صفحة الكاتب : حيدر حسين سويري

ولكم في الأحزابِ لعبرة
حيدر حسين سويري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   ما يجري الآن من أحداثٍ سياسية مهمة والتي ستؤدي إلى إنعكاسات عسكرية لا محال، خصوصاً لقاء بعض قيادة العرب والمسلمين مع نتنياهو المجرم، وتحالفهم معه ضد إيران وعموم الشيعة، يذكرني بأحداث المعركة الثالثة في الأسلام(معركة الأحزاب).

   لقد تحالف زعماء قريش والعرب مع يهود المدينة(يثرب)، وأجتمعوا للقضاء على النبي محمد ودعوته، فحاصروا المدينة لشهور حتى ظن أهل المدينة بنبيهم سوءً(وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً[الأحزاب:12])، وبلغت القلوب الحناجر، وبات أمرُ نهاية المسلمين قاب قوسين أو أدنى، لكن(وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً[الأحزاب:22])، فجاء نصر الله وصرع الإمام علي بن أبي طالب المقاتل الشرس عمرو بن ود العامري، ثُمَّ هبت رياحٌ شديدةٌ فرقت الأحزاب وعادوا لم ينالوا شيئاً.

   خانت اليهود كل العهود والمواثيق، ولم ينفعهم أبو سفيان وجيوشهِ ومن خلفهِ البيزنطينين، فما كان من النبي إلا الأمر بإجلاء اليهود عن المدينة(يثرب)، بسبب خيانتهم ونقضهم العهود، لكنهم أبوا ذلك ورفضوا، وقرروا التحصن بقلاعهم ومحاربت المسلمين، فوقعت معركة خيبر، حيث خلع بابها حيدرة الكرار(علي بن أبي طالب) وصرع أبطالهم(الحارث ومرحب)، فدخل المسلمون الحصن وتم جلاء اليهود وطردهم.

   وما أشبه اليوم بالبارحة، فها هم أبناء أبي سفيان يتحالفون مع اليهود، بمباركة الأمريكان وأتباعهم، لمحاربة شيعة ذلك البطل الصنديد(علي بن أبي طالب)، ونسوا أن وعد الله حق، ونصره حق وهو القائل(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ[الروم:47]، وكذلك هي كرة من كرات إنتقم الله فيها من اليهود وحلفائهم، لأنهم أتخذوا الباطل طريقاً ومسلكاً، فقال تعالى(وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً[الإسراء:8]).

   بدت الآن الدولة الصهيونية تحفر قبرها بأيديها، وصراحة القول أن الصهيونية وأن أعتمدت الدين اليهودي، إلا أن كثير ممن يؤمنون بها ويرفعون رايتها ليسوا من اليهود، وما قولنا هذا إلا لنكون منصفين، فكثير من يهود العالم يرفضون الصهيونية، ويستنكرون ما يقوم بهِ كيانهم إسرائيل، حيث أكتشفنا مؤخراً أن من العرب والمسلمين من هو أكثر صهيونيةً من بني إسرائيل أنفسهم، ومن زعيمهم(نتن ياهو) على حدِ قولهِ بعد لقاءه قادة العرب والمسلمين في مؤتمر وارسو...

بقي شئ...

السياسة العراقية شئ والوقوف مع الجارة المسلمة إيران ونصرها شئ آخر، وما زلت أكرر" أفقئوا عين الأسد وإلا ستأكلكم رويداً رويدا"


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين سويري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/02/19



كتابة تعليق لموضوع : ولكم في الأحزابِ لعبرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net