صفحة الكاتب : عادل الموسوي

وماذا عن سورة الاخلاص في العملة الجديدة ؟
عادل الموسوي

   اتصور مدى شعورك بالامتياز - كعراقي - واتكائك مسندا ظهرك شامخا بأنفك وانت تقرأ او تسمع عن تاريخ دينارك وانه كان - في اول اصدار له عام 1932- مساويا للجنيه الاسترليني .

 واظنه شعور لطيف يضاف الى مشاعر لطيفة اخرى عند الحديث عن الغيرة والكرم والطيبة العراقية والتي تنقلنا في بعض الاحيان للاحساس بأننا شعب الله المختار ..
  ولا احتاج الى تذكيرك ببعض المشاعر التي تنقلنا في احيان اخرى الى الاحساس باننا شعب الله المحتار .. 
  ولا الى تذكيرك بما ال اليه حال ذلك الدينار عبر عهود الحكام وكيف صار فقيرا ثم معدما مقداره قيمة المطبوع في ظل الحكم المباد .
   كنا نحن ّ حسرة لتلك الرائحة الزكية للطبعة " السويسرية " التي تلفها صرائر ومقانع عجائزنا "العربيات" وإلى " العشرة ام الشايب " الحسن بن الهيثم " ام البركة " رحم الله "الشايب" ففي الوقت الذي استبدلناه بنصب الحرية كان "كوكل" قد اتخذ شعار خاصا بمناسبة مرور 1048 عاما على ولادة ذلك " الشايب "
  اما دينارك الذي صار يجر ثلاثة اصفار فقد مال الى الاصفرار بعد خضرة دامت عقودا، ولا بأس ان كان حيا وان كان عليلا ولكن لا نرضى له ان يكون ذليلا .
  قبل ايام فاجئنا البنك المركزي العراقي بإصدار عملات جديدة فكانت لها تداعيات كان من ابرز اسبابها كتابة الاسم الثلاثي لمحافظ البنك وكالة بدلا من التوقيع ومن بعض ما جاء في هذا الموضوع : 
   ذكر خبير قانوني : ان كتابة اسم المحافظ ليست جريمة قانونية بل هي خطأ اداري .
  وقال اخر : ان وجود اسم المحافظ وكالة مخالفة قانونية .
 ووصف خبير اقتصادي المسألة بأنها "سابقة خطيرة ومخالفة لكل السياقات المتعارف عليها عالميا وعراقيا باستثناء الانظمة الدكتاتورية"
 ودعى برلماني مجلس النواب إلى إصدار قرار بإيقاف التداول بالعملة الجديدة .
  مدير المحاسبة في البنك المركزي اعتبر الخطوة أمرا طبيعيا .
  ومن اغرب التبريرات واعجبها ماذكره مدير عام الإصدار والخزائن في البنك المركزي من ان كتابة اسم المحافظ على العملة النقدية الجديدة هو " لكي يعرف المواطن من هو المحافظ " 
  جدل واسع وضجة حول قانونية وضع اسم العلاق على العملة العراقية، بعد اشهر من قرار اللجنة !! بعد ان طرحت العملة للتداول !!
  لكن ماذا عن تغيير سورة الاخلاص التي استبدلت بالنجمة الاشورية : 
 الشعار الجديد الذي وضع على العملة العراقية الجديدة فئة " الف "دينار ذكر بأنه نجمة اشورية وذكر انها ترمز الى اله الاشوريين "انو" اله السماء او ابو الالهة المحيط بجهات الكون الثمانية ووقع الخلاف بين القائل بانها رؤوس النجمة الاشورية واخر بانها نجمة اكادية وكل يسوق الدليل على صحة منحاه ويتهم الاخر بعدم التمييز بين النجمة الثمانية والرباعية او السداسية .
وهناك من قال هي رمز الاله "شمش" اله الشمس وهو نور الحقيقة ومن قال بأنه اله الخصب والنماء ..
 وهناك من ذكر ان هذه النجمة هي رمز "زوعا " وبحسب الموسوعة فإن "زوعا" : هي الحركة الديمقراطية الاشورية، تاسست في  1979/4/12 زعيمها يونادم يوسف كنا -النائب المسيحي- وصحيفتها الرسمية "بهرا"
 اقول : ذكر الدكتور حامد الخفاف في كتابه  "النصوص الصادرة عن سماحة السيد السيستاني " ضمن اسئلة صحيفة الواشنطن بوست : 
"س : ماهو اكبر خطر وتهديد لمستقبل العراق ؟
ج : هو خطر طمس هويته الثقافية والتي من ركائزها هو الدين الاسلامي الحنيف " -انتهى- 
  والذي نرجوه ان لا تكون خطوة البنك المركزي من خطوات محو الهوية الثقافية الاسلامية للعراق .
   في مقال لكاتب في موقع المنتدى يضع لقب "العقيلي" ذكر فيه :
" هنالك شيئ ما جرى في عصر عبد الملك بن مروان، قد لا نعرف طبيعته بتفاصيله، لكن من المؤكد أن حركة الإمام زين العابدين كانت من القوة بحيث أنها أثرت على عبد الملك وأجبرته على تغيير هذا الأمر، ربما كان نوع هذا التحرك يشمل تثقيف إجتماعي كبير أدى إلى لفت نظر المجتمع إلى وثنية الرموز الموجودة على النقد الإسلامي المتداول ومغزى وضع صور معاوية وعبدالملك وغيرهم، مما حرك الواقع الإسلامي باتجاه متسائل عن وضع إسلامية الحكم الأموي وأجبر بالتالي عبدالملك بن مروان إلى تغيير كلي لهيئة ضرب العملة وكتابة الشهادتين وكتابة سورة الإخلاص عليها بدلاً من الرموز الوثنية تلك، وبعدها نلاحظ أن النقد الإسلامي بدأ يضرب بالكتابة العربية فقط وآيات من القرآن والشهادتين " 
 اي ان اجراءات الإمام السجاد ع -بحسب المقال- جائت لتصحيح مسار النقد الاسلامي والغاء الرسوم والشعارات الوثنية فيه، لذا فإلغاء صورة الدرهم الإسلامي عن العملة العراقية فئة "الف" دينار وتغيره الى رموز اختلف في مدلولاتها قد يكون خطوة مستعجلة وغير مدروسة .
من المغالطات في هذا الموضوع ماذيلت به بعض اخبار اصدار العملة الجديدة من فئة الف دينار مثل : " واكد المرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني في فتوى سابقة انه لايجوز مس الورقة النقدية فئة الف دينار الحالية وفئة الدينار القديمة دون وضوء . 
اولا : في استفتاء ورد الى سماحة السيد السيستاني حول حكم مس كتابة سورة الاخلاص الموجودة على العملة العراقية فئة الالف دينار الحالية وفئة الدينار القديمة كان الجواب : "الأحوط لزوما عدم جواز مسّها للمحدث " وتعني عدم جواز مس كتابة سورة الاخلاص فقط لاباقي الكتابات المنقوشة فضلا عن مس الورقة النقدية بدلالة انه لايفتي في رسالته العملية بعدم جواز مس القران الكريم بل بعدم جواز مس كتابة القرآن بالنسبة للمحدث، كما ان عدم جواز مس كتابة السورة في العملة مبني على الاحتياط  "الأحوط لزوما عدم جواز مسّها للمحدث " وقد اجاز سماحة السيد الرجوع في مثل هذه المسائل الى مجتهد اخر الاعلم فالاعلم - منهاج الصالحين ج 1 مسألة 31 - كما ان سماحة الشيخ الفياض يحتاط ايضا في مسألة كتابة القرآن في غير المصحف كالاوراق النقدية مثلا ، اما سماحة السيد محمد سعيد الحكيم فله فتوى صريحة بجواز مس المحدث لكتابة السور والايات اذا كتبت على الدراهم والدنانير "مسألة ١٤٥: يحرم على المحدث غير المتوضئ مس كتابة المصحف الشريف وأبعاضه ، بل الأحوط وجوبا عدم مسه لما يكتب من القرآن في غير المصحف، ككتب التفسير والحديث وغيرها،  نعم لا بأس بمس ما يكتب في الدراهم والدنانير حتى الورقية، كما تعارف في عصورنا " -منهاج الصالحين ج1-
اذن لا اشكال في مس كتابة سورة الاخلاص في العملة العراقية فئة الف دينار .
ثانيا: ان كان ذلك مبررا للتغيير فلماذا لم يتم تغيير العملة من فئة 25 الف دينار فهي تحتوي سورة التوحيد ايضا . 
  ومن المغالطات ايضا :  
  التصريح بأن كلفة العملة الجديدة هي 90 مليار دينار والايحاء بعدم امكانية اتلاف واهدار مثل هذه الكمية من الاموال كتصريح مسؤول في البنك المركزي العراقي : ان دعوات البعض لسحب العملة الجديدة، والتي تحمل اسم محافظ البنك المركزي وكالة سيخسر العراق ملايين الدولارات، فهذه الاموال طبعت مقابل اموال، وسحبها من الاسواق يعني تلفها، فكيف تتلف اموال طبعت بمبالغة طائلة".
  والحق انها مغالطة وبطلانها واضح لان قيمة الاموال المطبوعة هي 90 مليار لا انها كلفة الطبع، فتأمل .
 كما ان المسألة ممكنة ولاتحتاج الا الى قرار من اهل الحل والعقد فقد أكد خبير قانوني انه يحق لمجلس النواب العراقي ايقاف تداول وطباعة العملة الجديدة .
 تساؤلات : 
 - لماذا تم التركيز على وضع اسم محافظ البنك ولم يتناول احد موضوع تغيير سورة الاخلاص ؟
 - لماذا تم اختيار شعار النجمة الاشورية دون غيره وهل لم يكن بالامكان اختيار شعار يعبر عن هوية العراق الاسلامية ؟
 لست مع عدم اصدار العملة ولست مع عدم التغيير فيها .. فقط كانت لي مجرد تساؤلات .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عادل الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/10/15



كتابة تعليق لموضوع : وماذا عن سورة الاخلاص في العملة الجديدة ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : عادل الموسوي ، في 2018/10/17 .

شكرا للاخ صادق الاسدي لملاحظاته القيمة لقد تم تعديل المقال بما اعتقد انه يرفع سوء الظن .

• (2) - كتب : صادق غانم الاسدي ، في 2018/10/15 .

يعني انتم بمقالتكم وانتقداتكم ماجيب نتيجة بس للفتن والاضطرابات ,,خلي الناس تطبع افلوس الشارع يعاني من مشاكل مادية وبحاجة الى نقد جديد ,,,كافي يوميا واحد طالعنا الها واخر عيب هذا الكلام مقالة غير موفق بيها ,,المفروض اتشجع تنطي حافز تراقب الوضع وتعالجه وتضع له دواء ,, انت بمقالتك تريد اتزم الوضع




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net