صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

 رغم المنغصات .. البصرة سمتها التعايش المجتمعي 
علي حسين الخباز

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تميزت محافظة البصرة بالتنوع العرقي والقومي والديني ، وتوصف منذ القدم  على انها مدينة التعايش والسلم المجتمعي ، ويعيش فيها اقليات من المسيحيين والصابئة والكورد  الفيليين من دون ان تلحظ اي مشكلة او نبذ وتشابك  مع الغالبية المسلمة في هذه المدينة كما هو التعايش  المجتمعي السائد في غالبية المدن العراقية قبل وبعد التغيير عام 2003  .

  وتعد البصرة ثالث اكبر المحافظات العراقية من حيث عدد السكان غالبيتهم من المسلمين الشيعة والسنة ، و يشكل المسيحيون النسبة الاكبر من الاقليات التي تعيش فيها على اختلاف طوائفهم الدينية يليهم الصابئة المندائيون ومن ثم الكورد الفيليين والى وقت ليس ببعيد عوائل يهودية التي رحلت الى "اسرائيل" او هاجرت الى اماكن اخرى بسبب سياسات الانظمة السابقة التي توالت على حكم العراق .

 ولد وترعرع في مناطقها ومدنها وقصباتها المسيحيون والصابئة والكورد الفيليون ، وحصل الكثير منهم على شهادات أكاديمية مرموقة، وبرز اخرون في المجال الثقافي والمعرفي  وتبوء الكثير منهم مناصب ومهن مهمة في مؤسسات الدولة ويعمل آخرون اعمال حرة فيما يملك البعض منهم محلات تجارية ومطاعم وامتهن عدد آخر حرف كانت لها وقع خاص ومؤثر في الشارع البصري  .

 ومازال اهالي البصرة يحتفظون  بصفة التسامح والتعايش السلمي رغم الظروف الصعبة والحروب وضنك العيش ويصرون على مشاركة اخوانهم من الاديان والقوميات الاخرى افراحهم واحزانهم وطقوسهم ومناسباتهم .

وفي المقابل يبادل المسيحيون والصابئة والكورد الفيليين اخوانهم المسلمين اتراحهم و امراحهم دون منه او كلل وملل، وانعدمت لغة الازدراء والنبذ بين الجانبين .

ويتفق غالبية ابناء البصرة على ان  الغبن والتهميش الوظيفي والسياسي لم يطال هذه الطوائف الكريمة فحسب بل شمل اغلب البصريون وخاصة بعد 2003 نظرا لتبوء احزاب وكيانات سياسية بعينها همها الاول  والاخير مصالحها ومصالح قواعدها وهي حالة واكبت التغيير في العراق بعد 2003 ناهيك عن المحاصصة التي كانت السمة الاساسية والبارزة ما بعد التغيير والتي القت بضلالها القاتمة على تلك المسالتين المهمتين .

ويؤكد كبار رجالات وقادة الاقليات على انهم  لم يشعروا يوما بغربة وحيف ويواجهون العنف الممنهج في المدينة كما يدعي او يروج البعض الا من حالات فردية تحصل في اي مكان من دول العالم. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/04/02



كتابة تعليق لموضوع :  رغم المنغصات .. البصرة سمتها التعايش المجتمعي 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net