صفحة الكاتب : عباس البخاتي

حادثة العبارة. .قدر أم فساد؟ 
عباس البخاتي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الموت ليس بالأمر الغريب، لكن الغرابة في كيفيته.. التي إتخذت من أرض العراق حقلا لتجاربها المميتة. 

من جسر الأئمة إلى حريق الكرادة, والعمليات الإرهابية والاغتيالات, وما امتلأت به الذاكرة من الصور المأساوية  وصولا إلى حادثة العبارة.

رغم فداحة ما حصل بفعل الإرهاب الذي ما ترك موبقة إلا وارتكبها لإيقاع العدد الأكبر من الأبرياء،  إلا إن للفساد دوره الذي لا يمكن السكوت عنه.

الإرهاب ظاهرة عالمية زرعت الرعب في مختلف بلدان العالم، مما جعله مرفوضا من الجميع، وسلط عليه الضوء إعلاميا وعقدت مؤتمرات وندوات لغرض مكافحته وتجفيف منابع  الفكرية والمالية .

ما حصل من تعاطي تجاه الإرهاب لم يحصل مع الفساد.. مما جعل الثاني بدهائه مختبئا خلف فداحة الأول، وهذا جعل مهمة مكافحة الإرهاب سهلة قياسا بمكافحة الفساد .. فالإرهاب معروف الهوية والتوجه ومنبوذ من قبل الجميع بما في ذلك المفسدين أنفسهم!

تشير الوقائع إلى أن النتيجة واحدة عندما يستشري الداءان معا في جسد المجتمع، فكليهما سبب في إزهاق الأرواح البريئة،  لتسجل الجريمة ضد مجهول،  تعقبها تشكيل لجنة تحقيقية حول الحادث لا أمل بظهور نتائجها إلا قبيل النفخ في الصور! 

بعد ذلك تتوالى التفاهات واحدة تلو الأخرى ومنها تعزية المسؤول حين تكون على شكل تغريدة، إذ يقول أحدهم "من لم يمت بالسيف مات بغيره... " فيما يغرد آخر معبرا عن عميق حزنه حيث يقول  "الموت هو انفصال الروح عن الجسد", ولا ندري كيف وفق لهذا الإكتشاف العظيم !

إلى جنب هؤلاء تتصاعد  "الحماوة " لدى عشاق الضجيج  فيعللون سبب استهداف أبناء مناطقهم بأنه استكمال لمشروع بدأ من كربلاء،  وهم فرحين بتلك الكرامة التي ستشكوهم إلى خالقهم يوما، لأنهم تمسكوا بالقشور وتركوا اللب يصدقهم في ذلك جمع من الهمج الرعاع الذين منحوا عقولهم إجازة طويلة الأمد .

كيف لعاقل أن يرجو خيرا ممن ادعى ما ليس له،  حين تسربل جلباب القداسة وهو غارق في بحر الرذيلة!

غرقت العبارة ولا زالت الأجساد غاطسة،  لكن خبث السرائر سرعان ما طفى على سطح الأحداث, فبنظرة بسيطة للكم الهائل من التصريحات التافهة،  يتضح أن أغلب المتحدثين ليس  له أدنى  معرفة بمسببات الحادث فنية أو إدارية. ..ولا حتى سياسية!

عذرا أيها ال ... مع ازدراء الألقاب،  بما انه لديكم هذا الكم الهائل من المعلومات، وكما معروف عندكم أن الوقاية خير من العلاج فلماذا أخفيتموها عنا ولم تطوقوا الحدث لتساهموا في الحيلولة دون وقوعه لتشملكم رعاية من قال  (من أحياها  فكأنما أحيا الناس جميعا) ؟

أم أنها الفرصة المؤاتية لينقض بعضكم على البعض الآخر طمعا بالغنيمة التي أنستكم الاستنجاد بالعمق العربي؟!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس البخاتي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/03/28



كتابة تعليق لموضوع : حادثة العبارة. .قدر أم فساد؟ 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net