صفحة الكاتب : احمد عدنان

إلى امريكا.. احترموا عقولنا
احمد عدنان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  مازال الامريكان يعتقدون ان الشعوب مغفلة لذا لايحترمون عقولهم، بل يهينونها باعتقادهم ان مايقولون ينطلي على الاخرين. ولهذا السبب فشلوا في العديد من المواضيع التي حاولوا تسويقها اعلاميا واستخباريا، كبالونات جس النبض والاكاذيب الاعلامية المكشوفة، وما روج اخيرا من تسجيل للبغدادي بعد يوم من تصريحات سياسييهم بخصوص العراق مفاده:

"أنّ مفاوضات تجري مع الحكومة العراقية بشأن الوجود طويل الأمد".. ماكينزي.

 لذا وجب ان نبين انه ليس سرا ان نقول: ان بعض اجهزة المخابرات العالمية والامريكية بالتحديد تستطيع ان تحدد عمر وموقع بناية ما عن طريق لون الحائط وغيرها من التفاصيل الاستخبارية، لذلك نجد ان اغلب المطلوبين دوليا يضعون "خلفية بيضاء" على الجدران لتشويه التداخل اللوني في كشف المعلومات حول الموقع.

وهناك طريقة اخرى لمعرفة الشخص الحقيقي المقصود او الشخص المزيف "الشبيه" من خلال تحليل الجمجمة، وهذه الحالة تحصل اذا كان الشخص يظهر وجهه مقابل الكاميرا فقط، بحيث لا ينحني يمينا او شمالا.

مثال.. المجرم عزت الدوري ظهر بصورة كاملة مقابلة للكاميرا، بينما البغدادي ظهر بصورة جانبية للكاميرا حتى لا يتم تحليله، هل هو الحقيقي او شبيه، ويزيد من اعتقادنا هذا ان الامريكان قد زودوا منتسبهم البغدادي بالتفاصيل الدقيقة والمهمة. والسؤال هو لماذا ظهر البغدادي في هذا الوقت تحديدا..؟

 بعض التحليلات تقول انه يحاول ترتيب وضعه مع انصاره وقياداته واثبات حياته ونفي مقتله، والبعض الاخر يصف ظهوره برسالة للعالم يدعي من خلالها ان هزيمة الباغوز لا تؤثر على التنظيم!. البغدادي لا يملك كل هذه الحنكة والدراية في تحويل بوصلة العالم تجاهه، بهذا التسجيل المصور الذي ظهر فيه مترفا منعما بصحة جيدة، وكانه خرج توا من فندق خمس نجوم!. على عكس اسلافه (الزرقاوي، بن لادن) الذين حاولوا الظهور بالمظهر الميداني.

 ان الاجهزة الامريكية وهي سيدة اللعب اليوم، تحاول تسويق البغدادي مرة اخرى بعد الفشل الذريع الذي مني به تنظيمه الارهابي، وجعله حديث الاعلام والمواقع لتشغل به الرأي العام العالمي تمهيدا لحدث وغاية جديدة. وعليه فان هذا الظهورالمفاجئ الذي جاء بعد تصريحات سياسية امريكية بخصوص تواجدهم بالعراق، وحراك برلماني وشعبي عراقي ضد التواجد العسكري وانتهاكات القائم بالاعمال الامريكي بحق الرموز الدينية، يترك علامات استفهام كبيرة إزاء ظهور المجرم البغدادي.

وببديهية واضحة وصريحة، ان السفارة الامريكية في بغداد من خلال شبكاتها الاستخبارية وذبابها الالكتروني وخدمها من السياسيين، لا يخفى عليها اي حراك داخلي، اقدمت قبل ايام على خطوات استفزازية لجس نبض الشارع، من خلال الانتهاك الارهابي في كركوك والتجاوز على المرجعيات الدينية، لقراءة رجع الصدى قبل المبادرة بظهور البغدادي. وهذا يعني ان الادارة الامريكية ارسلت رسالة تهديد واضحة للعراق، مفادها ان البغدادي موجود وبكامل قواه، ومتى ما اخرجتمونا سنخرجه من جديد، ومتى ما رفضتم العقوبات الاقتصادية على ايران، فتحنا لكم جبهة اخرى، وسنعيده كما اوجدناه اول مرة، بهذا المعنى البسيط هذه كل الحكاية. وحين شعرت بردود الفعل الغاضبة شعبيا وسياسيا بوجود الخطر المحتمل على تواجدها، بوجود طبقة سياسية وشعبية تنتمي للحشد الشعبي الذي اوقف مخططاتها الارهابية.

"صرح قائد القيادة المركزية الأمريكية كينث ماكينزي قبل يوم واحد فقط من ظهور هذا التسجيل (أنّ مفاوضات تجري مع الحكومة العراقية بشأن الوجود طويل الأمد الذي ستحتفظ به القوات الأمريكية في العراق لمكافحة الإرهاب) وبكل تأكيد أنّ ظهور أبي بكر البغدادي بعد يوم واحد من تصريح ماكينزي، يكشف بشكل جلي وواضح الهدف من ظهور البغدادي في هذا الوقت تحديدا، فالرسالة واضحة جدا ولا تحتاج عناءً كبيرا لفهمها وفك رموزها".


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد عدنان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/04/30



كتابة تعليق لموضوع : إلى امريكا.. احترموا عقولنا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net