صفحة الكاتب : خالد الناهي

زينبيات في زمن الانحراف
خالد الناهي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يافطة كتب عليها " ديمقراطية" فتحت أبواب كثيرة لم نكن نألفها سابقا، نعم فيها إيجابيات، لكن حملت معها كثير من السلبيات، كالانحلال الذي أخذ يقتحم بيوتاتنا، واللامبالاة التي أصبحت عليها بعض أسرنا، فتجد رجل شيبة تمشي بالقرب منه فتاة مراهقة تلبس الجينز، وملابسها ملتصقة على جسدها، وكأنها عارية، او شاب يصور " سناب" مع زوجته وينشره في وسائل التواصل، ليحصل على تفاعل أكثر في صفحته!

وسط هذا الصخب والعري وقلة الحياء، تظهر لنا نماذج كثيرة لنساء، يعكسن لنا العمق الحقيقي للمرأة العراقية الأصيلة، حيث العفة والشرف والغيرة العراقية.

قبل سنوات في إحدى انفجارات البصرة الإرهابية، رفضت امرأة" ست خالدة" ان تغادر السيارة عندما أحست أن النيران أحرقت ثيابها.

تناقلت وسائل الاعلام اليوم خبر الطبيبة" أسيل احمد", انقذت تسعة عشر طفلا من الخدج من الحريق في مستشفى الكاظمية, معرضة بذلك حياتها للخطر, وغير ابهة بالموت الذي كان قريب منها.

الحكمة تقول "أن علمت رجلا، تكون قد علمت شخص واحد، لكن ان علمت امرأة تكون علمت اسرة كاملة"

المجتمعات لا يمكن أن تنهض، إن لم تكن هناك نساء واعيات، يستطعن أن يغرسن المثل الصحيحة وحب الوطن في الأبناء.

ربما أن أحد أسباب تخلف المجتمعات العربية هو عدم معرفة الدور الحقيقي للمرأة، فبين ضاغط عليها بإعتبارها عورة مثلما هو حال السعودية، وبين من يتصور ان العري والاختلاط المفرط يمثل الحرية الحقيقية كما هو حال بعض الدول العربية المتأثرة بالغرب، فقدت المرأة دورها ورضخت لواقع لم تكن هي سبب فيه.

استحدثت وزارة في الحكومة العراقية للمرأة، كما تأسست بعض منظمات المجتمع المدني لرعاية حقوق المرأة، لكن للأسف اتضح حتى المرأة لا تعرف ما هي حقوقها!

هي تعتقد ان حقوقها هي من خلال مساواتها بالرجل من ناحية الوظيفة، او حرية اللبس وغيرها من الأمور التي هي في الواقع مخجلة وبعيدة عن حقوقها.

من جانبه مجتمعنا الذكوري، ينتقد أي سياسي يحاول ان يضع المرأة في مكانها الصحيح من خلال عقد مؤتمرات للمرأة او يحاول رفع شعارات تنصف المرأة العراقية خصوصا والمسلمة عموما.

تفكير الرجل بالمرأة على انها مكان لتفريغ الشحنات الجنسية، يجهض كل محاولة لجعل المرأة العراقية تأخذ مكانها في تنشأة جيل واعي ومحب لوطنه.

لا تصلح امة دون صلاح نسائها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خالد الناهي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/12/30



كتابة تعليق لموضوع : زينبيات في زمن الانحراف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net