صفحة الكاتب : عبد الخالق الفلاح

دروس في الاخلاق ( الارادة )
عبد الخالق الفلاح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من الصفات المهمة والحميدة للانسان لكي تتبلورعنده القيم الروحية المستقلة ، اذا ما اراد ان يعيش في وسط المجتمع لكي يخلق لنفسه الحياة الكريمة وفي تحقيق مستقبل سالم بعيداً عن الاتكال على الاخرين .والتي تعني في اللغة ، نزوع النفس و میلها الی الفعل بحیث یحملها علیه . و النزوع الاشتیاق . والمیل بمحبة وقصد. فعطف المیل علی النزوع للتفسیر. و فائدته الاشارة الی انها میل غیراختیاری . و لایشترط فی المیل ان یکون عقیب اعتقاد النفع کما ذهب الیه المعتزله . بل مجرّد ان یکون حاملا علی الفعل بحیث یستلزمه لانه محضض للوقوع فی وقت و لایحتاج الی محضض آخر. تعني الشعور الداخلي في قلب الإنسان حين يعزم على فعل شيء ما، هي أن تقف وجهاً لوجه في تحدي الظروف والواقع والضعف واليأس وطول الطريق. وأن تبدو أكثر إصراراً في التحدي والتقدم البنّاء.. فصاحب الإرادة يصنع من أضعف قدرة لدية أو مهارة قوة جبارة تمكنه من التواصل والوصول إلى غايته المنشودة بتحقيق العمل المثمر الذي يفيد مجتمعه.. فهو لا يستصغر أي فكرة أو وسيلة قد تساعده في تحقيق هدفه .. فالإرادة والعزيمة هما الأمل في الغد، والعمل في الحاضر، والتقدير لما كان في الماضي. أن الثقة بالله ثم بالنفس من المقومات الرئيسة لاستثمار الإنسان أفضل ما لديه من طاقات وإمكانات، فأنت عندك طاقة كامنة وإرادة وعزيمة تحتاج إلى من يحركها، واسمع إلى قوله تعالى ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون )، ولكن تحتاج إلى بذل المزيد من الجهد والأخذ بالأسباب ثم التوكل على الله، والنجاح لا يأتي هكذا لابد له من دفع الثمن بها عن طريق الطاقة الإيمانية، أولاً ثم النهوض.
فاشدد يديك بحبل الله معتصماً **** فإنه الركن إن خانتك أركان

وقد اعد عدد من العلماء من جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة دراسة لتحديد كيفية تعزيز قوة الإرادة. لأنه حسب المعلومات المتوفرة يوجد في دماغ الإنسان منطقة صغيرة خاصة تسمى "قشرة الفص الجبهي - The prefrontal cortex". هذه المنطقة مسؤولة عن اتخاذ قرارات إرادية. عندما تكون هذه المنطقة في وضع سيء، يفقد الشخص السيطرة على سلوكه.

هناك من بين الأشخاص من يحققه ومنهم من لا يستطيع تحقيق الارادة ، كلٌ حسب القوة الداخلية التي يتمتع بها صاحب العزم، وتنبع من ذات الشخص ويحدد نتائجها قوة الإنسان الداخلية في إتيان هذا الأمر من عدمه، وهي عكس الغريزة، فالغريزة تلقائية تحتاج إلى إرادة وقوة لتنظيمها والسيطرة عليها وإلا أطلقت لعنانها وكانت عرضة للتوجيه الخاطئ، و العالم ديكارت فيعرفها "إنّ الحرية أساس الإرادة وحرية الإرادة تأتي من تجربتنا الشخصية لها". أن يكون الدافع الحارق الذي يحثه على تقوية عزيمته وإرادته، فهو الذي يتملك مفاتيح هذه الآلية ومقاليد القرار.

الارادة عند الاشاعرة الصفة المخصّصة لاحد طرفی المقدور و کونها نفس الترجیح لم یذهب الیه احد. و اجیب بانه تعریف لها باعتبارالتعلق . و لذا قیل انها علی الاول مع الفعل و علی الثانی قبله . او انه تعریف لارادة العبد. ، وقوة الإرادة هي وقود هذه الهمة العالية فبدون هذا الوقود – بعد توفيق الله عز وجل – لن يتم لهذه الهمة منالها ومبتغاها ، وتعني كذلك الهمة العالية وهو مطلب عظيم يتمناه أصحاب النفوس الكبيرة التي تتوق إلى المعالي ولعل خير شاهد على ذلك ماقرأتَ وما رأيتَ من همة العلماء وطلبة العلم وكيف أنهم استطاعوا بعد توفيق الله من تحقيق أعمال وكأنها أشبه بالخوارق لكن تلك الإرادة التي رُدفت بهمة عالية كانت طريقاً لذلك. وعرفت الارادة بانها " إحساس عظيم يشعر به القويّ تعبر أفعاله عنها، و رغبة ذاتية تختلف من إنسان إلى آخر، وقد عرفها العالم إنجلز "بأنّها قدرة الإنسان على اتخاذ قراره من تلقاء نفسه"، فهي ملكة الاختيار في فعل أمر أو الامتناع عنه، وعرفها آخرون من الفلاسفة على أنها شوق أكيد لتحقيق ما عزم الإنسان على فعله وعقد النفس على تحقيقه. وقد إستطاعت وبأرادة

دول العالم الأول أن ترتقي بنفسها الى الامام ، في حين لم ترد ذلك دول أخرى لذلك هي ما عليه اليوم هي الشيئ المفصلي في تقدم الشعوب ، ولكنها هي في غياهب العالم الثالث الذي لم يكسب أي مكسب منذ ما يقارب القرن سوى أنه عالم من دون أي إرادة و إرادته هي في رفع الشعارات و حمل اللافتات و الصراخ و العويل و البكاء والنحيب على اطلال مضت وسط الركام بدل الاستفادة من تلك الحقب لبناء المستقبل ولم تقدم البديل عنها .

علينا ان نعلم بأنه لايمكن التفريط بها ( اي الارادة ) لانه قد يصبح فيما بعد مستحيل الإستمرار في أي شيئ و حيث تغيب الخطوات يغيب معها المستقبل و حيث يغيب المستقبل فأنت تعيش في دولة منسية من دول التيه حيث كل شيئ متوقف و ساكن و صامت و بين صمت المقبرة و صمت وطن التيه في العالم الأخير حيث الجميع يريد الرحيل من هنا فحسب، هنا ليست الإرادة لوحدها غائبة بل لا وجود لمعناها أي وجود في قاموس العالم الأخير.

اقوال في الارادة:

تتحارب العقول أيا كان مستواها ولا تجد راحتها واستقرارها إلا في التحدي. إميل سيوران

إن السبب وراء فشل الكثيرين ليس هو غياب الرؤيا بل غياب العزيمة، والعزيمة تولد عندما يكون هناك حساب للنفقة. ريك بنر

لا تعترف بالفشل ما لم تكن قد جربت آخر محاولة ولا تتوقف عن آخر محاولة ما لم يتم النجاح. بنيامين ديزريل

ما يدركه العقل ونؤمن به يستطيع الإنسان أن يحققه فى حياته. سيمنت ستون

لا أحب ثلاث كلمات هى: لا أعرف – لا أستطيع – مستحيل. نابليون

إذا كانت جبال الألب الشاهقه تمنعني من التقدم فيجب أن تزول من علي الأرض. نابليون

ما من تجربة حلت بى إلا وأنطقتنى شعراً. الشاعر جوته

أتقدم ببطء، لكنني لا أرجع للخلف إطلاقاً. إبراهام لينكون


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الخالق الفلاح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/11/08



كتابة تعليق لموضوع : دروس في الاخلاق ( الارادة )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net