صفحة الكاتب : احمد لعيبي

إستخارة ..وإستِجارة.....!!
احمد لعيبي

كان صادق لا يفارق مسطر العمالة وسط ميسان التي عندما يجوع اهلها يأكلون أنفسهم ولا يمدون اياديهم مهما كانت حاجتهم..له خمسة اولاد ذكور يتطلعون كل يوم إلى يده وهو عائد عند المساء يحمل اكياسه الصغيرة وقلبه الكبير ..
وكانت أمه شديدة التعلق به تنتظره عند الباب اذا تأخر وكثيرآ ما يؤلمها قلبها اذا غابت الشمس ولم يشرق وجه صادق في الدار وتظل تأخذ الدار ذهابآ وايابآ وتقف مع احفادها منتظرة كف صادق ووجهه الميساني المتعب الذي رسم الأسمنت على يده ووجهه ندبة لكنه كان يتجاوزها بالإيمان الذي يحمله بداخله وكثيرآ ماتضيق بأمه السبل فتطلب من صادق ان يستخير الله لها في القرآن في امر تحتار عنده وكانت الاستخارة هي استجارة بالله لتلك المرأة التي رسمت السنون خارطة من التعب على وجهها..
وأكثر خطوط الحزن على وجه تلك المرأة يوم جاء صادق لأمه ليقول لها انه اشترى ذخيرة لسلاحه الخاص بعد أن صدرت فتوى الجهاد الكفائي وانه سيذهب ليقاتل دفاعا عن المقدسات وكادت المراة ان تفقد عقلها من شدة الخوف على ولدها والرفض لذهابه حتى انها اغلقت باب الدار وجلست خلفه وهي تقول له(ولك يمه صادق تريد تعوفني وتروح..ولك يمه والله اموت ..انته غير الهوة الاشتمه..مريتك وفريخاتك شلون بيهم يمه..)لطمت المراة وجهها وبدأت بالصراخ لكنه بقي مصر على قراره قائلا لأمه(يمه تقبلين يطبون على اخواتنا ويفجرون مراقدنا ويذلونا ..جا انتي مو تكولين انت ذخر..جا شلون ذخر ينام بسد امه والوطن محترك يا بعد طوايفي )!!
فقالت له الأم (زين يمه يا صادق اخذ استخارة واني اقبل شتطلع بس بروح ابوك اذا طلعت لا ..لا تروح )..فقال لها وهو يرى وجهها الحزين وقلبها المحترق مثل قصب الأهوار الذي أحرقته طغمة العفالقة في تاريخ العراق الاسود(هاي هيه يمه نستخير الله واني قابل بس انت هم بروح ابوي اذا طلعت زينه اروح وما تمنعيني )فقالت الأم(توكل واستخير الله )..
أمسك صادق القرآن بيده وقلبه يرتجف وعينه تتوسل بالسماء بأن تقبله مجاهدآ ويذهب للقتال والدفاع عن المقدسات ووضعت في هذه اللحظة امه يدها فوق القرآن وهي ترتجف مثل قشة في يوم عاصف..!!
كانت المفاجأة عندما فتح القرآن ودمعت عيناه وقال لأمه(تعالي واقرأي الايه ماذا تقول يا امي )!!
كادت الأم أن تصرخ بأعلى صوتها لولا انها تعزت بعزاء الله الذي أنزل السكينة على قلبها في تلك اللحظة وفتحت الباب لولدها وودعته وبعد أيام من التحاقه استشهد صادق في معارك جرف النصر وهو يذود عن وطنه ومقدساته..
كانت امه حزينة تقرأ آية الاستخارة والاستجارة التي قرأتها عندما فتح صادق القرآن مستخيرآ الله..
كانت الآية تقول (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتآ بل أحياء عند ربهم يرزقون )...!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد لعيبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/01/24



كتابة تعليق لموضوع : إستخارة ..وإستِجارة.....!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net