الحشر/10 . 
المرجو هكذا تكون يا شيخنا الدكتور القرضاوي حتى يشملك البيت القائل . 
ونعم ما قيل : 
كنت مجزيا بخير * يوم تدعى للحساب 
لا أراك الله بؤسا * من عقابيل العقاب 
لا كساك الله ثوباً * من سرابيل العذب
بل حباك الله أجرا * مثل أمطار السحاب .
 
وأن هذه الذي تدعوه اليوم هو نوع عجيب من الجهالة الغريبة وعلمياً عجرفة العجب هو استبداد لا نظير له في عالم المنطق  كما يريد كل امرئ من هؤلاء أن يؤتى صحفاً !!! وأن الله سبحانه وتعالى " أعلم حيث" أي أن الله أعلم بمن يستحق الجنة والنار ومن هو المؤمن ومن هو الفاسق ، وأن النية أساس العمل كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله ((النية أساس العمل  )) وأن الله الذي أختار الرسالة للأنبياء والمرسلين وختم بها محمداً صلى الله عليه وآله يعلم أيضاً من هو مؤمن أو فاسق وأن طريق الشقاق والمغالطة لا تخدم إلا المنتفع وتنعكس على الناس الأبرياء ، ولا تنسى أن الله  لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وأن يأتي بها لقوله تعالى : (  وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا ) الإسراء /13. ويقول للإنسان خذ أقرأ أنت حتى لا يكون الإنسان يفكر بأنه ظلم لقوله تعالى : (  اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) الإسراء /14. وبعدها لما أنت وأمثالك تحبون إشعال الفتن وزرع النعرة بين البشر وأن الذي يريد أن يهتدي فلنفسه ومن يظل فعليه لقوله تعالى : (مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) الإسراء / 15 . إذا دع الخلق للخالق وأبتعد من دخول الرياء لأن النية خير من جملة الخيرات الواقعة بعمل الإنسان أو أن النية فعل القلب وفعل الأشراف أشرف ، لأن القصد من الطاعة ، والله سبحانه وتعالى : " يضاعف لمن يشاء" وأن الذي يكون له مقام دين يجب أن يعرف أن النية بانفراد توصل إلى ما لا يوصله العمل بانفراده ولأنها هي التي تقلب العمل الصالح فاسدا والفاسد صالحاً مثاباً عليه ويثاب على العمل ويعاقب عليها أضعاف ما يعاقب عليه فكانت أبلع وأنفع وقيل إذا فسدت النية وقعت البلية ومن الناس من تكون نيته وهمته أجل من الدنيا وما عليها وآخر نيته همته من أخس نية وهمة فالنية تبلغ بصاحبها في الخير والشر ما لا يبلغه عمله فأين نية من طلب العلم !! وقال الإمام للصادق عليه السلام : سمعتك تقول : نية المؤمن خير من عمله ، فكيف تكون النية خير من العمل ؟ قال عليه السلام : ( لأن العمل إنما كان رياء للمحلوقين ، والنية خالصة لرب العالمين ـ عز وجل ـ على النية ما لا يعطي على العمل ) . وسبب ترجيح النية  هي :ـ إن النية سر لا يطلع عليه إلا الله ، والعمل ظاهر ، وفعل السر أفضل . وهذا الذي رأيته في كثيراً من علماء المذاهب الخمسة المصلحين والمراجع الفقيهة . ونعم توجد أبواق للقلندرية التي تريد أن تخطر باللسان وتتمنى أن يسود الخصام !! وما عليك إلا أن تتعمق بقوله تعالى : (نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا) التحريم /8 . والعاقبة للمتقين .ويداً بيد للتعاون والتآخي وشد السواعد لبناء الوطن وإنعاش المواطنين
 والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين .
أخوكم المحب السيد صباح بهبهاني البهبهاني بهباني
behbahani@t-online.de

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيد صباح بهباني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/12/29



كتابة تعليق لموضوع : لغة السباب والتهجم والتجريح لا تعطي نتيجة ...!!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net