صفحة الكاتب : رضوان ناصر العسكري

أمانة العاصمة والهدر اليومي.
رضوان ناصر العسكري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يفتقر العراق للتخطيط او حساب للجدوى الاقتصادية، مما جعله يفقد يومياً مليارات الدنانير، لعدم وجود رؤيا صائبة في إدارة مؤسساته الحكومية، وهذا احد اهم اسباب تزايد البطالة بين أفراده.

نتحدث فقط عن العاصمة بغداد، فإن أمانة بغداد ترفع يومياً قرابة الثمانية آلاف طن من النفايات، نصفها او اقل مواد عضوية, وما تبقى مواد معدنية وزجاجية وورقية وبلاستيكية وغيرها من المواد الاخرى.

تنفق الأمانة على ذلك قرابة (٧٠٠) الف دولار يومياً، موزعة ما بين اجور عمال, وسواق آليات، ووقود وصيانة واستهلاك وغيرها، ثم تقوم بدفن تلك النفايات في مطامير غير صحية، لتصبح احد الملوثات البيئية، لما تحمله من روائح كريهة وغازات ناتجة عن تفاعل المواد العضوية، بالإضافة الى حرق جزء كبير منها، ليكون الدخان الناتج ملوث آخر للبيئة.

بحسابات بسيطة لو استثمرت الأمانة تلك النفايات، استثماراً بسيطة لا يحتاج الى أموال طائلة، وقامت بعزل تلك المواد حسب أنواعها، وقامت ببيعها لجمعت يومياً قرابة المليون دولار، حتى لو انفقت نصفه على عمال مستأجرين، او تنفقه على المواطنين بصورة مباشرة من خلال عزلها يدوياً في البيوت، لتقوم بشرائها منهم بمبالغ معينة، حينها يكون مصدر رزق لكثير من العوائل بالذّات الفقيرة منها.

اما النصف الآخر يمكن للأمانة ان تستثمره في مشاريع عديدة، كتعبيد الطرق وإصلاح الجسور وغيرها من المشاريع التي تحتاجها العاصمة بغداد، او تعيين فيه اكثر من (١٢٠٠) موظف بأجر شهري قدره خمسمائة الف دينار، هذا فقط في العاصمة بغداد، ناهيك عن باقي المحافظات الاخرى.

اغلب دوائر ومؤسسات الدولة تعتمد اعتماداً كلياً على الميزانية المالية السنوية، ولا تقوم بالتخطيط الصحيح لإستحداث مشاريع جديدة تكون رافداً مالياً لها، وحافزاً مهماً لموظفيها، في حال توزيع جزء بسيط من الواردات على موظفيها وعمالها.

السبب الرئيسي في ذلك هو المحاصصة، التي مازالت الاحزاب السياسية تتقاتل عليها، مما خلق نوع من عدم الاهتمام الفعلي من قبل مدراء ورؤساء الدوائر والمؤسسات الحكومية بدوائرهم ومؤسساتهم، لأن الأغلب منصبه مرهون بفترة عمر البرلمان، لأنهم يستبدلون مع كل دورة برلمانية جديدة، كون المنصب مرهون بالحزب الذي سيتولى الوزارة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رضوان ناصر العسكري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/12/11



كتابة تعليق لموضوع : أمانة العاصمة والهدر اليومي.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net