ماذا يعني رفع صورة المقبور صدام في جامعة الانبار؟
محمود المفرجي الحسيني

الهب فلم مصور نشر على منصات التواصل الاجتماعي، ظهر فيه مجموعة من طلبة جامعة الانبار وهم يحتفلون حاملين صورة المقبور صدام ، وعلى وقع موسيقى اغانيه التي كان يستخدمها بحروبه ومغامراته.

هذا الفلم المصور شكل حالة صادمة لدى العراقيين، الذين عبروا خلال تغريداتهم وتعليقاتهم عليه عن انزعاجهم الشديد ، وصدمتهم بان يكون هناك جملة من العراقيين يتصرفون هذا التصرف في وقت خرج به العراق توا من معارك طاحنة مع عصابات داعش الارهابية المدعومة من حزب البعث المنحل الذي كان يرأسه المجرم صدام حسين.

ورغم ان جامعة الانبار اصدرت بيانا ، الاثنين، بشأن رفع صورة رئيس النظام السابق المقبور صدام حسين باحدى كلياتها، مؤكدة اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة بحق الطلبة والملاك المشرف على اقامة الحفل، الا ان هذا البيان لم يخفف من وطأة وقع الحادثة.

وقالت الجامعة في البيان ، إن "بعض مواقع التواصل الاجتماعي تناقلت مقطع فيديو قصير من داخل احدى الحدائق الجانبية التابعة لواحدة من كليات جامعة الانبار خلال احتفال الطلبة بحفل تاسيس الجامعة يتضمن رفع صورة رُسمت واعدت مسبقاً (قبل الحفل) وفق طريقة حديثة للرسم حيث لا تظهر الصورة الا بعد معاملتها بمادة معينة".

وأضافت الجامعة أن "القائمين على الامن بادروا مباشرة بانزال الصورة واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة بحق الطلبة والملاك المشرف على اقامة الحفل وتفاصيله وعلى الفور تم احالة الرسام (وهو من خارج الجامعة) الى الجهات المعنية لاتخاذ السياقات الرسمية مجراها وفقا للقوانين النافذة"، موضحاً أن "الجامعة ستتخذ كافة الاجراءات الانضباطية بحق المسؤولين عن هذا السلوك الذي يمثل ترويجا لا اخلاقيا لفكرٍ اجرامي كان سببا في خراب البلد وجره الى اتون الحروب والماسي التي دفع العراق ثمنها قوافلا من الشهداء والضحايا فضلا عن الدمار الذي اصاب البنى التحتية للعراق".

ولفتت الجامعة في بيانها الى أنها "اذ تستنكر هذا الفعل الجبان الذي لا ينم الا عن تصرفات فردية لا مسؤولة لا تعكس رأي الجامعة ولا الوسط المجتمعي الذي توجد فيه ، فانها تؤكد على التعامل بحزم مع هذه السلوكيات المنحرفة والشاذة".

الا ان هذا البيان لم يشفع لرئاسة الجامعة، التي لا يمكن لها ان تخلو مسؤوليتها من هذا الحدث الصادم، وهذا ما اكد النائب عن كتلة بدر النيابية ، مهدي تقي آمرلي ، الذي عدّ قيام "مجموعة من الملوثين بفكر داعش والبعث بحمل صورة للطاغية المقبور في أروقة كلية الزراعة بجامعة الانبار.

وقال آمرلي في بيان ، أنه :" كان الاولى برفع صور الشهداء من ابناء الانبار وباقي المحافظات بدلا من مجرمين اذاقو العراق ويل الحروب والدمار، مستنكرا "هذا العمل الإجرامي ونشيد برئيس الوزراء ووزير التعليم بمحاسبة رئيس جامعة الانبار وقوات الامن المكلفة بحماية الجامعة والطلبة الذين قاموا بهذا العمل غير المقبول، مؤكداً بالقول "اننا رهن إشارة بلدنا العزيز لمحاسبة ممن كانوا سببا في اراقة دم أبنائنا ومن يقف معهم".

من جهتها اوضحت الاعلامية زينب الياسري في تغريدة لها على منصات التواصل الاجتماعي، ان "هتلر بكل جيوشه وحزبه النازي الذي احتل به كل اوربا في اواسط القرن الماضي، اصبح اليوم محظورا ويمنع رفع صورة له او راية تمثل حزبه النازي ، لدرجة ان من يلقي تحية هتلر المشهورة حتى لو كان مازحا فإنه يحكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات ".

وعدت الياسري، ان "هذا الفلم يعبر عن فشل في القدرة على حظر حزب البعث المقبور ، متسائلة "اين الحكومة من هذه الحادثة، وهل من المعقول ان ترفع صور المقبور صدام في جامعة رسمية ".

وطالبت الياسري بـ "إنزال القصاص بكل من روج للبعث المحظور بهذه الجامعة".

الى ذلك وجه الاعلامي حيدر الموسوي خطابه الى طلاب الجامعة، قائلا ، ان "أغلبكم صغار السن ولا تعرفوا اي شيء عن الحقبة السابقة بحساب عمركم الحالي ، سوى ذكريات ، مشيرا الى ، ان "ممارسة رفع صورة صدام يحاسب عليها القانون والدستور ".

واضاف، انكم "عاصرتم ظروف مريرة تمثلت باحتلال عصابات داعش الاجرامية لمناطقكم، وكانت النتيجة انكم خسرتم كل شيء جراء ممارسات داعش ، مبينا ، ان "من هب لنصرتكم هم اولاد ضحايا الذي رفعتم صورته ورقصتم له، فهل هذا جزاء الدماء والتي سالت في ارضكم دفاعا عنكم".

ونصح الموسوي ، ان "تحاولوا مع اخوانكم الاخرين في البلاد تجاوز عقدة الماضي والسلطة والتحول نحو انتاج افكار ومشاريع تخدم البلاد بدل الضياع الذي تعيشونه ، فالإموات لن يعودوا للحياة".

في حين رأى الاعلامي عمر عبد اللطيف ، أن "مثل هذه التصرفات باتت تستخدم للاستفزاز ولكي تكون مثار جدل خلال الأيام القادمة، ناصحا الجميع بـ "اهمالها وعدم الترويج لها سواء كنت مع هذا التصرف أو ضده ، على اعتبار ان تجاهله سيسهم باضمحلال هذه الظاهرة وانتهاءها بمرور الزمن".


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمود المفرجي الحسيني

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/12/25



كتابة تعليق لموضوع : ماذا يعني رفع صورة المقبور صدام في جامعة الانبار؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net