مستثمرو النفط ما زالوا قلقين ويترقبون قرار «أوبك» بشأن الإمدادات

تراقب أسواق النفط العالمية بقلق اجتماع منظمة الدول المُصَدِّرة للنفط «أوبك» المقبل لاستيضاح وضع الإمدادات في المستقبل

 مع انقشاع الغبار بعد اضطراب شامل في أسواق الخام على مدى الأسابيع القليلة الماضية.
وحتى الآن، لا تتوافر رؤية واضحة بشأن ما إذا كان الإنتاج سينخفض أم سيظل مستقرا. وهذه الضبابية تثير خطر مزيد من التقلبات بعد عمليات بيع كبيرة تسببت في انخفاض أسعار النفط أكثر من 30 في المئة في فترة تزيد قليلا على شهر.
وتتوقع أطراف السوق بوجه عام أن تخفض «أوبك» الإنتاج في اجتماعها المقرر في السادس من ديسمبر/كانون الأول نحو 1.4 مليون برميل يوميا، لكن عدم التيقن مما ستخرج به «أوبك وشركاؤها يجعل المتثمرين يتوخون الحذر.
فالمضاربون، الذين راهنوا يوما على أن النفط سيبلغ 100 دولار للبرميل، يتحركون حاليا في الاتجاه المعاكس، ويعززون المراكز المدينة في النفط لأعلى مستوى في أكثر من عام.
وتُظهر سوق الخيارات حاليا عددا قياسيا من المراكز المفتوحة المراهنة على انخفاض الخام الأمريكي إلى ما بين 45 دولارا و50 دولارا للبرميل في نهاية 2019، وإن كانت الرهانات على الارتفاع تزيد هي الأخرى.
وقال كريغ شاريناو، مدير المحفظة لدى «بيمكو»، التي تدير بشكل مشترك أصول سلع أولية تزيد قيمتها على 15 مليار دولار «الحصول على قدر من الوضوح بشأن نية السعوديين وأوبك… سيكون له أثر كبير في مساعدة السوق 

على الأداء بشكل أفضل». وأضاف أنه إذا لم تخفض «أوبك» الإنتاج، فإن الأسعار قد تتراجع إلى 40 دولارا للبرميل».
ولغاية الآن فإن الإشارات متباينة من «أوبك» والسعودية، أكبر منتج فيها. وقال مسؤولون مُطَّلِعون على الخطط السعودية أنهم يتوقعون أن تخفض المملكة الإنتاج، لكن مصدرا بالقطاع قال أيضا إن إنتاج النفط السعودي تجاوز 11 مليون برميل يوميا للمرة الأولى في نوفمبر/تشرين الثاني.
ومداولات المنظمة تزداد تعقيدا بتنامي تأثير روسيا، التي ارتفع إنتاجها إلى أعلى مستوى منذ انتهاء الحقبة السوفيتية، وكذلك تأثير الولايات المتحدة، التي تنتج حاليا عند مستوى قياسي يبلغ 11.7 مليون برميل يوميا.
فالمسؤولون التنفيذيون والحكوميون في قطاع النفط الروسي متشككون في الحاجة لخفض الإنتاج.
وفي غضون ذلك، تسبب القرار الأمريكي بإعادة فرض عقوبات على إيران، ومنح إعفاءات فقط إلى كبار مستوردي النفط من طهران، في دفع السوق لحالة من الاضطراب.
وراهنت صناديق تركز على العوامل الكلية، وتقدم المشورة بشأن تداول السلع الأولية، على ارتفاع جديد قبيل تجديد العقوبات الأمريكية على إيران، لتصبح في وضع صعب بعد الإعلان عن الإعفاءات وارتفاع الإنتاج الأمريكي بوتيرة أسرع من المتوقع.
وتقول مصادر في السوق إن بنوك وول ستريت، الراغبة في حماية نفسها من الانكشاف على بيع الخيارات إلى منتجي النفط، تسببت في زيادة عمليات البيع تلك.
وزادت التقلبات المفترضة، وهي مقياس للطلب على الخيارات، مع بلوغ مستوى التقلب المفترض للخام الأمريكي أعلى مستوى منذ فبراير/شباط 2016 الأسبوع الماضي.
وأضرت تقلبات الأسعار بشدة بالصناديق. ومن بين المراهنين البارزين على ارتفاع النفط، خسر صندوق «أندوراند كابيتال كوموديتيز» 4.1 في المئة في شهر حتى 16 نوفمبر/تشرين الثاني، مما يجعله منخفضا 15.7 في المئة في سنة وفقا لبيانات بنك «اتش.اس.بي.سي».
وعقود الخيارات المفتوحة المُراهِنة على انخفاض أسعار الخام الأمريكي إلى ما بين 40 دولارا و45 دولارا للبرميل في نهاية 2019 تقف عند مستويات قياسية، لكن الرهانات على ارتفاع النفط الأمريكي إلى 80 دولارا للبرميل مرتفعة أيضا، إذ يرى البعض أن عمليات البيع مضت أبعد وأسرع مما ينبغي.
وقال شون رينولدز، مدير المحفظة لدى صندوق «فان إيك غلوبال هارد آسيتس» في نيويورك «بقدر ما كان التراجع حادا، أعتقد أن السوق مستعدة لعودة قوية».
وفي الأسابيع الأخيرة، خفضت «أوبك» ووكالة الطاقة الدولية توقعاتهما للطلب بسبب تدهور الأوضاع في الاقتصادات النامية. ويشير المنحنى المستقبلي للعقود الآجلة لخام برنت – مؤشر السوق الرئيسي لتوقعات العرض والطلب – حاليا إلى تخمة محتملة حتى منتصف 2019.
وتضع أداة مراقبة «أوبك» التابعة لمجموعة «سي.ام.إي» التي تستخدم نشاط سوق الخيارات لتوقع قرار «أوبك» المرُجَح، احتمالا نسبته 70 في المئة لخفض صغير لإنتاج المنظمة، واحتمالا نسبته 30 في المئة لخفض محدود للإنتاج أو عدم خفضه على الإطلاق.
وترجع هذه الضبابية إاى عوامل من بينها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي زاد قراره بعدم معاقبة السعوديين على مقتل الصحافي جمال خاشقجي من احتمال أن تكون المملكة أقل ميلا لمعارضة ترامب عبر خفض الإنتاج بشكل كبير.
وقال محللون لدى «كابيتال إيكونوميكس» في مذكرة «دعم الرئيس ترامب الضمني لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في أعقاب اغتيال خاشقجي يبدو أنه أمده بورقة ضغط مهمة على القيادة السعودية».


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/11/30



كتابة تعليق لموضوع : مستثمرو النفط ما زالوا قلقين ويترقبون قرار «أوبك» بشأن الإمدادات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net