صفحة الكاتب : زيد شحاثة

عذر أقبح من فعل..
زيد شحاثة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 مشكلتنا نحن العرب أننا نحب البطولة.. ونتعلق عاطفيا بالبطل، فننزهه ونجعله قديسا ربما؛ فنبالغ في تقدير عمله أحيانا وربما ننسب له فضل غيرها أو نذرك له موافق وبطولات وهمية أصلا.
لا ينكر أحد إن السيد عبطان سجل نجاحا ملحوظا خلال عمله وزيرا للشباب، ورغم أن الرجل سبق أن حقق نجاحا مماثلا حين عمل في محافظة النجف الأشرف, لكن نجاحه الأخير كان هاما ومبهرا, خصوصا مع فهم الظروف التي كان يمر بها البلد حينها وخصوصا الأمنية منها والمالية.. لكن الدنيا لا تقف على رجل مهما علا شأنه.
ما أثار التعجب لدى كثير من المتابعين؛ ليس التسريبات التي تم تداولها, حول تواتر أخبار ترشيح عبطان لتولي أمانة بغداد, بل الحملة المضادة الضخمة والمنظمة التي قوبلت بها تلك التسريبات!
منصب الأمين مهم جدا لحياة العاصمة بغداد, فهي قلب العراق وواجهته ومقر أهم فعالياته ونشاطاته الإقتصادية والسياسية والحكومية.. وهو وجه جاذب "أو منفر" لأي جهة ترشحه.. بالتالي يمكن أن يكون جاذبا للصوت الإنتخابي في مواسم الإنتخابات.. وهنا تكمن الأحجية.
ما يثير السخرية حقا أن كل الإعتراضات ركزت على جزئية أن عبطان ليس بغداديا أصليا, وهي حجة غريبة مقارنة بما موجود حاليا ومن سبقها.. ولم تتحدث عن فشل أو فساد أو حزبية أو طائفية عن الرجل, وهي حالة نادرة وغريبة لم نشهد مثلها في أي حملة تسقيط أو تشويه سابقا!
الحدث الأعجب في الحملة المستمرة والمتصاعدة.. هو إجتماع أضداد لم تنجح مصلحة الوطن أو أداء واجباتهم الدستورية في جمعهم.. لكنه التقوا بتحالف ضد "تسريبات الترشيح" في محاولة لإيقاف هذا الترشيح الذي لازال  "تسريبات" عن  "ترشيح" فقط!
خلال الإنتخابات الأخيرة حقق الرجل ثاني أعلى نتيجة للأفراد عندما رشح عن بغداد رغم أنه ليس " بغداديا" .. فهل يعني هذا أن البغداديين يحبونه, أو يثقون بقدرته على تحقيق شيء؟! وهل إن هذا ما أخاف مناوئيه!
رغم معرفتنا أن الدنيا وحياة وطن أو مدينة لن تقف على رجل حتى لو كان عبطان فهناك عشرات أمثاله.. لكن المخجل حقا، هو ما أقره معارضو ترشيحه ضمنيا، بأن تطور وإزدهار بغداد متوقف عليه وإلا ما عارضوه بهكذا حملة ومنسقة ومنظمة.. وأنه ربما سيحقق فيها إن تولى أمانتها شيئا سيظهر عجزهم وفشلهم.. وربما فسادهم!
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زيد شحاثة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/01/23



كتابة تعليق لموضوع : عذر أقبح من فعل..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net