تاريخ النشيد الوطنـــــي العراقـــي
علاء سدخان
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علاء سدخان
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رمزان يعتبران من اهم الرموز الوطنية لاي دولة حديثة او قديمة هما (النشيد الوطني للدولة، وعلمها). حيث ان كلا الرمزين يجب ان يكون مستمدا من تراث الدولة وواقعها.
وفي هذه الكلمات البسيطة سنتناول مسيرة النشيد الوطني العراقي الذي مر عبر عدة مراحل.
المرحلة الأولى (الحكم الملكي) ...
أيام الحكم الملكي.. كان النشيد الوطني عبارة عن مقطوعة موسيقية بدون كلمات، من الحان الضابط الانكليزي الميجر (جي آر موري) تم اختيارها في 23 اب عام 1924 بعد الإعلان عن مسابقة للفوز بتقديم نشيد وطني ملكي..
كان النشيد الملكي يعزف عند استقبال الوفود الرسمية للبلد، وكذلك عند بداية عرض دور السينما ، و عند افتتاح أي مؤسسة في البلد حتى وان كانت قطاع خاص .....
بعد ذلك أضيفت له كلمات هي كتحية ملكية للملك فيصل الأول لا يعرف من هو كاتبها مطلعها:
دم يا شريف الحسب، يا كريم النسب
يا خير ملك في الوجود فيصل
فيصل أنت نبراس لنا دُم لتحقيق المنى
وارجع لنا عهد الجدود فيْصل
فيصل، فيصل..
بقي هذا السلام معتمَداَ طوال العهد الملكي حتى سقوطه صبيحة الرابع عشر من تموز سنة 1958، فسقطت معه كافة المسميات والرموز الملكية في العراق.
المرحلة الثانية (مرحلة الجمهورية العراقية الأولى) (14 تموز 1958 – 8 شباط 1963)...
بقدر تعلق الأمر بـ (السلام الجمهوري العراقي)، هكذا صار إسمه، كان الموسيقي العراقي الراحل (لويس زنبقة) من خريجي قسم الموسيقى الهوائية في معهد الفنون الجميلة أواسط الخمسينيات، يواصل دراساته الموسيقية في العاصمة النمساوية (فيينا) عند قيام ثورة 14 تموز، فبادر هناك إلى وضع لحن للسلام الجمهوري، وتدوينه موزَّعاً على جميع أقسام (آلات) جوق الموسيقى الهوائية وتسجيله من قبل جوق موسيقي نمساوي، قدَّمه مرفَقاً برسالة منه إلى الزعيم عبد الكريم قاسم، قائد الثورة، عِبر سفارة العراق في فيينا، شارحاً فيها الأفكار والمضامين التي اعتمدها في صياغة اللحن وهو بشكل مارش المسير (ويعتبر هو الملحن العراقي الوحيد الذي قام بتلحين النشيد الوطني)،. وبهذا تقرر اعتماده سلاماً وطنياً للجمهورية العراقية.
المرحلة الثالثة: (مرحلة الجمهورية ما بعد انقلاب 1963- 1979)
تم إعتماد لحن نشيد (والله زمن يا سلاحي) الحان المصري كمال الطويل وكلمات الشاعر المصري صلاح جاهين وغنته السيدة ام كلثوم عام 1956، ابان قيام ثورة 14 رمضان (8 شباط / فبراير عام 1963).
ومن كلمات النشيد:
والله زمان يا سلاحي
اشتقت لك في كفاحي والله زمان يا سلاحي
يا حــرب والله زمان انطق وقول أنا صاحي
زاحفة بترعد رعود والله زمان ع الجنود
الا بنصر الزمان حالفة تروح لم تعود
شيلوا الحية على الكفوف هموا وضموا الصفوف
منكم من نار الميدان ياما العدو راح يشوف
ياللى اتبنيت عندنا يا مجدنا يا مجدنا
عمرك ماتبقى هوان بشقانا وكدنـــا
.......
وكان هذا النشيد هو النشيد الوطني لدولة مصر العربية للفترة من1960 – 1979
المرحلة الرابعة: (مرحلة استلام الطاغية صدام حسين 1979- 2003)
في هذه المرحلة كان من الضروري الاعتماد على نشيد وطني جديد وفعلا تم عمل مسابقة تسلم بها الاعمال (الاشعار والالحان) الى دائرة الفنون الموسيقية في وزارة الاعلام العراقية حين ذاك لإصدار نشيد وطني جديد وقامت الدائرة بتسجيل كافة الاعمال والاستماع إليها من قبل لجنة متخصصة التي قامت بتقييم هذه الاعمال وفعلا تم الاتفاق على لحنين رائعين، لكن الذي حصل انه صدر مرسوم جمهوري لاعتماد نشيد من كلمات الشاعر شفيق الكمالي والحان اللبناني وليد غلميه ليكون النشيد الوطني للجمهورية العراقية عام 1981.
وطن مدا على الأفق جناحا
وارتدى مجد الحضارات وشاحا
بوركت أرض الفراتين
وطن
عبقري المجد عزما و سماحا
هذه الأرض لهيب و سنا
و شموخ لا تدانيه سما
جبل يسمو على هذه الدنا
و سهول جسدت فينا الإبى
المرحلة الخامسة: احتلال العراق 2003
بعد دخول القوات الامريكية للعراق واسقاط النظام الدكتاتوري السابق وقيام حكومة عراقية جديدة تم اعتماد نشيد (موطني) من كلمات الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان، والحان محمد فليفل.. بعد استبعاد نشيد (سلام عليك على رافديك عراق القيم)
والى لحظة كتابة هذه السطور فهنالك إشكاليات حول اختيار النشيد الوطني الملائم للعراق العظيم بسبب المزاجية الموجودة لدى متخذي القرار.
والملاحظ في موضوع النشيد العراقي ورغم الإمكانيات الموجودة في العراق من شعراء وملحنين انه لم يعتمد على كاتب عراقي لكتابة النشيد الوطني او تكليفه بشكل رسمي بذلك!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat