صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

خشونة الدعاء وشحة التقوى
علي حسين الخباز

هذا الدعاء الذي هو أمان ومحبة وصفاء روح، وطمأنينة للنفس، وسكينة للقلب، وهو الرحمة والرجاء والعشق والغفران... وهل بعد ذلك من شيء؟ فكيف به يصير محرقة بيد البعض، وكراهية وبغضاء. فليس من الغريب ان نسمع من بعض الداعين: اللهم اقتل فلانا، واحرق بيته، واكسر ضلعه، وضلع امه وابيه... امرأة تدعو على ابنها، واخرى على (كنتها)، وشاب يدعو على صديق لم يف بوعده. وحتى على مستوى الفضائيات نشاهد بعض المشايخ يحملون في ادعيتهم لغة الاستفزاز: اللهم زلزل الارض بهم، ورمّل اللهم نساءهم، ويتـِّم ربي اطفالهم... دعوات خشنة كان الانفع والاجدى بها ان ترفع لله هداية للناس، وان اختلفوا معنا مذهبا ودينا رجاء يدركون به سبيل الخير والهداية والتقوى... فالدعوات الخشنة ستؤدي حتما الى نتائج سلبية، وتؤدي الى عدم احترام مقدساتنا، والاهانة تستوجب عندهم الرد وبنفس القسوة.. وهل هذا كل ما في الدعاء الذي هو تقوى روحية واستعانة بالله سبحانه، يرد بها ما قدر، وما لم يقدر، حسب قول سيد الاوصياء، ولا يجوز استخدام الدعاء بأفق ضيق، وبرغبة عارمة في الاقصاء والتناحر. وكيف بالمسلم ان يحمل في قلبه كل هذا الكم من العصبية والحقد والغضب.. فنقول حبا ومحبة: اتقوا الله خشونة الدعاء وشحة تقوى، فالامام الحسين عليه السلام كان يدعو لقاتليه بالرحمة والهداية، ويبكي لهم مصيرهم الاسود، وامامنا السجاد عليه السلام استخدم الدعاء ليحافظ به على الدين، وهذا يعني انه منهج سلوكي مؤمن يشتمل على اسس فكرية وثقافية، وهو ذروة الكمال الانسان


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/01/07



كتابة تعليق لموضوع : خشونة الدعاء وشحة التقوى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net