الكاتب العراقي علي الفواز: لا يملك المثقف العربي الأدوات لمواجهة الرعب الذي يحيطه

عاني العراق والمنطقة العربية حالة غير مسبوقة من التوترات والانقسامات الداخلية، إضافة إلى بروز مصطلح الهوية كمفهوم انتمائي للفرد داخل المجتمعات العربية في وقتنا الراهن، مع غياب كامل لمنظومة النقد والنقد الذاتي والقدرة على السؤال والتفكير الحر خارج مؤسسات السلطة والدين وأعراف المجتمع. العرب ومنذ تأسيس دولهم بعد الاستعمار مازالت جماعات تابعة اقتصاديا وثقافيا وسياسيا لأمريكا والقوى العظمى. ما هي الجذور التاريخية والنفسية لأزمة الفكر العربي؟ وما سبب ارتداد العرب ونكوصهم إلى الماضي بعد صراع الأقطاب في الحرب الباردة وغياب المركزيات الكبرى؟ حول مفاهيم /الهوية /صدام الحضارات / العقل العربي وتاريخ الثقافة العربية كان لنا لقاء مع الكاتب العراقي علي حسن الفواز، مؤسس منبر العقل في اتحاد الكتاب والأدباء في العراق، وله عدد من المؤلفات الفكرية والأدبية نذكر منها: «فانتازيا الدولة»، «إشكالات الدولة الوطنية من التاريخ إلى نسق الحداثة» ـ «أسئلة في الثقافة العراقية مقاربة في نقد الدولة والمدينة والجماعة».

أزمة الهوية التي يعانيها العراق والوطن العربي في الوقت الراهن، هي الهوية الفرعية التي تستمد وجودها من المقدس التاريخي، وتحتكر الحقيقة وتلغي الآخر المختلف.. برأيك هل هذه الهويات هي نتاج اجتماعي وسياسي؟ أم نتيجة تراكمات تاريخية وصراعات شهدتها المنطقة؟ وما هو دور القوى العظمى في تعزيز هذا الصراع في الشرق الأوسط؟
□ لا يوجد مفهوم تداولي للهوية العراقية بالمعنى الدقيق لذلك، إنها تسمية لها علاقة بالجغرافيا والتاريخ، والايديولوجيا، وبالمُقدّس ذي المرجعيات الأنثروبولوجية، حيث توضع هذه (الهوية) في سياق التعبير عن الجماعات وعن السمات العصابية، واللهجات، والعادات، والأزياء والتخيّلات الدينية والشعبوية.. التراكم التاريخي أفسد الذاكرة، وغمرها بالميثولوجيات التي أسهمت في صناعة الأيقونات، والطقوس التطهيرية، وصولا إلى العصبويات القومية والطائفية، تلك التي ظلت تصطنع لها (هويات قاتلة أو مقتولة) أو مجالات سرية ورمزية للتعبير عن الاحتجاج، أو الإحساس بالمظلومية، ورغم الطابع الجمعوي لهذه العصوبيات، فإنها لم تتشكّل بوصفها الهووي، بقدر ما كانت تخضع إلى تمثيلات ثقافوية ذات منحى باطني غنوصي، طقوسي تختزن نوعا من الرفض للسلطة والجماعة المهيمنة، التي تملك بالمقابل سردياتها المضادة، الرافضة لأي تشكيل هووي خارج المفهوم العصابي للدولة الأمة.. ففشل هذه الدولة الأمة، في إقامة تمثيل حقوقي وسياسي للجماعات، هو ما جعلها تتحول إلى دولة/ سلطة قامعة، لها مؤسساتها وسجونها، ولها خطابها الإعلامي والسياسي المركزي، وهو ما أسهم في دفع تلك الجماعات إلى تبني سرديات إكراهية معارضة، وإلى التعبير عبر وجودها من خلال تنظيمات جماعوية يغلب عليها الطابع العنفي، الغامر بأوهام المقدس، والأدلجة والعصاب..
الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 هو وجهٌ للآخر، للاحتلال الإنكليزي عام 1914، حيث عمدا إلى اصطناع شكل إيهامي للدولة، ولآلية الحكم، وتداولية السلطة، وما بين الاثنين كانت الدولة العراقية – الملكية والجمهورية- أكثر ضعفا في التماهي مع النموذجين الإنكليزي والأمريكي، فذهبتا إلى تشكيل مؤسسات رسمية وغير رسمية للعنف، تبدت عبر تضخم مؤسسة العسكرة والأدلجة، وهما من أسهم في صناعة مظاهر للصراع الاجتماعي، ومظاهر قامعة للعنف في أحداث 1935 وفي انقلاب 1936 وانقلاب عام 1941 وانقلاب عام 1958 وما تلاها من انقلابات عنفية، عمّقت الجروح النرجسية لـ(الأمة العراقية) عبر مظاهر عصابية للعنف السياسي والأيديولوجي والقومي والطائفي.
■ يرى آرنولد توينبي في نظريته الشهيرة «التحدي والاستجابة» في سياق نظرته للحضارات الإنسانية، إلى أي مدى ينطبق هذا التصوّر على العرب والحضارة الإسلامية؟ وهل تؤمن علميا وعمليا بنتائج هذه النظرية الآن وما تشهده الساحة العربية من أزمات وحروب وارتداد نحو الماضي؟
□ من الصعب تمثيل هذه النظرية في سياق التعاطي مع الواقع العربي والإسلامي الحديث، والذي لم يعد يملك الطابع الحضاري بمعناه التوصيفي القيمي والتاريخي، فنحن نتعاطى مع الحضارة الغربية بوصفها واقعة نتأثّر بها، ونتفاعل مع معطياتها وكشوفاتها وأطروحاتها، وربما نخضع لاستجاباتها.. نظرية توينبي لها مرجعياتها، ونظرتها لـ(الحضارة العربية الإسلامية) في سياقها التاريخي المندثر، وليس في سياق ما تعيشه اليوم من تشظيات لا حضور لـ(الفعل الحضاري فيها) وعبر موجودات جماعوية ودولتية، لها ارتباطها المُلتبس مع الآخر الغربي، وهو ما يثير الشكوك حول طرائق تمثيلها للتحولات التي نعيشها في الواقع العربي.. مشكلة الواقع العربي الآن لا علاقة لها بالحضارة القديمة التي أنشأها المسلمون عبر رسالتهم الدينية، وعبر(دولتهم التي امتدت شرقا وغربا) والتي يضعها توينبي في سياق تاريخي مهم وفاعل، بقدر ما أن المشكلة تكمن في خضوع العرب والمسلمون في الشرق إلى احتلالات معقدة، وإلى عمليات غزو وإبادة ممنهجة بدأت مع غزوات هولاكو وتيمورلنك، وإلى سقوط الأندلس، وليس انتهاء بالاحتلالات الاستعمارية التي بدأت في نهاية القرن التاسع عشر، وإلى يومنا هذا.
هذه الاحتلالات العسكرية والتبشيرية واللغوية قادت إلى سلسلة طويلة من الاغترابات الوجودية، وإلى صناعة مظاهر هشة لـ(حركات إصلاحية، وحركات للتمدن، ولحريات الصحافة، ونشوء الأحزاب) التي لم تستطع أن تنتظم في مؤسسات، وإلى أن تتحول إلى قوى فاعلة ثقافيا وحقوقيا ونقابيا بمواجهة القوى الصيانية ذات الأصول الغائرة في اللاوعي الجمعي.
السلطة العربية ما بعد الانهيار التاريخي لـ(الحضارة الإسلامية) لا ذاكرة نقدية لها، ولا تملك سوى تقبّل الصدمات- سلبا أو إيجابا- بدءا من أحداث الحروب الصليبية، وغزو نابليون، ونشوء دولة محمد علي باشا، وانتهاء بالأشكال التقليدية للتنوير والإصلاح التي جاءت مع الاستعمار الحديث في بدايات القرن العشرين.
ما يحدث اليوم في واقعنا، حتى بعد أحداث الربيع العربي الذي سماه أدونيس بأنه (كان استئنافا لما يجب الخلاص منه) كشف عن اغتراب أكثر تعقيدا، فبعد فشل الدولة القديمة في إحداث التغيّر الحقيقي في التنمية والديمقراطية والحقوق، جعلها تتحول إلى جهاز للقمع وللتمركز حول لوغوس العصاب، أو ميتافيزيق التاريخ والجماعة، وهذا التمثيل له دوره في تكريس ظاهرة الاستبداد والعنف واتساع مظاهر العطب الاجتماعي والفشل التنموي، وما حدث عام 2011 في أغلب البلدان العربية هو تمرد ملتبس على إطارية هذه الدولة، لنجد أنفسنا أمام واقع متشظٍ، بات فيه الخطاب الجماعوي العنفي أكثر تعبيرا عن نفسه، وعن أدواته وتداولية مفاهيمه، لاسيما بعد الظهور الغرائبي لـ«القاعدة» و«داعش» واحتلالهما لأراضٍ واسعة من البلاد العربية، وتضخم الترويج لخطاب الأمة الغائبة بوصفها خطابا للخلاص.

 بعد نظرية نهاية التاريخ لفرانسيس فوكوياما طرح صموئيل هنتنغتون نظرية صدام الحضارات، وأن العالم لا يمكن أن يعيش بأمن وسلام بعد الحرب الباردة، لماذا كان تحذير هنتنغتون من الحضارة الإسلامية دون غيرها بوصفها خطرا يهدد أمريكا والهوية الأوروبية ؟
□ بقدر ما أن فوكوياما أعادنا إلى أطروحات نيتشوية حول الإنسان الأخير، وحول بطولة العقل الرأسمالي وسلطته التي أجهضت الحلم الاشتراكي، وأبطلت مفعول الشيوعيات الثقافية والسياسية والجغرافية، فإنّ هنتنغتون وضعنا أمام خيارات وتوصيفات أكثر بشاعة لمفهوم الحضارة، عبر توريطها في صراعات، أو صدامات افتراضية لا تماثل بين قواها، وهو في الجوهر تكريس للفكرة الفوكويامية ذاتها، التي تتجوهر حول سيطرة الأيديولوجيا الغربية بعد انتهاء الحرب الباردة، وهي أطروحات تغيب عنها العلمية، والإنسانوية، فنحن، وبقدر نقدنا لأطروحة (الحضارة) التاريخية، ولأدوات استعادتها بطرق متخلفة وعنفية، فإن فهم هنتنغتون يقوم على مخاتلة أيديولوجية تستبطن الكراهية، والعزل، وحتى تغييب قيم النقد والمهنية التي نسعى إلى تكرسيها في حوارنا مع الآخر، وعلى وفق مقاربة هنتنغتون لمفهوم الآخر في لبوسه الاستعمارية، الاستشراقية، وليس في سياق الغرب الإنساني، أو الغرب النقدي. فأي تحليل لأطروحاته سنجد تجليات خطابية واضحة لتلك المخاتلة، وللصورة الاستشراقية التي وضعها حول الإسلام، وهي أطروحات تتطلب وعيا خلافيا، ومعالجة لحمولاته الدلالية، فهو رسم في كتابه العتيد «صدام الحضارات» وجها واحدا وقبيحا للإسلام والمسلمين، الذي يقوم على تأجيج قيم التعصب والكراهية ومعاداة الآخر، فضلا عن مقاربته للتقاطع ما بين الإسلام والحداثة، وهي مقاربة تأخذنا بجريرة التوهم والتضليل، والتعويم، بعيدا عن وعي الإسلام وقيمه الإيمانية والرسالية، وبين الممارسة التاريخية، التي تنوعت بين صراعات وتعنيفات وثقافات، وصولا إلى صورتها المعاصرة والقائمة على تقديس العنف، وعلى إرهاب الآخر المختلف، بما فيه الآخر الإسلاموي والعقائدي.
■ يرى محمد عابد الجابري في كتابه «تكوين العقل العربي» أن تاريخ الثقافة العربية هو تاريخ اختلاف في الرأي، وليس تاريخ بناء الرأي، هل تعتقد أن العقل العربي ما زال أسيرا ً للنص والموروثات حتى هذه اللحظة؟ وهل يمكن إعادة كتاب تاريخ جديد للثقافة العربية على يد أجيال قادمة؟
□ أطروحات الجابري ظلت تثير جدلا حول منهجيتها الإشكالية، فهو يصنّف العقل العربي على أساس تمثلاته البيانية والعرفانية والبرهانية، لكنه ينحاز إلى نوع التهويمات التي تفترض الاختلاف والقطيعة في النظر إلى لحظات تاريخية معينة، حيث وضع أحكامه قسريا في التوصيف، وهو ما يتطلب جدّة في تعالق مفهوم النقد مع لحظته الموجبة، لاسيما في توصيفه لعقلانية المعتزلة، والنظر إلى دورهم في السياسية، وفي أن يكونوا جزءا من محنة ابن حنبل، وهذا خلط تاريخي بين النظر إلى المراحل التأسيسية لمفهوم الاعتزال بوصفه الكلامي، وما هو سياسي وأيديولوجي وحتى طائفي. نحن أسرى التاريخ، ونظرتنا للنصوص وللموروث تتململ كثيرا عن عتبات ها التاريخ، الذي يشتبك مع مفاهيم تداولية للسلطة والقوة، والشريعة، وأنّ المقاربة النقدية لتوظيف ما هو برهاني في مواجهة ما هو بياني وعرفاني تتطلب إرادة متعالية، مثلما تتطلب حفرا عميقا في تداولية تلك المفاهيم، وإذا كان الجابري قد استعان كثيرا بحفريات فوكو، فإنه كان انتقائيا في مقارباته لها، وفي المجالات التي أخضعها للحفر، وهذا الأمر يخص أيضا محمد أركون وغيره من رواد العقلنة النقدية.
المواجهة مع التاريخ ليست مواجهة مع إكراهات وعصبويات عائمة، بقدر ما هي مواجهة مع مؤسسات تُسهم في تكريس تلك العصوبيات في التداول، على مستوى التعليم، وتداولية الخطاب الديني، والنظرة إلى الفقهيات الخلافية، وهذه أمور تفترض وضع العقل أمام فاعلية مفتوحة للنقد، نقد الاغتراب الاصطلاحي فيها، والتداول المفهومي لها، وباتجاه أن تكون فكرة القطيعة الأبستمولوجية علامة على سلسلة من القطائع مع جملة من السرديات والتمركزات الكبرى التي صنعت لنا لوغوسات مقدسة، ويقينات ثقافية لا تقبل الشك، وفهما يتعالى على الأفهومات الأخرى بسبب علاقتها الملتبسة بالسلطة والفقه وبالجماعة.
نقد الدولة، ونقد المؤسسة، ونقد الأيديولوجيا، وحتى نقد التاريخ هي الآفاق التي من شأنها أن تكوّن القوة التعويضية لمواجهة مظاهر فقدان الدولة الأمة وجودها وضرورتها، ومواجهة تغوّل الجماعات العنفية، التي أسهم العقل البياني والعرفاني في صعودها، وأحسب أن ظاهرة «داعش» هي ظاهرة بيانية وعرفانية، وليست غنوصية، كما وصف الجابري أسماء لها حضورها النقدي والكلامي والفلسفي في تاريخنا المشرقي ومنهم ابن سينا والفارابي وغيرهما.

 ما هي الأدوات المعرفية والثقافية التي يملكها المثقف العربي والتي تؤسس للعرب مشروعا خاصا ذا هوية مستقلة بعيدا عن الاستهلاك المفرط لماكينة الثقافة الغربية ولقشور الحداثة؟
□ للأسف لا يملك المثقف العربي أدوات فائقة لمواجهة الرعب الذي يحيطه، وأحسب أن الوعي بالذات، وبممارسة هذا الوعي في حدود مسؤولية الوجود هو الخيار العاقل جدا، إزاء أخطار تتضخم في ثقافاتنا المحلية/ الوطنية، وفي تضخم صورة الآخر عبر صورته العولمية أو الاستعمارية. الحديث عن الاستقلال وعن نقد الاستهلاك بأدوات عمومية ونظرية سيكون حديثا فيه كثير من السفسطة والاستعراضية، فضلا عن كونه غير فاعل، وغير واقعي، وربما الرهان على أنسنة الممارسة الثقافية النقدية، هي الأكثر جدوى، من خلال تنشيط العمل المدني، والانخراط في مؤسساته، وحتى في إمكانية العودة إلى بعض أطروحات غرامشي حول مفاهيم الكتلة التاريخية، والمثقف العضوي، بوصف أن هذا المثقف (الواقعي أو الافتراضي) هو قوة قابلة للانوجاد في ظل ظروف تاريخية وسياسية، لها قواها المتحولة، التي يمكنها أن تملك بعض شروط التعاطي مع المستقبل، وعبر خطوات قابلة للتواصل، وأدوات قابلة للاستعمال.
الحديث عن (المثقف الاستعراضي) لم يعد له وجود حقيقي، والحديث عن المثقف الأيديولوجي والطائفي- رغم تضخم ظاهرتيهما- في ظل ظروف هيمنة المركزيات والعصوبات الجماعية، سيكون رهانا على الرثاثة، وعلى الوهم ذاته، فهذه الأنماط الثقافية ستجد نفسها مسكونة بالاغتراب في عالم مُنهَك الوجود، وقابل للتغيير والتحوّل، ولنفض كل أوهام الأنثروبولوجيات التي تركتها لنا السلطة والجماعة واللغة والتاريخ..
■ هل تفضل أن تبقى الشعوب العربية مستعبدة وتابعة لقوى عظمى سياسيا وثقافيا، لكن الإنسان فيها مرفه اقتصاديا يتمتع بحقوق المواطنة وحرية التعبير في بلده؟ أم تفضل شعار المقاومة والنضال من أجل استرداد الحقوق المسلوبة حتى لو كان هذا على حساب الإنسان والدولة؟
□ الرهان على الخارج هو رهان على الفراغ، والاتكاء على جدار الآخر سيكون اتكاءً على الوهم، فتاريخ العلاقة مع الآخر الاستعماري والتبشيري والاستشراقي علاقة غير مُشرِّفة، وفاقدة لإنسانيتها، والحديث عن الرفاهية لا يعني بالضرورة الحديث عن المواطنة، ولا عن (الحكومة الإنسانية) فحتى تُحقق القوى الكبرى هيمنتها الكبرى على الثروات وعلى الفضاء الاستراتيجي، فإنها تختار وتؤيد وجود سلطة تمثل تلك الهيمنة ومصالحها، وتفرض كثيرا من القيود على الناس، بما فيها القيود على الحريات والحقوق وعلى مجالات التعبير العام، والتصريح والتظاهر، وكلّها حقوق مدنية ترتبط بدولة الرفاهية المُفترضة.
■ هل لديك رؤية استشرافية للمستقبل؟ هل بإمكانك تصور العالم والشرق الأوسط بعد مئة عام من الآن؟
□ رغم كلّ الإحباط والفشل الذي نعيشه كأفراد وجماعات، والتشوه الذي تعاني منه دول (ما بعد الربيع العربي) فإننا نظلّ (محكومين بالأمل) ليس عبر صناعة الخوارق، أو في اصطناع الثورات الطارئة والطاردة، بل بالعمل على ممارسة الوعي، وتوسيع مديات الحوار والنقد العقلاني، والسعي إلى الدخول إلى (العالمية) بشروط إنسانية، ومهنـــية، بعـــيدا عن ذاكـــرة الأدلجـــة، وهيغيلة (الوعـــي الشقي) أو حتى بعيدا عن المركزيات الكبرى والأدلجات الكبرى.
محنة الشرق الأوسط هي محنة العقل السياسي، لأنه شرق يقع على قوس الجحيم، بما فيه الجحيم الإسرائيلي، وجحيم النفط والممرات الكبرى، وأحسب أن عدم الوعي بثقافوية هذا الجحيم سيجعلنا نعيد إنتاج الحروب والأزمات والضحايا دائما.. الحل في الأنسنة، وفي العقلنة، وفي العمل الجاد على تأهيل مشروع الدولة والمؤسسة، ووفق شروط المستقبل، وفي تحويل ذلك الجحيم إلى طاقة فاعلة للتنميات البنائية والبشرية والوضعانية، بعيدا عن لعبة التابع والحائط وأوهام الصدام الحضاري والإنسان الأخير.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/12/12



كتابة تعليق لموضوع : الكاتب العراقي علي الفواز: لا يملك المثقف العربي الأدوات لمواجهة الرعب الذي يحيطه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net