أفغانستان: استثناء قندهار من اختبار انتخابي اليوم
تخوض أفغانستان اليوم اختباراً خطراً، إذ تنظَّم انتخابات نيابية تأخرت 3 سنوات، في ظلّ مخاوف من عنف أرغم السلطات على إرجاء الاقتراع في قندهار أسبوعاً
بعدما تبنّت حركة «طالبان» هجوماً أسفر عن مقتل القائد النافذ للشرطة في المدينة، ونجا منه قائد قوات الحلف الأطلسي في البلاد الجنرال الأميركي سكوت ميلر.
«طالبان» التي أعلنت أن الهجوم استهدف ميلر، جدّدت تحذيرها الناخبين من التصويت، وطالبتهم بأن يلزموا منازلهم، مشيرة إلى أنها ستغلق طرقاً وتراقب «كل التطورات عن كثب»، علماً ان الاعتداء يثير تساؤلات في شأن مصير محادثات تجريها الحركة مع الولايات المتحدة، بعد لقاء عُقد الأسبوع الماضي مع الموفد الأميركي الخاص زلماي خليل زاد.
وتُعتبر الانتخابات اختباراً حاسماً، قبل انتخابات الرئاسة المرتقبة في نيسان (أبريل) المقبل، وقبل اجتماع للأمم المتحدة في جنيف الشهر المقبل، في ظلّ ضغوط على أفغانستان لتثبت تحقيق تقدّم في «العمليات الديموقراطية»، بعد 17 سنة على الغزو الأميركي الذي أطاح نظام «طالبان».
وأثار هجوم قندهار بلبلة، ويُرجّح أن يؤدي إلى ترهيب مزيد من الناخبين ومنعهم من التوجّه إلى نحو 5 آلاف مركز اقتراع في البلاد، رغم تعزيز الانتشار الأمني. ويتنافس أكثر من 2500 مرشّح على 249 مقعداً في البرلمان، لكن 10 مرشحين قُتلوا خلال الحملة الانتخابية، في ظلّ عنف أوقع مئات القتلى والجرحى.
وحضت بعثة المساعدة التابعة للأمم المتحدة في أفغانستان الناخبين على «ممارسة حقهم في التصويت الذي يكفله الدستور». في المقابل، اعتبر الناطق باسم اللجنة المستقلة للانتخابات أن أبناء قندهار «ليسوا مستعدين نفسياً للتصويت» بعد الهجوم.
وأعلن ناطق باسم الرئيس الأفغاني أشرف غني، بعد اجتماع استثنائي لمجلس الأمن القومي، إرجاء الانتخابات في قندهار أسبوعاً، على أن تُعلن لجنة الانتخابات الموعد الجديد.
وذكرت وزارة الداخلية أنها اعتقلت 3 أشخاص يُشتبه في تورّطهم بالهجوم الذي أدى إلى مقتل قائد الشرطة في قندهار الجنرال عفيف عبد الرازق ومدير جهاز الاستخبارات في المدينة وصحافي أفغاني، وجرح 13 آخرين، بينهم الحاكم وأميركيان. ويعني الهجوم القضاء على قيادة واحد من أكثر الأقاليم أهمية من الناحية الاستراتيجية في أفغانستان.
ونجا ميلر من الهجوم الذي نفذه حارس أطلق النار على مسؤولين وهم ينصرفون من اجتماع مع قائد «الأطلسي». وفنّد زعم «طالبان» أن الاعتداء استهدفه، قائلاً: «المكان كان ضيقاً جداً، وأعتقد بأنني لم أكن مستهدفاً».
وأسِف وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس لمقتل عبد الرازق، قائلاً: «خسرت أفغانستان وطنياً، ولكن أعتقد بأن ذلك لن يترك أثراً على المدى البعيد في المنطقة». وأضاف: «رأيت الضباط المحيطين به، والتقدّم الذي حققته قوات الأمن الأفغانية».
وذكر أنه لم يتحدث بعد إلى ميلر، ولا يستطيع تأكيد إعلان «طالبان» مسؤوليتها عن الهجوم. واستدرك مرجّحاً ألا يمسّ الترتيبات الأمنية أو حركة القوات الأميركية في أفغانستان. وسُئِل ماتيس هل سيؤدي الهجوم الى خفض إقبال الناخبين اليوم، فأجاب: «الإرهاب يمكن أن يكون له تأثير على المدى القصير. من السابق لأوانه القول هل سيؤثر في شكل حقيقي في الانتخابات»
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat