صفحة الكاتب : عماد الاخرس

هل كان ( البو عزيزي ) إسلامياً ؟!
عماد الاخرس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

     ورد في خطاب رئيس وزراء العراق السيد ( نورى المالكي ) خلال مهرجان اليوم الخالد الذي أقيم بمناسبة اكتمال انسحاب القوات الأميركية ما هو تجنى على الحقيقة ومغالطه كبيره .. حيث قال بان " لكل نجاح وثوره سُرّاقاً " وان اغلب الثورات في العالم العربي والإسلامي تبدأ من الشريحة الإسلامية وبقيادة علماء الدين وتنتهي إلى غيرهم !!!!!!!!!!!!
     وأسئلتي له فيما يتعلق بالعراق .. ابدأها .. أين كان الإسلاميون عندما اعتلى المشانق في الأربعينات من القرن المنصرم رجال يهتفون بالوطن الحر وسقوط الاستعمار ؟ أين كانت أحزابهم عندما تشكلت جبهة الاتحاد الوطني السند القوى لثورة 14 تموز وقادتها ؟ هل كان قائد الانقلاب ومؤسس الجمهورية ألعراقيه الزعيم الراحل ( عبد الكريم قاسم ) إسلامياً ؟
     أما عن التغيير الذي حصل عام 2003 فليس هناك فضل لأي من القوى السياسية العراقية فيه وحصل بتدخل مباشر من القوى الأجنبية.
    لقد أكد الإسلاميون إيمانهم بالنهج الميكافيلى في هذا التغيير حيث أعلنوا موافقتهم بالإجماع على إتباع وسيله الاحتلال العسكري الأجنبي لتحقيق غايتهم بإسقاط نظام صدام والكل يعرف النتائج الوخيمة التي ترتبت على ذلك.
     ولا أجد تفسيرا لتوقيت ادعاء السيد ( المالكي ) بقيادة رجال الدين للثورات إلا لكسب ودهم وتعاطفهم بعد أن ازدادت صراعاته السياسية مع الأحزاب والكتل الأخرى وأصبح موقفه حرجا في قيادة الحكومة العراقية.
    خلاصة القول هي إن الإسلاميين في العراق لا دور مباشر وفعال لهم في الثورات السابقة وهم من سرقوا ثمار التغيير الذي جرى عام 2003 !
     أما عن ثورات الربيع العربي فقد قادها الشباب معتمدين على التكنولوجيا التي يُحَرِمُها اغلب الإسلاميين ومنها الانترنيت والفيسبوك والموبايل ولا يخفى على احد بان البعض منهم قد أصدر فتاوى تُحَرِمْ هذه الثورات وتوصى بعدم المشاركة بها وآخرين منهم لازالوا يلعبون دورا فاعلا في إخمادها بعد أن ألبسوها ثوباً طائفياً.
     لقد حرق المواطن الفقير ( البو عزيزي ) نفسه خوفاً من الجوع بعد أن منعه أزلام ( بن على ) من العمل والارتزاق من عربه كان يقتات هو وأسرته عليها .. واعتقد بان العالم اجمع اطلع على سيرته الذاتية التي تؤكد بأنه لم يكن رجل دين ولا إسلامياً !!
     إن الفقر والبطالة هما الدافع الأساسي لهذه الثورات أي إنها ثورات تؤكد بداية الصراع الطبقي في المجتمعات العربية ولا وجود لأي دافع ديني فيها ومن بدأ يُفْسِدُها ويُغير مجراها ويُخمدها هم حشر البعض من رجال الدين أنوفهم فيها.
     لقد شاركت الجماهير الشعبية الغاضبة في هذه  الثورات بمختلف طوائفها ومن قطف ثمارها وسرقها بعد نجاحها واكرر بعد نجاحها هم الإسلاميون بفضل الأموال التي يمتلكونها والمنابر والساحات واستغلال العواطف الدينية وغيرها .
      ولابد من التنبيه بان إطلاق مثل هذه الخطب هو بداية إعلان للدولة الإسلامية العنصرية ونكران لدور الطوائف الدينية الغير إسلاميه في الثورات وخطوه في طريق سحب المواطنة والانتماء من مواطنيها.
     أخيرا أطالب السيد ( المالكي ) بان لا يرتكب مثل هذه المغالطات الكبيرة مرة ثانيه ولا يتجنى على حقائق واضحة كالشمس ويعترف بان من أشعل ثورات الربيع العربي هم الفقراء والشباب العاطلين!


 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عماد الاخرس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/06



كتابة تعليق لموضوع : هل كان ( البو عزيزي ) إسلامياً ؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net