صفحة الكاتب : د . سعد الحداد

خطباء حلّيون (11) ...الميرزا ناصر ربيع الحلِّي الخطيب الطبيب الميرزا ناصر بن سعيد بن سليمان الحلِّيّ.
د . سعد الحداد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لُقّب بـ(ميرزا)؛ لأن والدته علويَّة من أُسرة آل السيِّد ربيع.

ولد في محلَّة الجُبَّاويين في الحلَّة سنة 1315هـ/1897م، من أُسرة تَتَعاطى مهنة الطبِّ، دخل الكتاتيب , وحصل على الشَّهادة الرُّشدية التي أَهلته للالتحاق بمدرسة الحقوق، لم يمارس المحاماة وانَّما أَبحر في مهنة الطبِّ التي برع فيها.

عمل مسؤولاً في مستوصف الكفل وقضاء الهندية, وممارساً في المستشفى الملكيّ العام، ثمَّ ترك العمل الحكوميّ, واستمر بالعمل الخاص, حيث اتخذ من أَحد أَركان خان عبد الكريم شبيب البغداديّ في محلَّة المهديَّة عيادة له لعلاج المرضى وتحضير العلاج. ثمَّ انتقل بعيادته الى محلَّة الطاق قرب الحَمَّام, وظل فيها حتى وفاته.

يعدُّ الميرزا ناصر حلقة الوصل بين مرحلة امتهان الطبِّ واتخاذه صنعة، وبين مرحلة الطبِّ الأَكاديمي وتأسيس الكليَّات والمدارس الطبيَّة، وانفصال الصيدلة عن الطبِّ واستقلاله كعلم له أُصوله ومدارسه.

كان واسع المعرفة بعلم الاعشاب والعصائر والمراهم، وقد برع في تحضير ماء الورد والماء الغريب الذي يحضّر للأَطفال, وكان بارعاً في الطبِّ القديم (طبّ الاعشاب) مواكباً في الوقت نفسه للتطور الذي شهده الطبّ في القرن العشرين.

 وقد صادف اثناء عمله في مستوصف الكفل انتشار وباء الملاريا وارتفاع نسبة الوفيات بهذا المرض، وكان الدواء الوحيد محلول الكينين (الدواء المر) الذي لايتقبله الناس فاشترى الميرزا ناصر أُبر الكينين من صيدليات بغداد ليستخدمها مع حبوب الكينين لقاء أَجر زهيد مستخدماً ذلك كإجراء وقائي، لذا لم يصب أَهل الكفل بالملاريا، وكانت نسبة الوفيات طبيعية وشكرته المديرية العامة للصحة.

وكان من الشخصيات المحترمة الهادئة، لبقاً في حديثه حاضر البديهة.

وقد امتهن الخطابة الحسينيَّة، وكان له دورٌ مهمٌّ في تأَليب الجماهير وتحفيزها ضد الاستعمار البريطانيّ في أَحداث الثورة العراقيَّة الكبرى سنة 1920م، التي شارك فيها خطيباً وثائراً مساعداً لخطيب الثَّورة الأَوَّل الدكتور محمَّد مهدي البصير.

يقول الشاعر صلاح اللبان: (هو الذي نقل القصيدة الشعبية المشهورة التي مطلعها:

ذبيت روحي اعله الجرش

ادري الجرش ياذيها

والله لكسر المجرشه

والعن ابو راعيها

والمعروفة بقصيدة المجرشة، نقلها الى بغداد بعد أنْ استلمها من الشاعر السَّيِّد علي بن السَّيِّد حيدر الحلّي الذي طلب منه أَنْ لا يذكر اسمه عليها خشية التسلّط الاقطاعيّ في حينها. ومن بغداد اشتهرت بعد ان نظم على منوالها الشاعر والصحفي المُلَّا عبود الكرخي ونسبت اليه خطأ.

وللعلم أنَّ مطلع القصيدة من نظم إحدى النِّساء الريفيَّات المجهولات. ونظم عليه الشعراء وأول من بادر بذلك هو السَّيِّد علي السَّيِّد حيدر الحلِّي. وهذا ماحدثني به المرحوم السَّيِّد مناف حفيد الشاعر السَّيِّد حيدر الحلّي عام 1972 وقد يكون السَّيِّد نور من المشخاب هو المبادر الأَوّل).

توفي الميرزا ناصر ربيع في الحلَّة سنة 1392هـ/1972م، وحمل نعشه الى النَّجف الأَشرف , فدفن في مقبرة وادي السلام.

من مصادر الدراسة:

تاريخ الطبّ العراقي: 161، تاريخ الصيدلة في الحلَّة: 35، تاريخ الطب والأَطباء في الحلَّة: 48، معلومات خاصة , معجم خطباء الحلَّة الفيحاء ( مخطوط) للكاتب .

د. سعد الحداد


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . سعد الحداد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/10/24



كتابة تعليق لموضوع : خطباء حلّيون (11) ...الميرزا ناصر ربيع الحلِّي الخطيب الطبيب الميرزا ناصر بن سعيد بن سليمان الحلِّيّ.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net