أَفِي اللَّهِ شَكٌّ ؟

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تحت هذا العنوان المُقتبَس من القرآن الكريم - قدّمَ سماحةُ سيّدنا الأُستاذ الفاضل مُحمّد باقر السيستاني ، دامت إفاضاته ، في مقام الدفاع عن عقيدة الإيمان بوجود اللهِ تبارك وتعالى وترسيخها ومواجهة ظاهرة الالحاد والانحراف - قدّمَ قواعدَ قيّمَةً للبحث عن الحقيقة وتحرّيها .
:1:- قاعدة الاهتمام بالشيء بحسبِ مستوى أهميّته : - 
حيث ذكرَ فيها أنّه كلما كان الشيء أهمَّ كان أليقَ بالاهتمام به وتحرّيه ، واستقصاء البحث عنه والاستيثاق في شأنه .
وهذا الأمر معلوم للباحثين الأكاديميين في إعداد دراساتهم العُليا وسعيهم الحثيث للبحث في كلّ جهةٍ لاستيضاح جوانب الموضوع والاهتداء إلى شيء جديد. 
وعلى أساس تلك القاعدة - فإنَّ مسألةَ وجود الصانع ،الله سبحانه ، ورسالته إلى الإنسان ببعث الرسل والأنبياء ، وما تضمّنته الرسالة من بقاء الإنسان بعد الممات ولقائه نتائج أعماله في هذه الحياة مسألةٌ خطيرةٌ جدّاً - بل هي أخطر المسائل التي يُبتلى بها على الإطلاق .
فهناك فرقٌ كبيرٌ بين إنسانٍ تُرِكَ ليعيش كما يحلو له ، ثُمّ يَفنَى ، وبين إنسانٍ يُسجّلُ عليه مستوى معرفته بآفاق الحياة الغائبة وسعيه في مساعي الخير والفضيلة أو خلافهما ويلزمه مُضاعفات ذلك بحسبها ، فيلقى بالخير خيرا وبالشرٍ شرّا .
وعليه فليس من المعقول أن يكتفي المرءُ في البتّ في أمور مهمّة - من قبيل وجود الخالق و بقاء الإنسان بعد الممات - بالإطّلاع على بعض الأسئلة والشبهات ، او الأطلاع على أقوال بعض الوجوه والمشاهير ، بل عليه أن يكون جاداً في هذا البحث .
وليس من العجيب فيما لو أنَّ همّاً من هذا القبيل أسهرَ الإنسانَ لياليا وشغلَ باله وتفكيره ، حتى يستقرََ على أساس متين وموثوق .
:2:- قاعدةُ التناسبِ بين الإثارات التي يطّلعُ عليها المرءُ وبين الجهدِ المطلوب لمواجهتها : - 
في هذه القاعدة يتبنّى سماحة السيّد الأستاذ رؤية التناسب الموزون بالتأمّل والرشد والمقارنة في حَرَاكِ الوصول إلى الموقف الصائب. 
وهنا تتأتّى أهميّة هذه القاعدة فيما لو نوقِشَ الإنسان ممن هو بارع في المجادلة فإنّه يكاد يزيغ عن ذلك الموقف الذي لم يتَجهَز له بأدواته المناسبة لمواجهته - وقد لا يثق به ، لا لقصور أو خطأ في إدراكه الأول ، بل لأنّه أُبتليَ بإثارات لا يملك أدواتٍ كافيةً لحلّها .
ولهذا يحتاج إلى مزيدٍ من التأمّل والمقارنة لبلورة الفكرة الصائبة والرأي السديد ، على أنّ من الناس من لا تُزعزَع ثقته بالموقف الصائب في مقابل الجدل المطروح من جهة شعوره القوي بوجه صوابه ، وانتباهه إلى أنّ الجدلَ العلميَّ يتأتّى حتى بالنسبة إلى الأمور الواضحة .
ومن الملاحظ فيما يتعلّق بموضوع وجود الإله أنّ هناك أسئلةً بسيطة قد تُطرَح كوجه للتوقف والتردد في وجوده سبحانه ، مع أنّ شيئاً من البحث والمتابعة ، ولو باستشارة بعض أهل الخبرة كفيلٌ بجلاء الموضوع بما لا يبعد عن مدارك الباحث .
وللكلام تتمّة نعرضها تباعاً إن وفقنا - ونسألكم الدعاء .
- المصدر : أفي اللهِ شكٌّ ، محمد باقر السيستاني ، ص 40 ،41 ، 42 ، 43.
تلخيص - مرتضى علي الحلّي - النجف الأشرف .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/01/24



كتابة تعليق لموضوع : أَفِي اللَّهِ شَكٌّ ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net