قصيدة الشاعر السوري حسن بعيتي في مهرجان الصادقين (ع) الشعري الخامس

قطـْفاً من الغيب
 
نوراً شهدناكَ لمّـا شاءك اللهُ
يا مُطلِـعاً ألفَ فجرٍ منْ سجاياهُ
 
يا مُفردَ الحُسن لا نـِدٌّ و لا شبـَـهٌ

و دونكَ الخلق أندادٌ و أشباهُ
 
يا مَوعداً في ضمير الدهر أنجزهُ
فكانَ أكرمَ ما جادتْ عطايــــاهُ
 
فجرٌ لمكـّة وافى يومَ مولده
و الكونُ في رعشةٍ يهتزُّ  جَنباهُ
 
حتى تفتّح بدرٌ من كمائمِـــهِ
و فاض بحرُ ضياءٍ منْ مُحيّاهُ
 الأربعون , كرومُ الغيب ناضجةٌ
تُطيلُ فيها خشوعَ الفِكر عيناهُ
 
كنقطة النور إذ في الغار مُنفرداً
يشعُّ قلبٌ كـــلامُ الوحي يغشاهُ
 
لطيفُ سِرٍّ من الرّحمن تشربُهُ
نفسٌ تشِفُّ لهُ ما شفَّ معناهُ
 
كأنّها الكأسُ تجلوهُ فيحجُبُها
لطافةً ثُمّ يُعطيها مزايـــــــــــاهُ


تـَرِقُّ للوحيَ جَنـْـياً منْ لطائفهِ
رشفَ الوليد و قطـْفاً منْ خباياهُ
 
آيات حقٍّ إذا تُلقى على جبَلٍ
لَصدّعتْهُ خُشوعاً حيثُ تلقاهُ
 
و ما مُحمّدُ إلا سرُّ خالقهِ
يُحاولُ الدّهرُ أنْ تُجلى خفاياهُ
 
كأنما الشمسُ خلف الغيم قائلةٌ
إنّ الحجابَ الذي أخفاهُ أبداهُ
و قدْرُهُ ما يشاءُ اللهُ منْ شرفٍ
إذا على خيرِ نفسٍ أنعمَ اللهُ
 
براهُ مكتملاً منْ كلِّ مكرمةٍ
كأنّه كانَ يُعطى ما تمنـّــاهُ
 
كم فلسفوا الشّركَ حتى صار ملتبِساً
لكنّه بعُرى بالتوحيدِ عَـــرّاهُ
 
و راودوه عن الإسلامِ فانكسروا
بسيفِ عزمٍ صليلُ البرقِ حَدّاهُ

و مَن يكنْ منْ قفير النور معدنُهُ
تصاغرَ المُلكُ في عينَيهِ و الجاهُ
 
و كيفَ يختارُ دنيا لا بقاءَ لها
مَنْ خصّه بسنامِ العزّ مَولاهُ
 
أمدّه اللهُ جيشاً منْ عنايته
فكيف لا تملأ الدنيا سراياهُ
 
أوهى البيوت حمتـْـهُ من مكائدهم
و عُشُّ ساجعةٍ بالباب ترعــــاهُ
 
و سارَ في الأرض نوراً حيثما نظرتْ
عيناهُ أو أغدقتْ بالخير كفـّــــــاهُ

 
و لو تمثـّلَ أهل الأرض رحمته
لعَمَّهمْ من نعيم العيش أصفاه
 
و جاء بالحبِّ ديناً حين ألزمهُ
أنْ لا يكونَ عليهم فيهِ إكراهُ
 
و كان ميزانَ عدلٍ رأيُ حكمته
إذا طغى ظالمٌ في الناس أمضاهُ
 
فلا تنعّمَ ذو جورٍ بباطله
و لا تردّد ذو حقٍّ بشكواهُ
 
و الظلمُ ظـُلمةُ قلبٍ خاب حاملـُـهُ
فإن أفاء لنور العدلِ أحياهُ
 
****
 
للصادقـَـينِ و قلبي بين نورهما
مُقسَّمُ الشوقِ ليتَ الشوقَ أفناهُ
 
أتيتُ يرفعُني شعري إلى شرفٍ
بأنَّ نورَ أبي الزهراءِ مغزاهُ
 
مُحمّدٍ خيرُ مَن تترى مدائحه
و سيّدُ الخلقِ لا تخفى سجاياه

 
و قُربُه أنهُ أدنى لمرحمةٍ
و بُعدُهُ أنَّ قُربَ العرشِ سُكناهُ
 
عباءة الصـُّبح بعضٌ من شمائلِه
و طلعةُ الشمس برقٌ منْ عطاياه
 
و عجزُنا عن بلوغ الوصف أبلغـُـهُ
و عجزُنا عن بهيِّ الحُسن أغلاهُ
 
و كلُّ شخصٍ كما سمّاه والدُه
و حَسْبُ أحمدَ أنَّ اللهَ سمَّــــاهُ


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/12/01



كتابة تعليق لموضوع : قصيدة الشاعر السوري حسن بعيتي في مهرجان الصادقين (ع) الشعري الخامس
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net