صفحة الكاتب : ميسون ممنون

الحرية لحسناء
ميسون ممنون

تم إلقاء القبض عليً, في ظروف غامضة, كما تحدثوا في الوكالات الخبرية, والمواقع الأجتماعية, لقد كان لي في تلك المواقع الكثير من الأصدقاء, منهم من كان كأخوتي الصغار, الذين يطيب لي تسميتهم الشباب, ومنهم من كان بمثابة أب أوعم أوعشيرة كاملة, في الوقت الذي لم يكن لي سندٌ ينازع من أجلي غير من ذكرت, إلا عائلتي البسيطة المُحبة المتكونة من أبي الموظف البسيط, وأمي ربة المنزل التي تزوجت بعمر صغير, والتي أعتبرها صديقتي المقربة الأولى, وثلاثة من الأخوة, أكبرهم في الخامس الأعدادي, وأصغرهم في الرابع الأبتدائي, أما أوسطهم, والذي كان أكثر من رأيت رجولة وثورية, على صغر سنه, فهو ما زال طالباً في الثالث المتوسط.

إتصل بي مهدي صديق الروح, وعلى عجالة قال: حسناء ( ح ننطلق بعد شوية ) فما كان مني إلا أن أرتدي زياً محتشماً ومتحفظاً أكثر من كل مرة, كعادتي في تلك الظروف تحسباً لأي طارئ, فلا بأس بالضرب, أو حتى القتل, لكن الأهم أن أكون محتشمة, فهناك من تثيره حتى الجثث الهامدة, ما قولك بمتظاهرة (بطرانة) .

خرجنا مرة ومرتين وثلاثة, لكن المؤلم بكل مرة, أن هناك من يعترض على خروجنا وأسبابه, حجتهم في تأنيبنا, إن ما نفعله لن يحرك شعرة من الفساد, وعندما يسمعون أصوات تصرخ يقولون: ماذا يردن المتحررات المتمردات, رغم أني لم أكن مع مجموعة لها أسم متحرر أو متمرد, لقد كنت فتاة من عائلة بسيطة, تحلم بوطن آمن, أثقلت كاهلها جثث الموتى, وقررت أن لا تجلس تنتظر إستلام جثث أخوتها من الطب العدلي, حيث كان إنفجار الكرادة هو القشة التي قصمت ظهر البعير, بتلك الفترة, وجعلتها تصاب بهستيريا التظاهر, وقول كلا للفساد, وكلا لكل القتلة .

بعد مرور سنة على إلقاء القبض على حسناء, نعم أنا التي أحدثكم, وأهلي ما زالو يبحثون عني في مؤسسات نخرها الفساد, والناشطين ما زالو ينادون بأسمي, لقد تفاجئت لذلك كثيراً, حيث قاموا أيضاً بنشر هاشتاك بعنوان #الحرية_لحسناء, وفُتحت الكثير من أبواب البحث عني, لكن ما لم يكن أحد يعرفه, أنني بتت جثة راقدة في إحدى المقابر العامرة بالشهداء تحت المسميات كافة, فكنت أنا تحت مسمى مجهولة الهوية, فقط صورتي المحفوظة في مكان ما تميزني, أرجوكم حاولوا البحث عني في قتلى ذلك التاريخ نفسه, تأريخ أعتقالي, وستجدوني, لا أعلم لما ما زلتم تبحثون عن جسدي, وروحي تحلق فوقكم .

أنا حزينة على فراقكم مرة, وعلى ألم مصيري المجهول بالنسبة لكم مرات, لكني بذات الوقت سعيدة قليلاً حيث أنا, ليس لأن الفساد أنتهى والعياذ بالله, لكن صوتي وأختفائي حرك المئات خلفي, من حيث يشعر أو لا يشعر قاتلي.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ميسون ممنون
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/11/28



كتابة تعليق لموضوع : الحرية لحسناء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net