الكيَ.. أم الدبلوماسية ..... اخر الداء ؟
محمد علي مزهر شعبان
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد علي مزهر شعبان
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ماذا يؤشر على ما يدور الان في مواجهات غزة والكيان الصهيوني ؟ الى أي مفاد وحصيل ستصل به هذه المقدمات ؟ رغم قياس نسبة الخسائر بين الطرفين لطبيعة القدرات، ولكن أليس ان الامر يوحي لصورة القادم الجديد لمعركة اكبر؟ أطرافها محسومة الجوانب مرتبطة المصالح ممتدة الى عمق ما تبغي وتروم لتمرير اهداف كانت بعيدة المدى وحسمت تطبيقاتها . قد يبدو النزوع بهذا الاتجاه غير واضح المعالم بجدية لكارثيته، إلا ان عمق النوايا يختمر في لحظة ان تكون مع او ضد إنها الحرب . فروسيا والصين وتركيا والهند، ربما تستخدم الناعم من الاساليب الدبلوماسية، ولكن الاشارات هي ايحاء الميولات التي تظهر فيما بعد . اللوحة الان لم تكتمل معالمها، الا ان ريشة الرسام تعرف بميول من ينهي ملامحها في الاخير . المعادلة الان بين رجل واضح الميول مثل ترامب، وليس كل من وضحت ميوله حقق مغنمه . لكن تلاحق الاحداث يوحي ان بيادق الاصطفاف في معسكره جهزت ادواتها، سواء من الممولين، وما يجري في تل أبيب من إجراءات، من خلال مجلس الامن المصغر في اعلان الحرب الشامله من جميع الصنوف على غزة .
هذا التحشيد يبدو لمسئلة خارج حدود غزة وحماس والجهاد، انما العبور الى الضفة الاخرى، التي ستجعل صفقة القرن واقع اذ تدرجت المسلمات بنقل السفارة وامر الجولان، وان تكون هذه الممالك والامارات والجمهوريات بيادق في اقفاص وكانتونات تحكم من قبل صاحب القرار والمقام في اسرائيل الكبرى . على ضوء ما خطط حكيم هذا الزمان " كوشنر" بان القدس بشقيها عاصمة أبدية لاسرائيل وحتى الضفة الغربية التي ربما ان ينفخوا كرشها باتجاه الاردن ك كونفدرالية اضحت ضمن التوجه الجديد اسرائيلة .
ولتهيئة بانوروما اشتباك الاحداث، فلابد من توزيعها، فكل يوم ازمة، منها المستدامة، كسوريا واليمن والعراق وليبيا والسودان والجزائر، ومنها ما يخطط له على عجالة . ما يحدث الان على ارض قبرص حيث حذرت مصر من أي انعكاس أو تأثير لأنشطة الحفر التركية شرق المتوسط على أمن المنطقة وكانها بوادر ستنتقل من بارد الرفض الى ساخن الاصطدام . وخلق الازمات مهما تعددت إدعاتها فهي ذات أبعاد ترسم طبيعة التحالفات القادمه . فتركيا تتحكم منذ السبعينات بالجانب القبرصي التركي فأي سر يكمن في المربع رقم 10 بالبحر المتوسط، وهو المربع الذي تعتزم تركيا الحفر والتنقيب عن الغاز فيه ؟ اوربا من جهتها بين التابع الذي لا تنفك عراها بينها وامريكا، أخذتها العزة بالنفس حتى اخذت ترتل بان بوصلة ترامب تتجه نحو الجحيم . وهي قراءة دقيقه للقارة العجوز ولمستعمر قديم ادرك، أن مبدا الدنيا تاخذ غلابا، قد قطع حبل توهجها . والسجل التاريخي حاضر يسطر ايات الايثار في فيتنام وكوبا وفنزويلا وايران سابقا وما يلحق . موقف الروس والصين من كل حركات التحرر والمقاومة، وان تغيرت بعض ملامحه، لكن ما يؤكد ذلك هو عمق التدخل الروسي، الذي لازلنا نعيش اصطفافه في الاجواء الروسية السورية الايرانية وفصائل المقاومة، في تحرير الاراضي السورية، فهي علامة بارزه بأن الامر ليس كما يتصور ترامب ونتياهو . وان بات التوتر مشتعلا بين إيران وإسرائيل، بعد قيام هذه الأخيرة بقصف أهداف تابعة لإيران أو مقرّبة منها في سوريا، مبرّرة ذلك برغبتها في استهداف فيلق القدس الإيراني المسؤول عن العمليات خارج حدود بلاده لكن التحذير الروسي أوقف عنجهية اسرائيل بهذا الاتجاه .
ولعل سائل يسئل : علام لا ترد ايران اذا امتلكت قوة الرد ؟ الاحرى ان يتوجه هذا السؤال الى حماس وحزب الله والحشد الشعبي العراقي من أين كان مورد صواريخهم ودعمهم، أليس من ايران ؟ ولا ينفك ان ينضج سؤال اخر: هل ايران تحارب بأذرعها، أم ان الامر ينتظر لحظة العمق والغور، حيث يكون الوفاض انتهى من صبره، وان نقطة التحمل وان الاصطدام وصل الى نقطة الصفر ؟
إذن هل الحرب صعدت أوزارها، ووصلت الى درجة عدم تجنبها ؟ ظريف يقول ان اعلان الحرس الثوري منظمة ارهابية، وايران اعلنت ان الجيش الامريكي وادواته ارهابين، فمن المتوقع ان تحدث أمور جانبية تمتد ولا تحمد عواقبها . اسرائيل تشير إلى وجود إمتدادات متواصله، بين التوتر الأخير وبين سلسلة الاحتكاكات السابقة بينهما، منها أن الوضع في سوريا تغيّر كثيراً مقارنة بالسنوات الماضية، ومنها كذلك الطابع الجدي للتهديد الجديد بينهما . كل القراءات تشير ان حديث اسرائيل عن مواجهة ايران جديه، واستعدادها الى العمق السوري، وربما حتى من خلال خلق فوضى في المنطقة الغربية العراقيه، للمطالبة بكونفدرالية تلك المنطقه من خلال اتفاقات مبرمه كما تحدث عزت الشاهبندر . المنطقة تسكن على صفيح ساخن، ولكن في رؤى القراءة على الارض، ان جهنم الحرق لا تمتلك وقودها امريكا . المواجهة العسكرية وبهذا الحجم وطبيعة التحالفات وموازين القوى، ترتكز على أسئلة جوهرية هل ستدخل امريكا الحرب، ما مدى قوة الدعم الأمريكي، مدى الجاهزية للمعارك ؟ هل قرأ الامريكان قدرات الخصوم في إمكانية استهدافهم للمنشآت الحساسة، وإمكانية الاحتكاك مع قوى دولية كروسيا والصين والحياد الاوربي ؟ الايام حبلى في ان تكون اخر الدواء الدبلوماسية ؟ لان من يقرأ الخريطه، ان اول المتضررين دون شك هو دافعوا المال من دول الخليج، وان المساحة التي يمكن تناولها للمصالح الامريكية ليست بعيدة المنال، وحين تكون ردة الفعل من العنف للذي يبحث ليس عن النصر بل الوقوف بثبات ولابد ان يكون في نهاية المشوار، اللجوء الى مؤتمر يوطن التوتر، او كما حدث بين رجال "هوشي منه فيتنام" وجونسون امريكا" في باريس، حينما بحث القوي المنهار مع من كللوا بالغار ... ان القوي من يقف على أرجل غير مرتجفه .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat