صفحة الكاتب : زعيم الخيرالله

الازمةُ العالَمِيَّةُ ازمةٌ اخلاقيَّةٌ (2)
زعيم الخيرالله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعد نشر موضوعي ( الازمةُ العالَمِيَّةُ ازمةٌ اخلاقيَّةٌ ) ، اعترض عَلَيَّ بعضُ الاخوةِ مثيراً بعضَ الاعتراضاتِ ، وها أنا أُثيرُها ، مُلَخِّصِّاً اياها ، دون ذكرِ صاحبها ؛ حتى لا أُشخصنَ الامورَ ... وانما يَنصَبُّ اهتمامي على ماطرح من اعتراضاتٍ ، وهي لم تكن مجرد اعتراضاتِ شخصٍ ، وانما تعبِّرعن رؤيةِ الكثير من شبابنا المنبهر بالغرب وحضارته.
وهذه الاعتراضات يمكن ان الخصّها بالنقاط التاليّة :
1- تقويم ( استخدم تقويم بدلاً من تقييم ؛لانها الاصح ) اخلاق العالم يتم من زوايا مختلفة ، ولايصح حصر النظر في زاويةٍ واحدةٍ .
2- الغربُ وصلَ درجاتٍ سامية جداً بالتعامُلِ معَ حُقوقِ الانسانِ ، وخصوصاً في دولِ اوربا الشماليَّة .
3- مقارنة قطع يد السارق ، والتعزيرات في الفقه الاسلامي ، مع نظام العقوبات الغربي المتقدم.
4- الحاجة الى التعمق في منظارنا وافقنا ، ونقارن بعمقٍ اكثر.
5- اشكالية نقدهم ونحن لاجئين في بلدانهم.
في البداية اسجّلُ اعتراضي على هذه الطريقة في النقاش ... فالنقاش ينبغي ان يتناول الموضوعَ الاساس ، والفكرةَ الرئيسةَ فيه ، ولايركّز على مفردة هنا ، ومفردةٍ هناك ... كنت اتمنى ان ينصَبَّ النقاش على الفكرة الاساسية في الموضوع ، وهي : ( ان الازمة العالمية هي في عمقها ازمة اخلاقيّة ، والمشكلات الاخرى الاقتصادية والسياسية والمجتمعية هي مظاهر لازمةٍ كبرى ، هي الازمة الاخلاقية ) هل هذه الفكرة صحيحة ام لا؟ كنت اتمنى ان يتم تسليط الضوءِ على هذه النقطة ، لا ان تُمسك القضية من ذيلها ، ويترك راسُها.
المقال تحدثَ عن ازمةِ عالَميّةٍ ، ولم يحصرها في الغرب ، ولكنَّ المعترضَ توقف في مناقشةِ الامثلة ، وكما قيل : ( المناقشةُ في المثالِ ليست من دأبِ المحصليّن) .الفكرة تقول: ان ازمة العالم ازمة اخلاقية ، وكل مانراه حولنا هو مظاهر لتلك الازمة ، هذه الفكرة استطيع ان اضرب لها امثلة من الشرق والغرب والشمال والجنوب.
في الشرق .
الاستبدادُ السياسيُّ في الشرق ، ومصادرةُ الحريات ، وقمع الرأي ، كلها تعبر عن ذات الازمة الاخلاقيّة التي تحدث عنها المقال .
المقال لايلغي أنّ في الغرب انجازات وتقدماً تقنيّاً هائلاً ... ولكنّ تشريع زواج المثليين يعبِّر عن هذهِ الازمة التي اشار اليها المقال ... وهناك صرخات من داخل الغرب .. وصيحات لمصلحين ومفكرين غربيين تعلنُ النذيرَ ، وتدُّقُ جرسَ الانذارِ محذرةً من الانهيار. هناك في الغرب صيحات عنصرية اطلقها هانتغنتون في كتابه ( صدام الحضارات ) ، لاينبغي التعامل مع الغرب على انه كتلة واحدة . الغرب متنوع ، فيه اليمين المتطرف ، وفيه اليسار ، وفيه معتدلون ، وفيه متشددون .
ازدواجية المعايير يمارسها ساسة الغرب ، وهي تعبر عن ازمة اخلاقيّة سواء كانت في الشرق او في الغرب .
اثار المعترض مسألة الحدود الاسلامية ، وقطع يد السارق ، وكأن المسلمين يجب عليهم ان يقطعوا الايدي في كل زمان ومكان ، وبعيدا عن الظروف والشروط الموضوعية . ليست تطبيقات الحدود التي تُمارسُ في بعض الدول الاسلامية تعبر بالضرورة عن روح الاسلام . الاسلام ليس حدودا فحسب ، الاسلام نظام اقتصادي يشبع الجياع ، ونظام تعليمي يرفع مستوى وعي الامة ، الاسلام غير قابل للتجزئة ، والا كان اسلاماً مشوهاً.
اثار مسالة القاطنين في هذه البلاد واللاجئين اليها عليهم ان لاينقدوا الظواهر السلبية .
الذين يقطنون الغرب هم مواطنون ، والقانون يعطيهم الحرية في النقد ، والنقد ظاهرة حضارية تشخص الخلل ، وتطرح العلاج ... والاصوات الناقدة من الغربيين كثيرة .
نحن نرى في النقد مسؤولية حضارية واخلاقية في بلدانٍ نحن مواطنون فيها.
لسنا دواعش نستهدف تدمير البلدان ، بل ان فقهائنا يامروننا بالالتزام بالانظمة ، واحترام القانون .
وفي الختام ، نحن نمارس نقدا مسؤولا .. ونحن يهمنا حماية هذه البلدان ... والمسلمون اصبحوا مواطنين في هذه البلدان ، ولهم اسهاماتهم في الطب والعلوم ، وعندها اسهامات في العلوم الانسانية ... لسنا ضيقي الافق ، كما اتهمنا المعترض . اسال الله ان ياخذ بايدينا الى الخير .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زعيم الخيرالله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/04/03



كتابة تعليق لموضوع : الازمةُ العالَمِيَّةُ ازمةٌ اخلاقيَّةٌ (2)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net