صفحة الكاتب : احمد لعيبي

شهيد لم يدر ظهره ..!!
احمد لعيبي

كان في وجهه ملح شط العرب وفي قامته شموخ نخلة بصرية وبكل شموخه كان خادمآ للحسين يقف في طريق الزائرين مثل راية حسينية خفاقة ..
كان رعد هميلي المحمداوي يعمل في كثير من الأيام (عمالة ) إما في بيت فقير محتاج بلا أجر أو في بيت آخر ويعطي أجور عمله للفقراء المستحقين..
ورغم كل هذا كان رعد يتوق للقتال في المعركة فهو يرى مكانه فوق السواتر ورغم أن لديه اخ آخر متطوع لكنه اصر على الذهاب والتحق في صفوف قوات وعدالله الظافرة لواء الشباب الرسالي ولأن عزرائيل يختار الرجال بعناية فائقة كان اول التحاق له في الكرمة وكان هناك تعرض قوي على قوات وعدالله واستشهد زملاؤه وكان لابد من اخلائهم من ساحة المعركة فالرساليون لايتركون شهدائهم..
توجهت قوة من القوات لأخلاء الشهداء وتعرض إلى كمين في الطريق فالكرمة منطقة زراعية وفيها العديد من البيوتات المتباعدة..
وكان من بين القوة سعد وهو شقيق رعد ..كانت النيران كثيفة جدآ وحوصرت القوة وفجأة كان رعد يرمي خلفهم ليفك الحصار عن اخوته وهو يلوذ بسياج من البلوك وظل رعد يشاغل الدواعش بنيران سلاحه حتى التفت اليه الأعداء لان رعد كان يرمي ولايدير ظهره بل وجهآ لوجه حتى اصابته رصاصة فأستشهد وهنا صرخ احد افراد المجموعه طالبآ من اخيه سعد الذي شاهد اخاه فدائيا شهيدآ مضرجآ بدمه ان لا يبكي لان ببكائه ستنكسر المجموعه ولازالت التعرضات مستمرة وظل سعد صامتآ صامدآ يبكي بلادمع وهو يضغط برشاشه على الدواعش حتى انجلت غبرة المعركة وعادت المجموعه ومعهم سعد حاملآ اخاه مضرجآ بدمه...
التقيت في بيت الله الحرام بأم رعد وهي إمرأة طاعنه في السن وبكت بحرقة وهي تقول (يمه رعودي ردتك وياي تعينني ببيت الله يابعد امك..تقبلها اني عدلة وانت شهيد. )..
كانت المرأة تبكي وكان اخوه يبكي بلا دمع ويحترق رغم سماره مثل الشمع كل ما سمع امه تبكي..
هذا قدر الرجال ان يكونوا درعآ للكبار وحرزآ للصغار..
وما احوجنا إلى أنفاسهم العطرة وذكرياتهم التي لا تمحى من الذاكرة وصدقوني لولا انفاس وارواح الشهداء لأختنقنا من دخان بعض الاحياء..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد لعيبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/01/07



كتابة تعليق لموضوع : شهيد لم يدر ظهره ..!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net