صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

( مرورا بالمعنى )  ( ديوان العشق الحسيني ... للشاعر رضا الخفاجي )
علي حسين الخباز

يمثل الحوار في القصيدة الحسينية عنصرا  مهما من عناصر  بناء القصيدة  الحسينية  كونها تمثل  المسعى الروحي  للشاعر  ويؤدي الى  مسائل نفسية  تتفاعل روحيا  وتتنامى لتشكيل  المشهد النصي  من حيث القيمة  المتمثلة بوجود الرمز  وفي ديوان العشق الحسيني للشاعر رضا الخافي  نرى ان للحوار أهمية كبيرة في ابراز المشهد الحسيني  ،
(فمذ عانقت كربلاء  الفداء 
                    دماءك صارت هوى المنشد 
فها هو نهجك يثري الحياة 
                     يقود الوجود  لخير غد ) ص10
وللحوار مميزات  المطاولة  والتكثيف  وعفوية التعبير  مع صدق المشاعر كونه يميل  الى التمآثل  الولائي والتقرب  الى الرمز الحسيني  
( وقد قادت رؤاك نشيد فجي
                 الى عشق يبيح له انصهارا ) ص14
حيث يفطن  الى مشاعر واحاسيس ذات قيمة   ولائية  فعامل الولاء له اثرا في اتسام التحاورالى تجلي يقيني 
( فقد شعت مواسمنا ولاءا
                 الى دمك  المنير على الفصول ) ص21 
ولغة الحوار المباشرة مع الرمز  هو ظاهرة اسلوبية  بارزة  في الشعر  الحسيني  وركن  من اركان بنية  القصيدة  الحسينية وهو مترع  بمفردات  الهزل والولاء والصدق  والقبول  والصبر والمنايا  ومن ثم الشهادة وبعض مفردات المصيبة في الطف 
( أذل سيوف البغي في ولائه التي
                         تشع على الازمان فالنور يبهر 
أيا غارس الايثار فينا سجية 
                   فقد صنتنا والله مما يقتر )ص 25
والتخاطب مع الرمز الحسيني  يحول  مدارات  التلقي الى مدارك أحلام بما يمتلك  الرمز من شعور  في داخل  روحية التلقي  الرمز الحسيني بصفته المادية هناك جانب معنوي  كحضور مقدس  في حياتنا ،عبر كل جيل 
( فانت حاضرها الوضاء  ان عملت 
                 وانت رافدها الاروى بيوم غد )ص 28
وقد استعمل  الشاعر رضا الخفاجي  جميع أساليب  التخاطب  من اجل  ان يثير  انتباه  المتلقي  الى التعالق  الروحي  مع الرمز تارة بالاسم والأخرى بالصبر  ليؤهل  المتلقي ويغري على التطلع 
( والله يا سيدي ما دمت  تلهمنا 
                     فان اجيانا تترى بلا عدد)ص
وينظر البعض الى ان استخدام  الرمز في القصيدة الحسينية  جاء ليشتغل  على اسلوبية القناع  لكننا ننظر الى  ان الرمز  في القصيدة الحسينية  هي فعل حي قائم  بذاته ويتفاعل ليسلط الضوء على ابعاد الشخصية او الحدث  الحسيني 
( مذ قلت لا  ، للبغي كنت المشعلا 
                    نهضت بجودك واستطالت كربلاء 
يا خير اهل الأرض  نورك لم يزل
                         يسمو باياته لتنهض منهلا ) 31
القصد الانشائي من الرمز  في القصيدة الحسينية هو التذكير بالحدث الحسيني  وتاحفيز شعورية  المتلقي ، وقد وظفه الخفاجي لمعاني سياسية واجتماعية معاصرة ، بطريقة استنهض بها  الهمم ويهدف الى استمرار  التحدي الحسيني  داخل الولاء العام 
( فلقد خبرناها بكل صعابها 
                         لن نستقيم بنهجها او تعدلا
الا يبهجك يا حسين  ومن لها ؟ 
                          غير الامامة ان تدوم وتثملا )
هناك إصرار على المقاومة والاستمرار  في المشروع  التضحوي  وهناك امل مشرق في الالتزام بالرمز الحسيني  
( يامن  بنور علاك اشرق فجرنا 
                      واشاع في دمنا  نداء خييرا 
***  
نفحاته من لائك انتفضت على 
                   جهل العصور وقد أذلت ابترا ) ص38  
        الشاعر الحيسيني  في اغلب صيغ التعامل هو لايحتاج الى التوظيف الرمزي بل هو يتعامل مع الرمز الحسيني  المقدس  مباشرة واضحة لكنها تمرر بصياغة  إبداعية  مؤثرة ، الشاعر يريد  ان يكون شاهدا على ولائه  للحسين عليه السلام ولذلك يلتزم  بان يكون  شاهدا  على ولائه للحسين  عليه السلام  ، ولذلك يلتزم  بان يكون  قرب الحسين ، يحاوره  يناديه 
( يا ابن الرسالة يا حسين رفدتها 
                     بيوم  انتفضت  على الدعي الأخيب 
مستقبل الإسلام صيغ بكربلا
                        ودماؤك انتخبت  لذاك المأرب 
والله لولا الطف كادت تبتلى 
                     بالطارئين  الطامعين الكذب ) ص42
هو يسعى  ليعطي  العهد  ويستنهض  همم الالتزام  اليقيني 
( يا ابن  البتول تدفقت  افواجنا  
                  لتسير خلف خطاك دون تذبذب )ص43
الرمز الحسيني  عند رضا الخفاجي هو النموذج  المبارك لشخصية مقدسة ومعادل موضوعي لمشاعره ولرؤآه ولموقفه  من الحسين عليه السلام فصاغ الركامة هو الهوية والانتماء 
( حسين امامي  وهل في الوجود 
                                  حسين سواه له انتمي 
تمر العصور وتترا الجموع 
                       ونهجك ما زال لم يثلم )ص51
وهذا القدر من الادلاء الانطباعي اظنه غير كافي  للتعبير عن  فاعلية مجموعة شعرية  قدمت هذا  الجمال الولائي  البهي ولذلك سنردف الانطباع بالدعاء  

 


 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/03/07



كتابة تعليق لموضوع : ( مرورا بالمعنى )  ( ديوان العشق الحسيني ... للشاعر رضا الخفاجي )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net