صفحة الكاتب : نزار حيدر

المَلَلُ في الحياةِ الزوجيَّة؛ حلُولٌ ومُعالجاتٌ
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   *أَدناه؛ نص مُشاركتي في الرِّيبورتاج الذي أَعدَّتهُ الزَّميلة [ميَّادة قهرمان] المُحرِّرة في مجلَّة [زهور الجوادَين] الصَّادرة عن العتبة الكاظميَّة المُقدَّسة بتاريخ [١٧ تمُّوز ٢٠١٨]؛
١/ إِنَّ الملَل في الحياة الزوجيَّة هي مرحلة من المراحل التي يمرُّ بها أَغلبيَّة النَّاس، ولهُ أَسبابٌ عديدةٌ، منها ما يخصُّ الزَّوج ومنها ما يخصُّ الزَّوجة ومنها ما يخصُّ الإِثنَين معاً، ولذلك لا ينبغي الخَشية من هذه الظَّاهرة إِذا ما مرَّت على زَوجَين، ليتمَّ التَّعامل معها كظاهِرةٍ طبيعيَّةٍ غير مُخيفة فهي ليست إِستثنائيَّة أَو شاذَّة ولذلك لا تحتاج إِلى التسرُّع أَو القلق، فانَّ ذلك عادةً يُسبِّب بمضاعفتِها وتعقيدِ حلِّها أَكثر فأَكثر!.
٢/ لا ينبغي أَن يعمد أَحد الزَّوجَين إِلى البحثِ عن حلُولٍ مُنفردةٍ للملَلِ، إِذ ينبغي أَن تكونَ الحلول مُشتركة، لأَنَّ الحلُول المُنفرِدة عادةً ما تكون سلبيَّة بمُجملِها.
٣/ وأَنَّ أَوَّل ما ينبغي أَن يبحث فِيهِ الطَّرفان هو في أَسباب المَلل، وأَن يتحمَّل كلَّ طرفٍ جزءً من الأَسباب فلا يرى أَحدهُما نَفْسَهُ معصوماً أَو كاملاً ويُحمِّل الثَّاني كلَّ الأَسبابِ.
ينبغي التَّعامُل مع المُشكلة بشَكلٍ مُتوازن يعتمد المسؤُوليَّة التَّشاركيَّة وعدم الترفُّع أَو التكبُّر.
٤/ كما ينبغي أَن يفكِّر الطَّرفان بحلُولٍ في داخل البيت، داخل الحياة الزوجيَّة مهما كانت الأَسباب والتَّحدِّيات، فلا ينظرُ أَيّاً منهُما إِلى خارج البيت بحثاً عن حلٍّ.
٥/ وتزداد ظاهرة الملَل في الحياة الزَّوجيَّة في زمن العَولمة والتَّكنلوجيا عندما ينشغِل الزَّوجان عن بعضهِما بوسائل التَّواصل الإِجتماعي وغيرِها فلا يجدان وقتاً يقضِيانهِ سويَّة لا في داخل البَيت ولا في خارجهِ.
٦/ كما أَنَّ التَّكنلوجيا أَحد أَهم الأَسباب التي تؤَدِّي إِلى ضُعف الثِّقة بين الزَّوجَين، ورُبَّما تدميرها، ولذلك ينبغي أَن لا يغفلا أَبداً عن أَهميَّة وضَرورة تدعيم الثِّقة بينهُما في كلِّ الأَوقات.
٧/ كما تدمِّر التَّكنلوجيا مفهوم القناعة عندهُما ولذلك ينبغي أَن لا يغفلا عن ذَلِكَ فـ [القناعةُ كنزٌ لا يُفنى] كما في الحِكمةِ المعروفة.
فلقد رُوِيَ أَنَّ أَميرَ الْمُؤْمِنِينَ عليِّ بن أَبِي طالبٍ (ع) كَانَ جَالِساً فِي أَصْحَابِهِ فَمَرَّتْ بِهِمُ اِمْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ فَرَمَقَهَا اَلْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ فَقَالَ (ع) {إِنَّ أَبْصَارَ هَذِهِ اَلْفُحُولِ طَوَامِحُ وَ إِنَّ ذَلِكَ سَبَبُ هِبَابِهَا فَإِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى اِمْرَأَةٍ تُعْجِبُهُ فَلْيُلاَمِسْ أَهْلَهُ فَإِنَّمَا هِيَ اِمْرَأَةٌ كَامْرَأَتِهِ}.
٨/ أَن يبحث الزَّوجان، وليس أَحدهُما، ويهتمَّا في تحديث علاقاتهِما الزَّوجيَّة والعائليَّة دائماً، فمعَ تطوُّر الحياة والتَّكنلوجيا ووسائل التَّواصل الإِجتماعي ينبغي عليهِما إِستيعاب هذا التطوُّر السَّريع بأَفكار ومشاريع أُسرِيَّة جديدة، من أَجلِ أَن يتغلَّبا على تحدِّيات التطوُّر بشَكل مُستمرٍ، فيقضِيا على المَلل.
إِنَّ التَّغيير والتَّحديث أَمران مُهمَّان لتجاوز المَلل.
   ١٩ تشرينُ الأَوَّل ٢٠١٨
                            لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/10/21



كتابة تعليق لموضوع : المَلَلُ في الحياةِ الزوجيَّة؛ حلُولٌ ومُعالجاتٌ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net