صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

رياضة وسياسة
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تحولت لعبة العراق ضد إيران في بطولة أمم آسيا، الى مناسبة لتبادل السجالات السياسية والطائفية، وأستحضرت الأحداث التأريخية وصولا الى حرب القادسية ! رغم إنها لا تعدو أن تكون دربي أسيوي بكرة القدم، ربما يتكرر في السنة أكثر من مرة إلا إن البعض أرادها أن تتخذ طابعا سياسيا، بعيدا عن الطابع الرياضي.

تحظى كرة القدم بشعبية واسعة لدى جميع العراقيين، صغارا وكبارا، رجالا ونساء، وأصبح لها تأثير يشبه السحر في مشاعر العراقيين وعواطفهم، فكانت عامل فرح وسعادة وتوحد للمجتمع العراقي، الذي فرقته الأحداث التي مرت به، وأرادت تفريقه على أسس طائفية وقومية، ماتلبث أن تذوب مع كل إنجاز أو بطولة يحققها المنتخب العراقي.

تمتاز مباريات الفريقين العراقي والإيراني بطابع الندية والحماس، الذي يطغى على مجرياتها، وهي لا تعرف تصنيفا للفيفا أو قراءات للمحللين، إنما يحددها أداء الفريقين على أرض الملعب وظروف المباراة، لذلك؛ طالما رأينا الفريق العراقي يفوز على الفريق الإيراني وهو في أفضل حالاته، حتى بات يشكل عقدة له، وكذلك تمكن الفريق الإيراني من الفوز على المنتخب العراقي حتى في ملعب الشعب، يرافق هذا المباريات حماس وتشجيع جماهيري منقطع النظير، نظرا لحجم التنافس الكبير بين الفريقين، كونهما من أقوى فرق آسيا.

طبيعة العلاقة بين الشعبين الجارين، شهدت شدا وجذبا على مدى السنين الماضية، فمن حرب إستمرت ثماني سنين، راح فيها كثير من الضحايا، الى شراكة حقيقية في محاربة داعش والزمر الأرهابية، إضافة الى علاقات متينة على المستوى السياسي والتجاري، رافقها كثير من اللغط بين المؤيدين لهذا العلاقة والرافضين لها، وصلت الى تبادل الاتهامات والتخوين، لاسيما بعد إنقسام الكتل السياسية في العراق الى محورين، أحدهما يدعي ميله الى إير ان بالضد من المحور الآخر، المتهم بالقرب من المعسكر السعودي الأمريكي.

حاول البعض من كلا الإتجاهين أعطاء هذه المباراة طابعا سياسيا بحتا، جاعلا منها معركة جديدة بين العراق وإيران، مستخدما شتى الأساليب في التحريض السياسي والمذهبي، واستخدام نبرات العداء والحرب والثأر ضد إيران، في حين رد الطرف الاخر باتهامات التبعية للبعث وأمريكا من جهة أخرى، حتى تحولت السجالات من رياضية الى سياسية، وبدلا من أن تكون كرة القدم رسالة محبة وسلام بين الشعوب، حاول البعض أن يجعلها حربا ضروس بين أبناء الوطن الواحد، فقط ليرضي غروره، بتحقيق مآربه السياسية.

مرة أخرى؛ صفعت كرة القدم دعاة الفتنة السياسية، وإنتهت المباراة بالتعادل السلبي بين الفريقين، مع تبادل للتحيا والتهاني بين اللاعبين، ولتكون صورة اللاعب العراقي همام طارق مع حارس المرمى الايراني بيرانفاند هي التعبير الحقيقي عن رسالة كرة القدم، فهي رسالة سامية تجمع بين الشعوب المختلفة، فكيف بأبناء الوطن الواحد.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/01/19



كتابة تعليق لموضوع : رياضة وسياسة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net