صفحة الكاتب : علي فضل الله الزبيدي

حجموا الفساد... تكون الدولة!
علي فضل الله الزبيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عند نقل المصاب إلى المستشفى، وكان المصاب يعاني، من وجود جروح خطيرة ونازفة بشدة جراء ذلك الحادث، فإن أول الإجراءات الطبية، التي من المفترض أن يجريها الفريق الطبي المسعف، هو العمل على إيقاف نزيف الشخص المصاب، لأنه لا فائدة من أي إجراء طبي، مع وجود النزف، لذا فلا بد من إيقافه (النزف)، ثم الإنتقال للمراحل الأخرى، وحسب القاعدة المنطقية(الأهم ثم المهم)، وإلى فأن حياة المصاب ستكون معرضة لخطر الموت.

كذلك هي العملية السياسية في العراق، تعاني ألان من حالة نزف شديد، تهدد مصير البلد والعملية السياسية، ورب سائل يسأل، ما هو ذلك النزف السياسي الخطير؟ إنه الفساد المالي والإداري! تلك الأفة التي إلتهمت مئات المليارات من الدولارات، من أمول العراق، بل وكانت السبب في قتل وتشريد الألاف من الأبرياء، من الشعب العراقي، فسيطرة الأحزاب والمافيات على مؤسسات الدولة العراقية، وتحولت تلك المؤسسات إلى أرض بور، غير صالحة لنجاح أي برنامج حكومي، ومهما كانت كفاءة ذلك البرنامج، إلا من خلال إستصلاح مؤسسات الدولة العراقية، من تلك الأفة الخبيثة، عندها ننتقل إلى المراحل الأخرى، وفق أولويات مدروسة وموضوعة بعناية ودقة.

ثم يأتي السؤال الأخر، كيف يكون الإصلاح؟ العراق وحسب نظامه البرلماني، إشترط دستوره الفصل بين السلطات الثلاث، من خلال بيان مستوى الصلاحيات، سواء للسلطة التشريعية أوالتنفيذية وكذلك السلطة القضائية، لا من أجل إضعاف تلك السلطات، وإنما من باب التوازن وعدم تركيز السلطة ، من ذلك يتضح لنا، إننا نحتاج لخارطة طريق ممنهجة، تضعها السلطات الثلاث للمرحلة القادمة، على أن تعتبر الحكومة الحالية من فشل الحكومات السابقة، في إدارة دفة الدولة نحو بر الأمان، من أجل الحد من الفساد المستشري في كثير من مفاصل الحكومة العراقية، عليه لا يمكن أن ننجح في تلك المهمة، إلا بتظافرجهود كل الحكومة العراقية.

وأدوات الإصلاح الحقيقية.. بإعتقادي تتلخص بالنقاط التالية:

1_سن قوانين صارمة تتعلق بتجريم الفاسدين متبوعة بأقصى العقوبات لكل من تسول له نفسه بإستغلال المال العام أوالمنصب الحكومي.

2_تقليص الوزارات والمؤسسات الحكومية، والحد من البيروقراطية الإدارية في دوائر الدولة.

3_ إدارة مفاصل وزارات ودوائر الدولة، من موقع أدنى من قبل رئيس مجلس الوزراء ومنصبه كقائد عام للقوات المسلحة مروراً بالوزراء والمحافظين، من أجل الإطلاع  على المشكلات الحقيقية التي تتسبب بذلك الفساد ومسببيه، ثم إحالة ملفات الفساد للسلطة القضائية.

4_ تفعيل قانون من أين لك هذا؟.

5_إلغاء مكاتب المفتش العام، وهيئة النزاهة، بقوانين تصدر من السلطة التشريعية والأعتماد على تقارير ديوان الرقابة المالية، حيث أثبتت هذه الهيئة نجاحها، على مدى أكثر من نصف قرن مضى، وسر نجاحها يكمن، إنها لم تكن تمتلك سلطات تحقيقية قضائية، وإنما رقابية كاشفة فقط.

6_ ملاحقة الأموال العراقية، التي هربت لكثير من دول العالم وإسترجاعها، حتى ولو تطلب الأمر إستثمارها عند تلك الدول، من أجل تشجيعها للتعاون مع العراق، وفق إتفاقيات ثنائية.

وهنالك حكمة تقول (الشعوب التي تفشل في تشخيص أمراضها بشجاعة، فإنها ستموت نتيجة تناول الدواء الخطأ)


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي فضل الله الزبيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/11/17



كتابة تعليق لموضوع : حجموا الفساد... تكون الدولة!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net