صفحة الكاتب : د . مصطفى الناجي

عبِرة العبّارة 
د . مصطفى الناجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لاشك بان العراقيين جنّ عليهم ليل أمس وهم محزونون،حيث ارواح الأبرياء ارتحلت الى ملكوت السماء بعد ان حُبست انفاسها في مياه نهر دجلة ...
برقيات التعازي تصدرت تراجيديا الموت ..مجاميع التواصل الاجتماعي زيّنتها صور الحدِاد. ومشاهد الموت الجماعي في الموصل .
كان رئيس مجلس الوزراء يرافقه وزير الصحة في طلائع الواصلين الى حيث الكارثة ،محافظ الموصل ببلادته تجول مبتسماً وسط ذهول ذوي الضحايا وهو يتخطى رقاب الموتى في الطب العدلي ..
أقلام كُثر عتبت على (دجلة) لانه كالوحش الذي يبتلع في جوفه مئات الأضاحي ...
واُخرى كتبت بان الجشع والفساد هما أسّ الكارثة ...
ولم يترك المتصيدون الطائفيون  هذا المهرجان، اذ نشروا سهامهم لإقتناص ضحايا خارج مياه النهر  وبانهم وراء هذه الكارثة حتى وان لم يكن لهم فيها ناقة ولا جمل ..

آخر  نحو 
هذه التراجيديا لن تراها الا في العراق حيث يهدي الموت بكرم كل من وطأت أقدامه بلاد الرافدين ...
ولنا ان نفكّر قليلاً بما حدث وبما سيحدث ..وما هو السبيل لإيقاف هذه الخسائر المجانية ؟
سمعنا بان لجنة تحقيقية ستباشر عملها فورا وان الحكومة الاتحادية ستشرع بإجراء تحقيق لمعرفة المتسبب وان رئيس الجمهورية سيدعو الى اجتماع للرائاسات الثلاث .وان مجلس القضاء الاعلى وجه بتوقيف ادارات المنتجع السياحي في الموصل ..
لكن لنا ان نطرح بعض التساؤلات علّها تنفع اللجان التحقيقية وتضعهم امام صورة اكبر لحادثة العبّارة ..
اولا : هل اتخذت وزارة الموارد المائية الإجراءات الكافية والكفيلة لمنع وقوع هذه الكارثة ؟ نعم هي أصدرت كتابا يفيد بتحذير من على جانبي النهر بالحذر من ارتفاع مناسب المياه ..ولكن هل كانت إجراءات الوزارة كافية ؟
ثانيا ؛وزارة الموارد المائية تعلم وقبل الجميع بان يوم 21 اذار  وخصوصا في مدينة الموصل يوم مزدحم بآلاف العوائل في الأماكن السياحية وان المياه هي السبيل الوحيد لتلك العوائل ،فهل كان توقيت فتح أبواب سد الموصل صحيحا ؟ 
ثالثا ؛ من خلال مشاهدة اللحظات الاولى لغرق العبارة ..فان سرعة جريان مياه النهر ضاعفت من إعداد الضحايا وحالت بينه وبين كل الجهود لإنقاذ الغرقى ،فهل فكّرت ادارة السد بهذا الامر ؟
رابعا ؛هل قامت مديرة الموارد المائية في الموصل وإدارة سد الموصل  وبلدية الموصل بواجبهما خصوصا في هذا الموسم الوفير بالمياه ،بنشر الوعي بين المرافق السياحية وعموم المواطنين تجاه خطر زيادة مناسب المياه ؟
خامسا : هل قامت مديرية السياحة في الموصل باجراءات قانونية تكفل حماية المواطنين في تلك المرافق ؟وهل قامت بواجبها الاداري والرقابي في متابعة اصحاب تلك المرافق والتاكد من إجراءات السلامة والامان ؟
سادسا ؛ هل قامت الشرطة النهرية في الجزيرة السياحية في الموصل بواجبها تجاه توفير مستلزمات الإنقاذ ؟
سمعنا بان الشرطة النهرية هناك لا تمتلك سوى زورق واحد ! هل تم اتخاذ كافة الإجراءات من قبل الشرطة النهرية لتوفير زوارق كافية لعمليات الإنقاذ ؟ واذا كان الامر كذلك ؟لماذا لم يتم توفيرها ؟ولما سمحت القوة التابعة للشرطة النهرية لإدارة الجزيرة بنزول العبارة الى مياه نهر سريع الجريان ؟
سابعا:هل قام مسئول الجزيرة السياحية بتوفير مستلزمات السلامة والامان لكل زائري المنتجع ؟ وإلزام صاحب العبارة بتوفير سترات انقاذ كافية ؟ 
وهل وظف مدير المنتجع رجال انقاذ بعدد كافي ؟
ثامنا؛ هل قام صاحب العبارة بأخذ الاحتياطات الضرورية اللازمة لصيانة العبارة ؟
وهل وافق على زيادة عدد الركّاب فوق طاقة العبارة الاستيعابية ؟
وهل وفّر ادوات الإنقاذ من بالونات هوائية وسترات نجاة ؟
ولما اصرّ على استخدام عبّارة واحدة لركوب اكثر من 150 مواطن في حين بقيت العبّارات الاخرى خالية من الركاب ؟
أسئلة يجب ان تأخذها اي لجنة تحقيقية بنظر الاعتبار ولا تكتفي بالبحث عن كبش فداء ...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . مصطفى الناجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/03/22



كتابة تعليق لموضوع : عبِرة العبّارة 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net