صفحة الكاتب : د . اكرم جلال

شُقّوا أمواجَ الفِتَنْ بِسَفينَةَ الحُسَين عَليهِ السّلام
د . اكرم جلال

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ۚ إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ﴾ [هود: 42].

إنّ مِن سُنَنِ الله أنْ جَعل الدنيا دارَ اختبار وبلاء وتَمحيص وجَلاء لعظيم الفتن والأهواء ، وأنّ الإنسان قَد خُيّر بين سَبيلين إمّا الهُدى والضّياء أو الضّلال والشّقاء، ولِكُلّ سبيل إمام يُقتدى به ، وقلبُ المؤمن لا يَجمع السبيلين معاً.

رُوي عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أنّه قال: (ليغشينّ من بعدي فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا قليل 1).

والفِتْنةُ كما عرّفها أهل اللّغة أنها: (الِابْتِلَاءُ والامْتِحانُ وَالِاخْتِبَارُ، وأَصلها مأْخوذ مِنْ قَوْلِكَ فتَنْتُ الْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ إِذا أَذبتهما بِالنَّارِ لِتُمَيِّزَ الرَّدِيءَ مِنَ الجيِّدِ ِ2). وللفتنة أوجه مُتعددة، لكننا في هذا المقال المُقتضب نتحدّث عن فِتَنٍ يَتَشابه فيها الحَق بالباطل والخير بالشر، أرادها الله من أجل التّمحيص والغربلة ؛ فِتَنٌ يَميزَ فيها العارفُ للحقّ المُتّبع له من أهلِ الباطلِ وَجُندَه ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِير﴾ [الأنفال: 73].

ولعلّ فتنة الضَّلال في الدين والعقيدة هي الأشدَّ فَتكاً والأكثرَ ضراوةً والأعظمَ بلاءً، يَشتد أوَارُها في زماننا، يَقودها عَبَدَةَ الطاغوت والشيطان؛ دأبهم الخداع والإستخفاف وصناعتهم الضَّلال والإنحراف ، بضاعتهم الغش والإجحاف، أهدافهم دنيئة وأحلامهم رديئة ﴿ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ﴾ [النور: 40].

إنّ أمامنا جبالاً من الفتن وأمواجاً من المِحَن ولُجَجاً وأخطار وسَماءاً مظلمة وأُوار، سُفنٌ وَرَبابين أدعياء كُلٌ يدّعي وصلاً بليلى وأنه الأقدر في إرشاد الحيارى الى شاطئ الأمان والنجاة من ظلمة هذا الزمان، والكثير من السُفن تاهَت وضَلّت وضَعُفت عن مجابهة أمواج الفتن فَمالَت وغَرَقت.

والحبيب المصطفى وأهله الأخيار قد حَذّرونا ناصحين وأرشدونا عالمين أنْ لا نَجاة أمامَ رياحِ الفتن وأمواجَ المِحَن الّا بِسُفن خَير الأنام آل بيتِ المصطفى عليهم السلام، ففي الحديث عن ميمون بن إسحاق الهاشمي قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، حدثنا المفضل بن صالح، عن أبي إسحاق، عن حنش الكناني قال: (سمعت أبا ذر يقول وهو آخذ بباب الكعبة: أيّهَا النَّاس مَن عرفني فأنا من عرفتم ومن أنْكرني فأنا أبو ذر سَمعت رَسول الله (ص) يقول: ( مَثَلُ أَهلٍ بَيتِي مَثَل سَفِينَةِ نُوح مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرْق َ3).

حديثُ السفينة هذا مِن الأحاديث النبويّة المتواترة والصحيحة السَّند عند الفريقين (السنّة والشيعة)، فالحَديث واضِحٌ لا شُبهَةَ فيه ولا تأويل ولا قالوا ولا قيل، إنّه لا نَجاة من طُوفان الفِتَن إلا بِسَفينةٍ كسفينة نبي الله نوح عليه السلام وهم أهل بيت المصطفى صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.  ولَعلّ سائل يَسأل عَن المعنى والمقصود في مفردة الركوب ؟ والجواب واضح في حديث جليّ عن الأمام الرضا عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، قال:(قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أحب أن يركب سفينة النجاة، ويستمسك بالعروة الوثقى، ويعتصم بحبل الله المتين، فليوال عليا بعدي، وليعاد عدوه، وليأتم بالأئمة الهداة من ولده، فإنهم خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي، وسادة أمتي، وقادة الأتقياء إلى الجنة، حزبهم حزبي، وحزبي حزب الله وحزب أعدائهم حزب الشيطان 4).

وهنا يقفز سؤال الى الأذهان ليفتَح بعداً آخر يتعلق بمغزى اختيار الله جل وعلا للإمام الحسين عليه السلام حصراً دون غيره بحديث قد خُطّ على يمين العَرش، حديث عن النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (الحسين بن علي في السماوات أعظم مما هو في الارض ، وإسمه مكتوب عن يمين العرش: إنَّ الحُسينَ مِصباحُ الهُدى وسفينةُ النجاة 5)؟

عُمق بلاغي وبيان إلهي قد أفصحَ بها لسان مَنْ لا يَنطِق عَن الهَوى إنْ هو الا وحي يوحى، بَلاغة تَتضمن وصفين للإمام عليه السلام الاول وَصْفه بمصباحِ الهُدى والثاني بسفينةِ النّجاة، وما يُضفي للحَديث كمالاً وقداسةً أنّه لم يأتي من باب التّشبيه، فلو كان كذلك لكان الأولى القول "الحسين كمصباح الهدى وكسفينة النجاة" ولهذا دلالة في المعنى وأشارة الى ان مصباح الهدى وسفينة النجاة إنما هما من حقائق صفات الإمام وهما جزء من عظيم كمالاته سلام الله عليه كما سنوضح ذلك لاحقا.

وللجواب على السؤال ومن أجل استيضاح المعنى وتبيان المغزى فلابد لنا من الإشارة الى حديث للإمام الصادق عليه السلام يقول فيه: (كلنا سفن النجاة ولكن سفينة جدي الحسين أوسع وفي لجج البحار أسرع 6).

إنّ مَنزلة الإمام الحسين عليه السلام ومنهجه ومسيرته وأهدافه عَلنيّة غَيرَ سريّة واضحة جَليّة؛ فقد وُلِد وتَرَعرَعَ في بيت النُبوّة وتَشَرّب لَحمه ودَمه من نور الوَحي الإلهي؛ إمامُ هُدىً ووارث الأنبياء وداعية الى الله في كل حَركاته وسَكناته، في سِلْمِه وَحَربه، مُتجرد في ذات الله، ذو بصيرة ويقين، سارَ حتى بَلغ أعلى عليّين، نالَ مرتبة من السمو والرفعة حداً قلّ من نالَ شَرَفَها وأدرك عَظمَتَها أحداً غيره، لقد أدرك ساحة القدس الإلهي بأعلى درجاتها ودخلها من أوسع أبوابها ونال منزلة وقرباً من مَعدَن النّور المُقَدّس حَداً تَشَرّبَت فيه نَفسه بأنوارٍ مِن مَعدن النور. كيف لا وقد قَدّم الحَبيبُ لحَبيبَه أعزّ مايملك وكل ما جادَت به نفسه، قدّم الأهل والإخوان والنّفس والرضعان، وكان يَرتقي في كل ما يُقدم مرتبة تزيده عُلُواً وَتُدنيه قُرباً ، نعم لقد كان عطشان، لكنه سارَ سَيْرَ العاشق الولهان، سَيرً واثق مطمأن وهو يكرر الهي إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى، لقد قدّم دروساً في الشوق والعشق لربه وأسلافه فاقت شوق يعقوب ليوسف عليهما السلام.

الإمام الحسين نورُ الله ووجهه الذي منه يؤتى، كَشّافاً وَضَّاحاً دالاً على الهدى والصّلاح، ولأنّه عِدْلُ القرآن وثقله لذا فَلَن يَهتدى بنوره الّا المُتّقون ولا يستنير بضياءه الا الراغبون ﴿ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة: 2]. 

إنّ للامام وَهَج يُنير به مَسالك الأحرار على مدى الأزمنة ولكلّ الأجيال، وَهَج فيه الخَلاص من ظلمات  الشّك والريبة والشُبهة في الدين والعَقيدة. وكما أنّه مصباحٌ للسالكين نحو بلوغ مدارج القرب الإلهي فإنه كذلك فضَّاحاً لخفافيش الشر والظلام،  فجمال نوره وتجليات ضياءه تكشف الظلام وتزيل الأوهام وتُثَبّت الأقدام.

لقد انطلقت سَفينة النجاة وربّانها الإمام الحسين عليه السلام يوم العاشر من محرم سنة 61 هجرية، سفينة تمخر عباب البحر، أشْرِعَتَها العِشق والفَناء في ذاتِ الله، واسعة مسرعة في الوصول إلى شاطئ السلام وساحل النجاة، ساحل القدس الإلهي وبحر فيوضاته.

سفينةٌ تَشُقّ طوفانَ الفِتَن المُتلاطمة وَزيف الكلمة لتُنقذَنا من الضياع والغرق وتسير بنا صوب انبلاج فجر جديد وألق، صوتُ ربّانها مازال الى اليوم ينادي المُعَذبين والمُستَضعفين، الأصفياء الصادقين، وهم يعيشون جور الأيام وحلكة الظلام، قائلاً: )بسم الله الرحمن الرحيم، مِنَ الحُسين بن علي إلى بني هاشم، أمّا بَعد، فإنّه مَنْ لَحِقَ بي مِنكم إستُشهِد, وَمَن تَخَلّفَ عَنّي لَمْ يَبلغ الفَتْح، والسّلام (7 ، فَمَن أرادَ الله بصدق وسار نحو إدراك فيوضاته بجد وهو يتحدى الظلم ويقاوم الإستبداد ويقارع الإرهاب سيناله قَبَسٌ من نور سيد الشهداء والأبرار ما يُعينه على إكمال المشوار وخوض البحار بسفينة الأطهار ليَخرُج من ظُلمات الظلم والجور الى نور رَحمة الله وساحل مَرضاته.

إن الإستِضاءة والإستِنارة بنور الحسين عليه السلام وركوب السفينة وشَقّ أمواج الظّلام لاتدرك ولن تتحقق الّا بشَرطها وشروطها، فَكَما أنّ الإمام قدم كل شيئ فأعطاه الله كل شيئ، كذلك لِمَن أراد التّزود من نور الحسين فلا بُد له أن يصل أولاً الى مراتب تُؤهله رُكوب سفينة النجاة، فلابد له من استحصال التقوى واليقينٍ والسّير على طريق الحسين ونَهجه المُبين، بتَسليمٍ وثبات لا يَلين.  سَيرٌ تَتَجسّد فيه الأقوال بالأفعال، ثِقَةٌ وثبات وهمةٌ لا تُخالِطها رَيبَة أو مَظَنّة فإنّ الظنون لواقح الفِتَن. نعم لا يَركَبُ السّفينة مَنْ لا يمتلك التّسليم والثقة بِرُبّانها، فَقَد تَخَلّف أبن نوح عليه السلام وهو أبنُ نَبي.

لَنْ يَهتدي بنُور مِصباحهِ مُستبد ولا ظالم، ولا مَن سار خَلفهم وطبّل لَهم ورضي بأفعالهم. نُور الحُسين عليه السلام وسفينته صَرْخةٌ وثَورةٌ للحقّ في وجهه الظلم والباطل، إنّها حياةُ الحسين ومماتُه فمن سار على نهجه أدركته فيوضاته وأنواره، فأقْتَبَسَ واهتَدى وَرَكِبَ وَنَجَى ﴿أُوْلئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ﴾ [البقرة:5].

قال أبو جعفر عليه السلام لجابر: (يا جابر إنّما شيعة عليّ عليه السلام من لا يعدو صوته سمعه، ولا شحناؤه بدنه، لا يمدح لنا قالياً، ولا يواصل لنا مبغضاً، ولا يجالس لنا عائباً، شيعة علي عليه السلام من لا يهرّ هرير الكلب، ولايطمعطمع الغراب، ولا يسأل الناس وإن مات جوعاً، أولئك الخفيفة عيشتهم، المنتقلة ديارهم، إن شهدوا لم يعرفوا، وإن غابوا لم يفتقدوا، وإن مرضوا يُعادوا، وإن ماتوالم يشهدوا، في قبورهم يتزاورون، قلت: وأين أطلب هؤلاء؟ قال: في أطراف الأرض بين الأسواق، وهو قول الله تعالى عزّ وجل :﴿أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾.(8

 

 

 

  1. المتقي الهندي، كنز العمال،ج11، ص 127.
  2. لسان العرب لابن منظور، مادة (فتن): 3344 .
  3. المستدرك على الصحيحين، ج 2 ص 373 رقم الحديث 3312، باب تفسير سورة هود عليه السلام.
  4. عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق - ج 2 - الصفحة 262.
  5. مدينة المعاجز، ج4 ص 52، وبمعناه وبألفاظ قريبة منه في بحار الانوار، ج 36 ص 205 ، وعيون أخبار الرضا (عليه السلام) ، ج 1 ص 62 .
  6. بحار الانوار، ج 26، ص 322، حدیث 14.
  7. بحار الانوار- العلامة المجلسي ج 42- ص81، وفي كامل الزيارات، ابن قولويه: 75، بـاب 24، حـديث 15 ، وفي اللهوف في قتلى الطفوف - السيد ابن طاووس - الصفحة 25.
  8. الكافي، ج2، ص 239.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . اكرم جلال
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/03/02



كتابة تعليق لموضوع : شُقّوا أمواجَ الفِتَنْ بِسَفينَةَ الحُسَين عَليهِ السّلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net