صفحة الكاتب : محمد فؤاد زيد الكيلاني

ثبت فشل الحروب بالطائرات
محمد فؤاد زيد الكيلاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قبل سنوات ليست بالبعيدة كانت أي حروب يستخدم بها الطائرات تكون هي من تحدد مسار هذه الحرب أو قوتها ومن المنتصر؛ نظراً لتطور صناعة الطائرات في تلك الفترة وخصوصاً الطائرات الحربية منها، ليتم استخداما بكثافة، وتحمل العشرات من الصواريخ لتصيب الهدف الذي انطلقت من اجلها، لكن هذه الفترة انتهت هذه المعادلة وبدأت معادل جديدة، وهي حرب الصواريخ.

في أي دول كانت تنشأ بها حروب يكون الدرع القوي بها هي الصواريخ، بعد تطور الدفاعات الجوية في الدول المتقدمة أصبح الآن دور الطائرة (بالهش)، نظراً لوجود صواريخ ارض جو تصيب هدفها بدقة مهما كان ارتفاع هذا الهدف، بينما الصواريخ يمكن أن تنطلق بالعشرات في دقائق معدودة وتصل الهدف الموجهة له وتصيبه، ومع زخم هذه الصواريخ لا يمكن اعتراضها، كما أعلنت بعض الدول أن صواريخها دقيقة وتصل إلى كل مكان في العالم، ومع تطور صناعة الصواريخ في هذه الفترة في دول العالم أصبح من يملك قوة صاروخية هو من يسيطر على الحرب ويحدد نهايتها، نظراً لان الطائرات لا يمكن أن تقوم مقام عمل هذه الصواريخ.

وهذا ما أعلنت عنه دول كبيرة ومهمة في العالم مثل إيران وروسيا، بان الصواريخ التي تم صناعتها محلية تحقق أهدافها بدقة متناهية، وهذا الأمر جعل إسرائيل تعيد حساباتها من جديد وفشلت في هذه الحسابات والدليل ما حصل في غزة في الفترة الأخيرة من قصف تل أبيب ولم يتم اعتراض الصواريخ الذي انطلقت من غزة، بل وصل إلى الهدف.

وكما أعلنت إيران في وقف سابق بان العقوبات التي فرضت عليها لا تمنعها من صناعة الصواريخ الدقيقة والمتطورة، بل هي ماضية قُدماً في تطويرها وصناعتها.

رُبما الحرب البرية إن نشبت لا تحقق أي هدف سواء كانت هذه الحرب من اجل احتلال دولة بعينها أو القضاء على مجموعة أو الحد من إطلاق الصواريخ، نظراً للتطور الملحوظ في هذه الصناعة كما بينت التجارب بأن الصواريخ يمكن أن تكون متنقلة أو تحمل على الكتف أو من خلال عربة (شاحنة) متنقلة وليس في مكان ثابت كما كان في السابق.

هذه القوة الصاروخية جعلت العالم في حيرة من أمره، وكيف سيدير أي حرب إن نشبت في أي منطقة، وكان هذا واضحاً تماماً حينما دعمت روسيا فنزويلا وسوريا بصواريخ ارض جو متطورة وجعلت أمريكا تقف مكتوفة الأيدي وتُحد من هيمنتها على هذه الدول، والمعروف بأن أمريكا قوتها تكمن في سلاح الجو الذي تملكه، واستعملته في العراق وأفغانستان وغيرها.

ربما إن نشبت أي حرب في المستقبل لا قدر الله ستكون حرب صواريخ قصيرة وطويلة وبعيدة المدى، ويمكن أن تكون بالعشرات إن لم تكن بالمئات ستنطلق في وقت قصير ولا يمكن اعتراض جميعها بل جزء منها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد فؤاد زيد الكيلاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/05/01



كتابة تعليق لموضوع : ثبت فشل الحروب بالطائرات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net