صفحة الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري

كيف اكتسبت التوراة شرعيتها؟ 
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 التوراة ، اقدم الكتب السماوية الموجودة بشكل كامل ويشمل على (1458) صفحة من القطع المتوسط تزيد صفحاته او تقل حسب نوع الورق المطبوع عليه. هذه التوراة فُقدت إثناء دمار الهيكل الذي كانت فيه . فكما نعلم أن الطباعة كانت معدومة والورق كذلك كان عزيزا ومن هنا كانت اعداد نسخ التوراة لا تتجاوز العشر نسخ موزعة على الهياكل الموجودة احترقت كلها مع ما فيها ثم سيق بقية من نجا من اليهود إلى بابل اسرى.

بعد اكثر من سبعين سنة ــ طبعا هي مدة كافية لخلق توراة جديدة من الذاكرة بدلا من الضائعة والاقتباس من آثار الامم الأدبية واساطيرها ـــ بعد اكثر من سبعين سنة أعلن حلقيا الكاهن أنه عثر على التوراة المفقودة بعد رجوعهم من السبي بسبعين عاما حيث وجدها مطمورة بين الفضة.

النص يقول : (وفي السنة الثامنة عشر للملك يوشيا أمر شافان بن أصليا ان يذهب للكاهن حلقيا لكي يحسب الفضة التي جمعوها من الشعب لترميم البيت ، واثناء قيام حلقيا الكاهن بحساب الفضة عثر على التوراة ــ سفر الشريعة ــ مطمورة بين الفضة فاخبروا الملك يوشيّا بذلك فشق ملابسه فرحا بذلك ولكنه شك فيهم فأمرهم أن يأخذوا التوراة إلى ـ خُلدة ــ امرأة حارس ثياب الملك لكي تتأكد منها وبعد أن قرأتها قالت لهم : هكذا قال الرب).(1) فبشهادة خلدة زوجة حارس ثياب الملك اصبحت التوراة شرعية وأنها كتاب الرب المقدس.

ولكن المشكلة التي وقعوا فيها أن أكوام الفضة التي عثروا على التوراة فيها كما يزعمون لم تكن قديمة بل هي مما جمعه الجباة من الناس ، فمن الذي دس هذا الكتاب فيها؟
ولكن من الشائع أن عزرا الكاهن الأعظم ــ عزير ــ هو من كتب الشريعة من الذاكرة أيضا عندما كان في بابل وهذا ما تذكره التوراة حيث تقول : (عزرا هذا من بابل، وهو كاتب ماهر في شريعة موسى كاتب شريعة إله السماء الكامل). (2) ونظرا لأنه اعاد كتابة الشريعة ومن اجل اضفاء القدسية على ما قام به اعطوه وسام شرف فاطلقوا عليه ــ ابن الله ــ وهو الذي أشار له القرآن قائلا : (وقالت اليهود عزيرٌ ابن الله).(3)

المصادر : 
1- سفر الملوك الثاني الاصحاح 22: 3 ــ 15.
2- سفر عزرا 7: 6 ــ 12.
3- سورة التوبة : 30.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


إيزابيل بنيامين ماما اشوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/11/30



كتابة تعليق لموضوع : كيف اكتسبت التوراة شرعيتها؟ 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 3)


• (1) - كتب : محمد مصطفى كيال ، في 2018/12/04 .

نعم سيدتي
هندما يبحث الانسان عن الله في المعبد يصطاده التجار لمسخه
عند الانتهاء منه يرمى على قارعة الطريق صائح التجار "الذي يليه"
خي رسالة السيد المسيح عليه السلام..

• (2) - كتب : إيزابيل بنيامين ماما ، في 2018/12/01 .

تلك العبثيات هي التي تصوغ ثقافة أمم وترسم لها طريقة التعامل مع الشعوب الأخرى من غير دينها ، ولذلك ترى الفوضى وانعدام الثقة والقسوة البالغة هي نتاج تلك الامم التي يؤمن بهذه العبثيات . المشكلة ان الأديان بدأت ترمي ابنائها خارجها بسبب الفراغ الذي يعيشهُ الناس والجهل المدروس بعناية الموجه ضدهم ، حتى اصبح العلم في تقدمه لعنة على الناس ، كلما تقدم العلم كلما زادت آلام الناس ومشاكلهم ، والدين لا يُقدم حلولا بسبب قساوة الدعاية ضده حتى بات العبثيون يستخدمون كل ما ينتجه العلم لزيادة الضغط على الدين لكي يخرج الناس منه إلى لا شيء ، ومن ثم يتم اصطيادهم وتجنيدهم لتنفيذ كل ما من شأنه ان يُزيد معاناة الناس . الفقر والجهل هو اهم انتاج تلك الديانات العبثية. حتى اصبحت المؤسسات الدينية هي مصدر الشر لتبرير كل اعمال الشيطان .
بابا روما الممثل للكاثوليكية في العالم يرسل احزمة إلى المحاربين مكتوب عليها (الله معنا).
الانجيليين الامريكيين يقول كاهنهم الاعظم : المناطق الفقيرة مصدرنا لتأسيس جيوش الموت .
الارثوذكس :الجهل سلاح خطير للقضاء على عدوك .
الاسلام المتطرف او ما يُعرف الوهابي اهم اداة لاشغال المسلمين عن الصهاينة .
والقادم اسوأ
مصطفى كيال

• (3) - كتب : محمد مصطفى كيال ، في 2018/11/30 .

السلام عليكِ
من امن بالله خالث السماوات والارض؛ من امن بعدل الله وسننه في الخلق؛ حتما سيكفر بتلك العبثيات على انها الطريق





حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net