صفحة الكاتب : عبدالاله الشبيبي

وقفة مع مرض ويلسون…
عبدالاله الشبيبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ارسل لي احد الاصدقاء مجموعة من الاوراق وطلب مني عرضها على احد الاطباء الاختصاص… وبعد ان عرضتها على احدهم، قال لي هذه التقارير تقول ان المريض مصاب بمرض يسمى ويلسون! سببه ترسبات لمادة النحاس في الكبد والدماغ… واخذ يشرح لنا الاسباب والاعراض والوقاية وطرق العلاج والاعمار التي يصيبها المرض وهل المرض وراثي ام غير وراثي، كما قال يجب على المرضى الابتعاد عن الأغذية التي تحتوي على مادة النحاس مثل المعلاك والفطر والمحار والجوز وحبوب زهرة الشمس والشكولاتة.
وكُلنا يعلم ان الإنسان يصاب على مدى حياته بالعديد من الأمراض، وتتنوع مسببات الأمراض التي تصيب الإنسان، فهناك بعض الأمراض التي يتم الإصابة بها من عوامل خارجية بعد الولادة من خلال الفيروسات والميكروبات والبكتيريا، أو قد تنتج هذه الأمراض عن سلوكيات خاصة تضر بصحة الجسم وتسبب له المرض، أما الأمراض الموروثة هي تلك التي تنتج بسبب اجتماع جينات المرض في الطفل من الأب والأم، ويصاب بها مع الولادة وقد تتأخر أعراضها بالظهور إلى عمر محدد، ويعد مرض ويلسون من الأمراض الموروثة التي تصيب الإنسان مع الولادة.
وبعد الرجوع الى الدار اخذتُ ابحث عن الموضوع في محرك البحث كوكل لاطلع عليه اكثر واكثر… واذا اجد نفسي بين كم هائل من المعلومات عن المرض وتاريخه وسبب تسميته بهذا الاسم… وعلى اثر ذلك احببت ان اسجل لكن لمحة تعريفية عن المرض وأعراضه واسبابه.
مرض ويلسون(Wilson's Disease): مرض وراثيٌ نادر يتسبب في تراكم النحاس في الكبد، والدماغ، والأعضاء الحيوية، تقع أعمار غالبية المصابين بداء ويلسون ما بين 5 و35 سنة، إلا أنه قد يصيب من هم أصغر أو أكبر من ذلك أيضاً.
وقد تم اكتشاف المرض من قبل الطبيب البريطاني الذي وصفه أول مرة، وهو الطبيب أليكساندر ويلسون (1878-1937) الذي اكتشفه عام .1912
للنحاس دورٌ رئيسيٌ في نمو الأعصاب، والعظام السليمة، وإنتاج الكولاجين وصبغة الميلانين في الجلد. في الحالات الطبيعية، يُمتص النحاس من الطعام الذي تتناوله، ويتخلص الجسم من الكميات الزائدة منه عن طريق مادة تصنع في الكبد (العصارة الصفراوية).
إلا أنه في حالة المصابين بداء ويلسون، لا يتخلص الجسم من النحاس كما هو مفترض وبالتالي يتراكم النحاس بكمياتٍ قد تشكل خطراً على حياة المصاب. يساعد التشخيص المبكر لداء ويلسون على علاجه، وهناك العديد من المصابين بهذا الداء يعيشون حياةً طبيعيةً تماماً.
اعراض المرض: يوجد داء ويلسون منذ الولادة، ولكن لا تظهر العلامات والأعراض حتى يتراكم النحاس في الدماغ أو الكبد أو عضو آخر. وتختلف العلامات والأعراض بناء على أجزاء الجسم التي تأثرت بالمرض. يمكنها أن تشمل الآتي:
- الإرهاق أو ضعف الشهية أو ألمًا في البطن.
- اصفرار البشرة وابيضاض العين.
- تغير لون القرنية إلى اللون البني الذهبي.
- تراكم السوائل في الساقين أو البطن.
- مشاكل في الكلام أو البلع أو التناسق البدني.
- عدم التحكم في الحركة أو تيبس العضلات.
اسباب المرض: ينتقل مرض ويلسون وراثيًا بخلة كروموسوميه جسدية متنحية، مما يعني أنه لتُصاب بالمرض، يجب أن ترث نسخة واحدة فقط من الجين المعيب من كل من الوالدين. إذا لم تتلق إلا جينًا شاذًا واحدًا، فلن تمرض ولكن ستظل حاملاً للجين ويمكن أن تنقله إلى أطفالك. ولهذا فان الزواج من الاقارب الحاملين له هو احد اسباب المرض، ويقدر عدد المصابين بمرض ويلسون بنحو 10 – 30 مليون حالة في جميع انحاء العالم. وحسب النسبة العالمية فان عدد المصابين به في العراق لا تقل عن الف و200 حالة مرضية.
يمكن أن يكون داء ويلسون مميتًا في حالة عدم علاجه، تتضمن المضاعفات الخطيرة ما يلي:
تندب الكبد (تليف الكبد)، بينما تحاول خلايا الكبد إجراء إصلاحات للعظم التالف بالنحاس الزائد، تتكون أنسجة منتدبة في الكبد، الأمر الذي يُصعب وظيفة الكبد.
فشل الكبد، يمكن أن يحدث هذا فجأة (فشل كبدي حاد) أو يمكنه التطور ببطء على مدار سنوات، وقد يكون زراعة الكبد أحد الخيارات العلاجية.
مشاكل عصبية مستمرة، وعادة ما يتحسن الارتعاش وحركات العضلات اللاإرادية وصعوبات الكلام ومشية الخرق مع علاج داء ويلسون ومع ذلك يعاني بعض الأشخاص مشاكل عصبية دائمة على الرغم من العلاج.
مشاكل في الكلى، قد يتلف داء ويلسون الكلى، مما يؤدي إلى مشاكل مثل حصوات الكلى وخروج عدد غير طبيعي من الأحماض الأمينية في البول.
مشاكل نفسية، وقد تتضمن تغييرات في الشخصية أو الاكتئاب أو التهيج أو الاضطراب ثنائي القطب أو الذهان.
مشكلات الدم، وقد تتضمن تدمير خلايا الدم الحمراء (انحلال الدم) مما تؤدي إلى الإصابة بفقر الدم واليرقان.
تشخيص المرض: يتم عبر اجراء سلسلة من تحاليل مع مُلاحظة الأعراض الظاهرة على المُريض، كما يقوم الطبيب بمجموعة من الإجراءات والاختبارات التشخيصيّة التي يتم عن طريقها تشخيص الإصابة بمرض ويلسون، ومن هذه الإجراءات ما يأتي:
اولاً: تحليل نسبة النحاس في الدم، حيث يتمّ التأكد من مستوى إنزيمات الكبد وذلك بهدف فحص كفاءته.
ثانياً: تحليل نسبة النحاس في البول، الذي يتم طرحه في البول خلال 24 ساعة.
ثالثاً: اختبار عينة من الكبد، حيث يقوم الطبيب بأخذ جزء صغير جدّاً من نسيج الكبد باستخدام إبرة رفيعة جدّاً يتمّ إدخالها عن طريق الجلد، ليتمّ بعد ذلك نقل العينة إلى المُختبر لفحص وجود ارتفاع في نسبة النحاس في هذا النسيج.
رابعاً: التصوير الاشعاعي، يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعيّ المحوسب، للكشف عن أي تشوهات في الدماغ، وخاصةً في حال وجود أعراض عصبية.
بناء على هذه التحاليل والتصاوير يكون العلاج، حيث يتم تقييم حالة الكبد او الدماغ هل وصل للتليف أم لا وهل هو متكافئ أو غير متكافئ، ثم يتم صرف أدوية تقلل نسب النحاس وتخرجه من الادرار وتعمل على إزالة نسب النحاس من الكبد، فكل الأعراض السابقة تتحسن، وبما أنه مرض مزمن فيجب أن يستمر المريض في تناول العلاج.
علاج المرض: هو دواء بينسيلامين الذي يقوم بالارتباط مع النحاس ويؤدي إلى التخلص منه عن طريق إفراز كميات كبيرة منه في البول، ويقلل من ترسبه في الأعضاء الحيوية في الجسم، عند المرضى الذين وصل بهم المرض إلى درجة الفشل التام للكبد, تشكل عملية زراعة الكبد الحل الأكثر نجاعة.
ومن الممكن أن يقوم الطبيب الجرّاح باستبدال الكبد المُصابة والتخلّص منها، وزرع كبد أخرى سليمة من مُتبرِّع غالباً ما يكون شخصاً ميّتاً، ومن الجدير بالذّكر أنّه في بعض الحالات يمكن زرع جزء من كبد شخص حي كأحد أفراد عائلة المريض مثلاً، وفي هذه الحالة يقوم الطبيب بإزالة الكبد المُصابة، ويزرع الجزء المتبرّع به من الكبد في مكانه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبدالاله الشبيبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/04/03



كتابة تعليق لموضوع : وقفة مع مرض ويلسون…
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net