صفحة الكاتب : احمد لعيبي

إمرأة ..في آمرلي ...!!
احمد لعيبي

في مدينة صغيرة في اقصى خاصرة الوطن إسمها آمرلي كانت سحب الدخان تتعالى والنيران تلتهم كل شئ وداعش يحاصر المدينة من كل جانب ويقطع كل الدروب المؤدية الى تلك المدينة حتى الطرق الزراعية الضيقة حتى اصبحت آمرلي مثل أسد تحيط به الذئاب من كل جانب...
الطعام والماء بدأ ينفد بشكل متسارع والمواجهات والصد يزداد بين لحظة واخرى...
خرجت جميلة على صراخ طفلها الصغير وبناتها الثلاث وهي تتعثر بعبائتها واذا بزوجها محمول ومضرج بدمه ويلفظ انفاسه الاخيرة وهو يقول لزوجته (جميلة احفظي البنات والصغير )..
بقيت جميلة صامتة امام هول المنظر ثم احتظنت صغيرها بقوة ونادت على بناتها ان ادخلن للدار وغطت جثة زوجها الشهيد الذي كان يقف على الساتر لصد العدوان عن آمرلي ..
قالت جميلة وهي تحبس دموعها لإبنتها الكبرى غدير(قصي ظفائرك وارتدي ملابس تشبه ملابس الرجال وامسكي هذه السكين بيدك اذا ما اقتحم الاعداء المدينة فلا تتردي لحظة بقتل نفسك وارمي نفسك بين جثث الشهداء في باحة الدار قرب ابيك)..!!
بقيت الصغير يرنو الى أمه واحست انه جائع فاخرجت له صدرها كي ترضعه واكتشفت ان لا حليب لطفلها الجائع ..صمت الصغير ولم يبكي وتمسك برقبة امه بقوة كأنه في تلك اللحظة صار رجلآ ..فيما بقيت الطفلتين تمسكان بيد امهما ..
حملت جميلة الرشاش ووضعت الصغير بكيس صغير على ظهرها وقالت لصغيراتها (صغيراتي اذا ما امسكوا بكن الدواعش فتعزوا بعزاء الله مثل اطفال مسلم بن عقيل وقولا مع نفسيكما اننا نواسي مسلم في اولاده ...
ودعت جميلة زوجها المسجى بنظرة ووقفت وامسكت الرشاش وذهبت للساتر والصغير على ظهرها لانه رفض ان يبقى مع اخواته ..
بقيت جميلة تقاتل مثل الرجال هناك وكان الصغير يبكي من صوت الرصاص ثم يسكت عندما تلتفت له امه ووضعته في حفرة قريبة منها ولكن الصغير كان يبحث عنها ويخرج فترجعه ..
حتى سقطت قذيفة بالقرب من جميلة وما ان رفعت رأسها حتى وجدت صغيرها مضرجآ بدمه ..فاحتضنته وصرخت صرخة هزت آمرلي مثل القذيفة التي سقطت..
ثم حفرت حفرة في الساتر ودفنت صغيرها وبقيت تقاتل واذا بها ترى ابنتها الكبرى مقصوصة الظفائر معصوبة الرأس وهي تقف خلفها وتقول ..لا داعي للسكين يا امي ..سابقى معك هنا اما ان نموت معآ او نحيا معآ...
في صباح اليوم التالي تم فك الحصار عن آمرلي وتم دفن الشهداء والصغير ..
وبقيت جميلة تمسك رشاشتها للان وتضعها تحت الوسادة عندما تنام ..وظلت ابنتها الكبرى غدير تقص ظفائرها كلما طالت ..
في آمرلي كانت كل إمرأة تساوي قبيلة من الرجال ...!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد لعيبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/02/05



كتابة تعليق لموضوع : إمرأة ..في آمرلي ...!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net