صفحة الكاتب : عمار العامري

حكم العراق بعد سبع سنوات
عمار العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

حديث دار بين زميلين في العمل، حول الخبر الذي اعلنته شرطة النجف الاشرف بخصوص اعترافات صاحب المقهى -الذي قام بالتجاوزعلى مقام الامام موسى الكاظم "عليه السلام" يوم وفاته من خلال البث المباشر عبر السوشل ميديا- حيث تفيد الاخبار أنه واثنين اخرين ينتمون الى عصابات داعش الارهابية، كانت مهمتهم بث الافكار الضالة من اجل زرع الانحراف في اوساط الشباب، وابعادهم عن العقيدة الاسلامية.

يعطي مؤشراً؛ إن الاهتمام بإفادات المتهم اخذ حيزاً اكبر وتعاطفاً اوسع في الاوساط المجتمع عامة، واكثر من الاهتمام بأصل جريمة الانحراف الفكري نفسها، والسبب يعود الى إن المجتمع بدء يفقد الثقة بالمؤسسة القضائية، وذلك لفقدانه الثقة بالحكومات اساساً، والحقيقة إن انعدام الثقة واتساع الفجوة، يأتي نتيجة عدم تطبيق النظرية الاسلامية في العراق من قبل اغلب الاحزاب والتيارات السياسية المعنية بالأمر.

الامر الذي جعلنا نتتبع الإحصائيات والاستبيانات الخاصة بانتشار الافكار الالحادية في المجتمع العراقي، لاسيما بين فئة الشباب وخصوصاً في الاوساط الجامعية، والمذهل إن (3000) طالباً تقريباً في جامعة الكوفة فقط متأثرون بأفكار الالحاد والمدنية، وما يزيد عن (7000) طالباً في جامعتي بغداد والنهرين، وارقام متفاوتة في جامعات بغداد الاخرى، وبابل والبصرة وذي قار وكربلاء وغيرها، فضلاً عن الفئات الاجتماعية الاخرى.

ما يعني إن الالحاد لم يقتصر على رواد شارع المتنبي كما يشاع، انما اصبحت الجامعات بيئة خصبة وحاضنة له، ما جعل انتشاره اوسع لدى المثقفين غير الاسلاميين، والناقمين على سوء ادارة الحكومات السابقة، والاحزاب التي نخرت البلاد بفساد اعضائها، وكثرت الاتهامات المتبادلة بين السياسيين التي اثرت سلباً، فضلاً عن انتشار البطالة بين الخريجين، وضعف تقديم الخدمات في بلد غني بالخيرات.

حيث شجع المقارنة بين فشل تطبيق الاسلام من قبل دعاته في العراق، وبين افكار حديثة تطرح مشاريع فكرية تتبنى انقاذ الشباب من عزلتهم عن الواقع، وتلبيتهم لاحتياجاتهم عبر انتزاع ثوب الدين، وخلع الافكار العقائدية والتوجه نحو الحالة اللا دينية، عسى أن تحقق له رغباته في حياة افضل، حيث إن الانتشار الاوسع للإلحاد والاطروحة المدنية، يجعل الشارع يميل لتوجهاتهم وافكارهم وشخصياتهم.

وعليه؛ فإن تقاعس المؤسسات الدينية والتيارات الاسلامية أمام انتشار الالحاد، يجعل المجتمع يعاني خطر الانحصار العقائدي، ويهدد تراجع اليات مواجهة النظرية الاسلامية للنظريات المنحرفة، ويسهل سقوط الشباب في اشباك البرامج المسمومة التي يطلقها البعض تحت شعارات الانسانية، والحرية الفكرية، ما ينذر إن السنوات السبع القادمة ستكون السطوة فيها للتيارات الالحادية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/04/09



كتابة تعليق لموضوع : حكم العراق بعد سبع سنوات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net