صفحة الكاتب : محمد جواد الميالي

مائة عام على أنتهاك السيادة
محمد جواد الميالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أهم ما تحميه كل دولة سيادتها، لأنها  تفرض أحترام مكانتها بين باقي شعوب ودول العالم، حتى أصبحت هي مقياس قوة لكل بلدان العالم.

كل الحروب التي تحدث في العالم منذ الأزل، تعمد بالشأن الأول لكسر هيبة الدولة وأنتهاك سيادتها، لكي تكون مذلولة لا قوة لها لتعيد هيبتها، فتكون كالخاتم بيد الغزاة، ويسهل السيطرة عليها.

لو بحثنا في تاريخ حكم الدولة العراقية،  سنعلم أن سيادة وطننا، قد أضمحلت وكُسر جناحاه في أفق السيادة منذ عام ١٩١٧ مع دخول القوات البريطانية للعراق، لكن الغزاة كانوا أذكياء، لأنهم يعلمون أن من يفرض هيبة الدولة، هم المواطنين، ومن يقتلها هم أيضا، فأتوا  بخونة ذلك الوقت، وبهم نحروا رأس سيادة وطننا وليس الغزاة، وأصبحت مغيبة وبقيت كذلك حتى وقتنا الحالي، ولا يعلم بالضبط أين ومن سفك دماء سيادة وطننا.. فقد ضاعت دماءه بين الخونة!

(لو أردنا أن نحرر سيادة وطننا، علينا أن نضع عشر رصاصات في المسدس، تسعة منها للخونة، وواحدة للعدو) مقولة منقولة، في إحدى الكتب في لندن كتب فيها، أن رئيس الوزراء البريطاني، مر بسيارته بتقاطع يقف فيه شرطي مرور، فأمر الشرطي بأن يفتح له الطريق لأنه رئيس الوزراء، لكن الشرطي قال له، عليك إنتظار أن تكون الإشارة خضراء، وعليك إحترام القانون، عندها قال تشرشل أن بريطانيا ستنتصر بالحرب،  لأن مواطنوها هم من سيفرضون هيبتها) كل هذا يدل، على أن الدور الرئيسي، في حفظ كرامة الدولة وسيادتها، يكمن في أيدي مواطني البلد.

المواطن هو المحور، في كل عناصر الدولة (أرض_شعب_سلطة_سيادة) ولو تمعنا جيدا سنرى..أن أرضنا قد تقطعت لأشلاء، نتيجة أفعالنا المشينة، وآخرها ثلمة الموصل، التي ستبقى نقطة سوداء في تاريخ خونة العراق.

كثير منا يتبع ويقدس رموزا على حساب الوطن، وصرنا نرى وجود تبعية لدول الجوار، وقد أستشرت في عقول البعض.

سلطة الدولة.. ربما ضعفت  لصالح السلاح والمال هما من يتكلمان في كل أركان وزوايا وطننا، والقوة هي التي تحكم وأصوات الرصاص هي الحل!

كل هذا لم يجعل لسيادة وطننا مكان تقف عليه، فأصبح القاصي والداني، يدخل ويخرج في بلدنا، دون أحترام لسيادتها المغيبة أو لقانونها غير المطبق.

غياب الأمن في بلدنا، وسيطرة السلاح فيه، ووجود أيادي خارجية تتحكم ببعض الشخوص، قد يعطي الحق لترامب بأن يدخل ويخرج بسرية تامة، وبدون أن يحدث خدش لمشاعر المسؤولين، لكن لسان حال أصحاب منصات التواصل الإجتماعي في الحكومة "لن يهنأ ترامب وأمريكا بفعلتها، وسيحشش غالبية الشعب على أمريكا، وسيكون حضور قوي  في سخريتنا".

لو أردنا حقاً أن نستعيد هيبة وطننا، علينا أن نعمل على تنمية وإعلاء شأن الوطن، بين نفوس وعقول المواطنين، وأن الهوية العراقية، أهم وأسمى من أي هوية أخرى، فمتى سنعمل على ترسيخ مبدأ الوطن والمواطنة في عقول شعبنا؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد جواد الميالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/01/02



كتابة تعليق لموضوع : مائة عام على أنتهاك السيادة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net