صفحة الكاتب : علاء سدخان

مراحل تأريخ العَلم العراقي
علاء سدخان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يستطيع المتخصصون في علم النفس الحديث تحليل شخصية أي فرد من خلال ما يرتديه ومن خلال كلامه وحركاته، كذلك هي اعلام الدول وراياتها، فلم يتمّ اختيار علم أيّ بلدٍ من باب المصادفة، وانما هو يُحمّل الكثير من المعاني والدلالات، فالعَلم ليس مجرد قطعة قماش وألوان وأشكال، ولا خرقة تهب عليها الرياح، هو تجسيد لسيادة الاوطان والاستقلال عن كل ما سواه.
العلم هو رمز يختزل داخله قصة تاريخ وحضارة، من أجله تخاض الحروب وتسيل الدماء انهارا وتقتطف بسببه احلى زهور الشباب واعمارهم، هو لغة يتكلم عبر ألوانه وأشكاله.
قصة العلم العراقي
وبما ان العراق واحد من أقدم الدول واعرقها تأريخا (وليس حاضرا للأسف) فقد اشتهر منذ القدم براياته السومرية والاشورية والبابلية .... وكلها كانت ذات طابع مستوحى من واقع تلك الفترة، وكانت تتميز أيضا بتصميم راقي والوان زاهية.
وسنتناول في هذه المقالة تاريخ العلم العراقي الحديث ونترك فخر وزهو الماضي ونطوي أيامه الجميلة بقوتها وعنفوانها.


العلم الأول للعراق (العلم الملكي) (1921- 1958):
اُعتمِد أول علم للعراق عام 1921، عند إنشاء المملكة العراقية الهاشمية، واُستمِدت ألوان العلم حرفيا من أحد أبيات قصيدة الشاعر صفي الدين الحلي (سَلي الرّماحَ العَوالي عن معالينا):
بِيضٌ صَنائِعُنا، سودٌ وقائِعُنا ... خِضرٌ مَرابعُنا، حُمرٌ مَواضِينا
وفي عام 1958 أُقِرَّ علم جديد للاتحاد الهاشمي بين المملكة العراقية والمملكة الأردنية، مع احتفاظ كل بلد بعَلَمه الخاص به. وكان العلم يحوي خطوط افقية بالترتيب (اسود – ابيض- اخضر- شبه منحرف احمر في الجانب – ونجمتين سباعيتين بيضاويتين ترمزان للمحافظات الـ 14 في المملكة. وتصميم العلم والوانه مشابه لتصميم علم الثورة العربية الكبرى التي قام بها الهاشميون على الحكم العثماني بداية القرن العشرين حيث اللون الأسود كان يمثل راية الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) وراية العرب في صدر الإسلام وراية العرب في العراق (ومنها اتخذ داعش رايته)، اما اللون الأخضر فهي راية العلويين، واللون الأحمر يشير الى راية العرب في الاندلس، اللون الأبيض راية العرب في الشام.

العلم العراقي الثاني (علم الجمهورية الأولى) (1958- 1963):
في هذه الفترة تم اسقاط النظام الملكي في العراق وحل محله النظام الجمهوري ومن الطبيعي ان يتغير معه كل شيء سياسي وفي مقدمة هذه التغيرات رمز البلد وعنوانه الا وهو العلم. وكان هذا العلم من تصميم الفنان العراقي الراحل جواد سليم، حيث تضمن تغير التصميم الجديد تصفيف شرائط الألوان من تصفيف افقي الى تصفيف عمودي رمزا للاحتفاء بولادة الجمهورية الشعبية، واحتوى هذا العلم على النجمة الاشورية الحمراء التي تحتوي على قرص اصفر يرمز الى اللون الوطني للقومية العراقية الكردية.

العلم العراقي الثالث (علم الجمهورية الثانية) (1963- 1991):
اقر هذا العلم في تموز 1963م، بعد ان تم توقيع اتفاق الوحدة الثلاثية مع كلا من مصر وسوريا، ويتكون العلم من الألوان الأحمر والأبيض والأسود والاخضر بشكل عرضي (افقي) وهي رمز لأعلام قادة الإسلام اثناء الغزوات الإسلامية، واحتوى العلم على ثلاثة نجوم باللون الأخضر كدلالة على وحدة الاتحاد الذي كان سيقام بين العراق وسوريا ومصر. وكل من هذين البلدين كان لديه نجمتان في أعلامهما، وكان من المفروض إضافة نجمة ثالثة لولا انهيار الاتحاد بعد وفاة الرئيس الأسبق للعراق عبد السلام عارف.

العلم العراقي الرابع (1991- 2008):
تم اجراء تعديل بسيط على العلم العراقي وذلك بإضافة عبارة (الله أكبر) بأمر من صدام حسين بعد احتلال العراق للكويت، ويبدوا ان الهدف من هذه الإضافة هو لحصول صدام حسين على الدعم السياسي من الدول الإسلامية وليخدع العالم بإيصاله صورة لهم على انتهاجه وتأكيده على النهج الإسلامي الذي هو ابعد ما يكون عنه. ويقال ان العبارة خطت بيده الملطخة بالدماء.

مقترح علم العراق (علم الاحتلال) (2004):
اقتراحات عام 2004
تم اقتراح تصميم جديد للعلم في نيسان 2004، بعد غزو العراق 2003 كبديل للعلم الحالي الذي عمره تجاوز الأربعين عاما.
في 26 نيسان 2004، أعلن مجلس الحكم العراقي عن علم جديد للعراق لعهد ما بعد صدام حسين. وفقا لمجلس الحكم، وقد تم تصميم هذا العلم من قبل الفنان رفعت الجادرجي، وتم اختياره من بين 30 تصميما. العلم أبيض، مع خطوط متوازية في الربع (أو الثلث) السفلي بألوان أزرق-أصفر-أزرق، الخطان الازرقان يمثلان نهري دجلة والفرات، أما الخط الأصفر فيرمز للأقلية الكردية في العراق (حيث كانت القيادات الكردية تطالب برمز يمثل الأقلية الكردية في علم العراق الموحد)، في وسط المساحة البيضاء هناك هلال إسلامي أزرق كبير.
يمثل هذا العلم الجديد خروجا عن التصميم المعتاد للأعلام العربية من حيث الألوان ذات التاريخ الطويل (احمر اسود اخضر)، واللون الأزرق على الأبيض في العلم أدى إلى الكثير من الجدل في العراق، بالإضافة لعدم تواجد الألوان المعتادة في الأعلام العربية، وإزالة عبارة "اللّه أكبر" بغض النظر عن صاحب فكرة إضافتها. إلا أن رفض جماهير الشعب العراقي- فضلاً عما اعتبر من قبل البعض تشابهاً بين العلم المقترح وعلم الكيان الصهيوني - من الشمال إلى الجنوب أدى إلى إلغاء المشروع.


العلم العراقي الخامس (2008 – ولا زال):
في 22 يناير اقر مجلس النواب العراقي قانون تغير العلم والذي أزال بموجبه النجوم الثالثة التي اعتبروها رمز لأهداف حزب البعث الا وهي ( وحدة حرية اشتراكية) واعتبر البرلمان هذا القرار واحد من القرارات المصيرية في تاريخ البلد الحديث بعد احتلال الامريكان للعراق واعتبروه نصرا حاسما وإنجازا عظيما سيعيش بعده البلد في رخاء وامن ، وأيضا اتفقوا على تبديل الخط الذي كانت مكتوبة به عبارة (الله اكبر) الى الخط الكوفي، على ان يستمر هذا العلم لمدة سنة واحدة وبعده يغير تصميم العلم ( وكأن العراق لا توجد فيه مشاكل وازمات غير شكل العلم ) الذي شغل بال وفكر البرلمان العراقي .


مقطع من قصيدة للشاعر العراقي كاظم إسماعيل الكاطع عن العلم (شعر شعبي):
الحمد لله... الدنيا ليل..... ونقطة التفتيش سنطـــه
هاي نقطه ويمها واحد
نقطتين . تلاثة . خمسه
ست نقاط ويمها واحد !!!.... تنحسب مليـــون نقطه
وصاح مسؤول النقاط بصوت عالي ... هاي ما معقـــوله جنطه
بصيحته إنزرعت الساحة.... رجال أمن ورجـــال سلطه
بجرة السحاب شافت عينه نجمه... وطكته ريحـــة الحنطه
ما لكه غير العلم.... كلي شيفيدك؟
كتله غربه
إحنه غربه
ومن نموت هناك... جا ابيش نتغطه ؟؟؟
أخذ للجنطه تحيه... وكلي توصل بالسلامه
وهاي أول مرة أفوت بسيطره....
وما أنطي رشوة... وتستعد كدامي شرطه


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء سدخان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/11/13



كتابة تعليق لموضوع : مراحل تأريخ العَلم العراقي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net